أعطت الباحثة غنيّة بلعلوي صورة مشرفة عن المرأة الجزائرية، في العطاء العلمي الطبي، موازاة مع حرصها على الالتزام الديني، والنجاح في التكيف مع مسؤولياتها الأسرية، ورغم انقسام جهودها على عدة جبهات، إلا أن ذلك لم يمنعها من الحصول مؤخرا على الجائزة الأولى لمسابقة « سانوفي » للبحث في الصحة حول خطر الإصابة بسرطان الثدي.
وأكدت الباحثة غنيّة بلعلوي لـ »الشروق » أنها اهتدت عام 2011 إلى فكرة دراسة مورّثة اسمها ادرآرأ2أ، لم تدرس حسبها في العالم من قبل من حيث دورها في القابلية لحدوث مرض سرطان الثدي، وسمح عملها بتكوين باحثة في البيولوجيا، كون النتائج المحصّل عليها تتعلق بمورّثة مسؤولة على تصنيع بروتين خلوي مستهدف من طرف بعض الأدوية في أمراض أخرى غير سرطان الثدي، ما يفتح حسب محدثتنا الباب لإمكانية استعمالها كمكمّلات لعلاج هذا النوع من السرطان، مشيرة إلى أن العمل المنجز هو ثمار بحث علمي فكرته جزائرية وأنجز في الجزائر بأياد جزائرية.
وأوضحت الباحثة غنيّة بلعلوي، بأن النتائج المتوصل إليها حفزتها على الترشح لجائزة مخابر « سانوفي » للبحث الطبي بالاشتراك مع المديرية العامة للبحث العلمي والوكالة الموضوعاتية في العلوم الصحية، حيث نالت الجائزة الأولى التي أعلن عن نتائجها شهر مارس المنصرم، فيما تسعى حاليا إلى فتح مخبر لعلم الجينات، بغية تفعيل ميدان البحث العلمي الطبي بالجزائر، ومواكبة الدول الأكثر تطورا، وهذا موازاة مع حصولها على الموافقة المبدئية من طرف مسؤول المديرية العامة للبحث العلمي، الأستاذ عبد الحفيظ أوراغ، وعميد جامعة باتنة 2 الدكتور الطيب بوزيد.
وتعد الباحثة الجزائرية غنيّة بلعلوي مثالا في العطاء العلمي والتزامها الديني، وتكيّفها مع مسؤولياتها العائلية، حيث تعد من مواليد 1975 بباتنة، وكرّمتها رئاسة الجمهورية بعدما نالت البكالوريا بتقدير جيد جدا، كما حصلت على منحة لمتابعة الدراسة بفرنسا (تخصص الرياضيات العليا)، لكنها فضلت البقاء في الجزائر لدراسة الطب بجامعة باتنة، وكانت الأولى في الدفعة، وقد نالت منحة لمزاولة دراسة ما بعد التدرج بفرنسا عام 2000، حيث تحصلت على درجة الدكتوراه في علم الأورام السرطانية، فأصبحت بذلك من الأطباء الجزائريين القلائل الذين تحصلوا على هذه الدرجة التي تجعل منها طبيبة باحثة.
وتؤكد غنية بلعلوي في هذا المجال « الأطباء الباحثون كانوا ولا يزالون المحرك الرئيسي في البحث الطبي بالعالم، ففي سبعينيات القرن الماضي كانوا وراء النهضة الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية في ميدان البحث الطبي ».
وتعمل الباحثة غنيّة بلعلوي حاليا أستاذة محاضرة مسؤولة عن تدريس علميّ الوراثة والمناعة لطلبة الطب بجامعة باتنة، وتنشط كباحثة في ميدان السرطان مع زملائها في مركز مكافحة السرطان بباتنة.