لا يتقاضى الناخب الوطني الجديد ميلوفان راجيفاك مرتبا كبيرا، إلى درجة أنه يقبض أجرة بالكاد تقترب من تلك التي كانت تمنحها الفاف للتقني رابح سعدان.
وخلال مونديال جنوب إفريقيا 2010، وحينما كان التقني الصربي راجيفاك (62 سنة حاليا/ يحمل أيضا الجنسية الألمانية) يدرّب منتخب غانا، منحه اتحاد الكرة لهذا البلد راتبا سنويا بقيمة 365 ألف أورو (أزيد عن 4.4 مليار سنتيم) المرادف لأجرة شهرية تقارب رقم الـ 30 ألف أورو (أزيد عن 367 مليون سنتيم). وبالمقابل، وفي تلك النسخة من كأس العالم، كان سعدان (70 سنة حاليا) يُمسك بالزمام الفني لـ « الخضر » ويقبض راتبا سنويا قيمته 245 ألف أورو (3 ملايير سنتيم) المرادف لأجرة شهرية تقترب من رقم 20 ألف أورو (250 مليون سنتيم).
واحتل راجيفاك المرتبة الـ 22 في سلم أجور مدربي مونديال 2010، من أصل 32 تقنيا حضر طبعة جنوب إفريقيا. وتموقع سعدان في المركز الـ 27. وهو ما يُبيّن أن الهامش لم يكن متّسعا بينهما. علما أن أجرة الناخب الوطني الأسبق وحيد خيلوزيتش وخليفته كريستيان غوركوف قاربت رقم الـ 750 ألف أورو سنويا، كانت تمنحها الفاف لكليهما (نفس الأجرة إلى حد كبير بين التقنيين البوسني والفرنسي)
ويعني هذا أن محمد روراوة رئيس الفاف يكون قد توصّل إلى اتفاق مع الناخب الوطني الجديد لا يضرّ بميزانية الفاف ولا يهضم حقوق راجيفاك المالية. خاصة وأن اتحاد الكرة الجزائري أعلن مؤخرا بأن المدربين الذين تفاوض معهم بعد رحيل غوركوف طالبوا بالحصول على أموال طائلة.
وما يُدعّم طرح الأجرة المعقولة للمدرب الجديد لزملاء فيغولي، هو أن روراوة رجل براغماتي لا يرمي النقود من النافذة ولم يُعهد عنه « البذخ » (أجور المدربين تحديدا) رغم البحبوحة المالية التي تنعم بها الفاف. فضلا عن ذلك، بقي راجيفاك مدة 5 سنوات ما بين 2011 و2016 بلا عمل، قبل أن يستفيد في الـ 15 من جوان الحالي من منصب عمل كمدرب لفريق « مغمور » و »صغير » إسمه رودار فولونج من القسم الأول السلوفيني. ويُفيد هذا أن روراوة أجرى المفاوضات مع التقني الصربي في الأيام القليلة الماضية فقط، وأن رئيس الفاف اتصل به من موقع قوّة كون راجيفاك قضى فترة طويلة بلا عمل. أما النقطة الثالثة والأخيرة، فتُشير إلى أن راجيفاك إبن للمدرسة الكروية اليوغسلافية، وعادة أجور مدربي ولاعبي أوروبا الشرقية ليست باهظة التكاليف، مقارنة عند نظرائهم من أوروبا الغربية.