هذا ما سأقوله لـ »محمد السادس »
من بين مقدمات النشرة الرئيسية لـ »الشروق نيوز » الأكثر رزانة وهدوءا « آمال سعداوي » تفتح قلبها لمجلة « الشروق العربي » لتتكلم عن خطوات من الحلم، عن عشقها للعمل الميداني وللمجال السياسي، عن أسرتها وما تبقى من الحلم في هذا الحوار.
*كيف يمكنك أن تقدمي نفسك لقراء مجلة « الشروق العربي »؟
آمال سعداوي مقدمة النشرة الرئيسية بقناة « الشروق نيوز »، درست إعلام تخصص سمعي بصري دفعة 2008 . بعدها بقيت في البيت لمدة سنة، لأن والدي كان مريضا، ثم التحقت بخلية الإعلام لوزارة التضامن كموظفة في إطار عقود ما قبل التشغيل لمدة 11 شهرا. بعدها انتقلت للوكالة الاجتماعية للبنك الدولي بقسم الموارد البشرية، ثم بخلية الاتصال، عملت حوالي عامين. ولما ظهرت القناة الخاصة التحقت بقناة « النهار » سنة 2013.
*هل كنت تقفين أمام المرآة وتحملين مشطك في صورة مشابهة لمقدمة الأخبار؟
تبتسم، أبدا لم أكن أحلم بالتقديم، كان يستهويني الميدان، خصوصا الصحفيين الذين يغطون الحروب. كنت مهووسة بقناة « الجزيرة » وبصحفييها المراسلين الذين ينقلون الحدث مباشرة. كنت مولعة بالصحفيين الذين يخرجون للميدان، ويقومون بتقارير مباشرة، أنذاك كانت الحرب على العراق، وتقريبا كنت أتابع كل التقارير وأنا جد متحمسة، لكن بحكم ان دراستي كانت علمية قسم العلوم الدقيقة، ما جعل عائلتي تحتم علي أن أتخصص في الطب، لكني كنت رافضة للفكرة جملة وتفصيلا. وكنت مترددة بين الجيولوجيا أو الصحافة واخترت في الأخير الصحافة، وهذا أدى إلى خلاف بيني وبين والدي فغضب علي ولم يكلمن 7 أشهر.
*كيف كانت البدايات في الإعلام؟
البداية كانت في قناة « النهار »، فلقد وضع في مديرها ثقته وكنت رئيسة القسم الدولي حتى أني كنت أشرف على تكوين بعض خريجي الإعلام الجدد. وفي نهاية سنة 2013 قمت بروبورتاج من 26 دقيقة به حصاد ما حدث في العالم، ولقد تلقيت التهاني من المدير العام وكمكافأة اختارني لتقديم النشرة الرئيسية. وأنا لم أحب الفكرة البتة، لأني سأصبح محصورة ومجبرة على تقديم الأخبار الوطنية حسب توجه القناة، خاصة في الأمور السياسية، لذلك قدمت استقالتي لأسباب مهنية. بعدها توجهت إلى قناة « البلاد » وبقيت بها لمدة 6 أشهر أقدم النشرة الرئيسية. وفي سنة 2014 توجهت إلى قناة « دزاير نيوز »، كنت أقدم النشرة الرئيسية وبرنامج دولي يومي يتناول الأحداث الراهنة مع محللين سياسيين من مختلف الدول على غرار « ماجد نعمة »… بقيت معهم 07 أشهر أعمل براتب ضعيف مقابل أخريات لا يقدمن نشرة رئيسية ولا برنامجت ويتقاضين أضعاف راتبي فرفضت ذلك وقدمت استقالتي مباشرة وغادرت القناة. بعدها اتصلت بالسيد علي فضيل مدير مجمع الشروق، استقبلي وشاهد أعمالي ورحب بي بقوله « أنت إضافة للقناة »، وبدأت مع قناة « الشروق نيوز » سنة 2015، وبدأت بالقسم المحلي لمدة شهر ونصف. ولما تأكد الأستاذ علي فضيل من قدراتي طلب مني التوجه إلى تقديم النشرة الرئيسية، وأنا أقدمها منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا.
*ما هي الإضافة التي تحققت لك بعد كل هذه التنقلات؟
أكيد، إضافة في مساري، وأكسبتني طريقة التعامل مع الناس، عندي الآن شبكة مصادر للأخبار، وأنا اليوم أساهم في شريط الأخبار الآنية، كما كسبت الكثير من الأصدقاء مثل « زهور الحاج » من قناة « النهار »، « أيمن السمرائي » من قناة « البلاد »، « أمين حرّان » من « دزاير نيوز » وآخرين احترمهم جدا. هناك فرق شاسع بين أول نشرة قدمتها في حياتي والنشرة التي أقدمها اليوم. هذه التجربة أعطتني القدرة على ضبط نفسي والتعامل مع كثير من الوضعيات المفاجئة. ربما البعض ينتقد كثرة تنقلات الصحفيين بين القنوات، لكني أجدها مفيدة، فهي إضافة لمسيرتي.
*هل هناك مناخ عمل صحي بمجمع الشروق؟
الشروق كمجمع هي أحسن قناة وتتجاوز حتى إمكانيات التلفزيون العمومي، والطاقم الصحفي شاب ونشيط جدا حتى أنها اليوم أصبحت مصدرا للأخبار، محترمة جدا لدى الجمهور ولديها وزنها. مؤخرا هناك تقارير بثتها القناة ساهمت في هبة تضامنية لمساعدة أناس عزّل. وهذا بفضل نداءات ونشاط الطاقم الصحفي والمراسلين. لدينا شبكة مراسلين قوية تضمن الآنية ونقل الخبر من أبعد نقطة في القطر الجزائري.
*هل قناة « الشروق نيوز » أقصى طموحاتك؟
مع تجربتي القصيرة ومع مسيرتي التي اعتبرها متواضعة جدا لا يمكن أن أقول ذلك، لكني راضية عن نفسي، والحمد لله أني أنتمي لمجمع الشروق الرائد إعلاميا من خلال كل مؤسساته. يكفي أنها فتحت لي بابها وآمنت بقدراتي. ورغم كل المشاكل التي تلقيتها يحافظ الأستاذ علي فضيل على ثقته فيّ.
*هل يمكن أن نشاهدك في برنامج مستقل مستقبلا؟
كنت قدمت مؤخرا حصاد 2016 مع الزميل « رياض بن عمر »، والناس استحسنوا الفكرة كثيرا، لكني أرى نفسي فقط في الجانب السياسي بالضبط السياسة الخارجية، لأن تأثير العالم على الجزائر كبير. فالسياسة الخارجية لديها تأثير كبير على السياسة الجزائرية والاقتصاد، ولديه انعكاساته على العلاقات الدولية. يمكن أن اتجه لبرنامج سياسي يتمحور حول العلاقات الدولية.
*ما رأيك في فكرة التقديم الثنائي؟
رائعة الفكرة، خاصة مع الزميلين « عبد الحيكم بلغيث » و »عيسى غماري »، أحس معهما بأريحية كبيرة. مثلا الكثير لا يعرف أن الزميل عبد الحكيم بلغيث يجود القرآن الكريم، فقبل أن يدخل الأستوديو يقوم بترتيل القرآن ما يجعلك ترتاح نفسيا مع « عيسى غماري »، نتناقش ونتفق على إعداد المقدمات ونغيرها. أيضا مع الزميل »رياض بن عمر » ظهوري معه في حصاد 2016 كان جد مميز وشكلنا ثنائيا ناجحا جدا.
*من هو مثلك في الإعلام؟
« خديجة بن قنة »، لكن لا أتكلم عن التقديم، بل تأسرني شخصيتها القوية، هي من بين أهم النساء المؤثرات، لديها كاريزما فولاذية، أذكر كل تفاصيل حوارها مع رئيس تركيا « طيب رجب أردوغان »، طريقة الحوار، الأريحية في طرح الأسئلة، القدرة على افتكاك السبق، والأجوبة من الضيف كانت جد مميزة.
*لست مكرسة كثيرا بمواقع التواصل الجتماعي، لِم؟
أتواصل في إطار المعقول، لما الناس يسألونني عن غيابي مثلا، أتواصل معهم وأجيبهم سأقدم النشرة الرئيسية هذا المساء. أظن أن مقدمة الأخبار يجب أن يكون لها حيز من الجدية والالتزام، لست من هواة السيلفي في كل مكان، لا أحب الظهور كثيرا، وعلى العكس أحب مشاركة تقاريري وأعمالي لمن فاتته مشاهدتها.
*هل أنت في حالة إثبات دائم؟
أكيد، لأني مازلت بعيدة جدا، في كل مرة أعيد مشاهدة النشرة التي أقدمها اكتشف أخطاء كثيرة وأكون غير راضية عنها. المباشر صعب جدا، كل الأخطاء محسوبة على المقدمين… أبحث دائما على تطوير نفسي. وإثبات الذات ليس مقترنا بالظهور والشهرة فقط، هو أيضا تأسيس أسرة مترابطة ومحبة.
*خبريني عن موقف والدك منك اليوم بعد قطيعة 7 أشهر؟
تبتسم، فخور جدا بي، الحمد لله على نعمة رضا الوالدين. حتى أني أصبحت قدوة في العائلة وقريباتي الحاصلات على البكالوريا توجهن للإعلام.
*هل راودتك فكرة ارتداء الحجاب؟
الفكرة تراودني كثيرا… قريبا جدا.
*لديك أصول مغربية من جهة والدتك؟
نعم، صحيح والدتي مغربية وتحب الجزائر جدا وتشجع فريقها أيضا.
*هل تغير مفهوم الأسرة بعد زواجك؟
الأسرة هي مسؤولية، أبدا لم يتغير المفهوم لطالما كنت مسؤولة عن والدي، وإلى يومنا هذا أنا من يتكفل بتنقلاتهما للمستشفى وكل أمورهما الحياتية… تربيت على ذلك، ارتباطي بعائلتي كبير ومهم جدا.
*توجت أجمل مذيعة لسنتي 2015 على التوالي، هل تحبين الألقاب؟
شكرا لكل من يقف وراء الموقع، وشكرا لمن اختاروني، لكن صراحة لا أحب الألقاب… الجمال الحق هو الجمال الروحي.
*هل تعترفين بأن جمالك ساهم في تسهيل دخولك للإعلام؟
أكيد، لأن المظهر والشكل هو من يقدمك أولا ويفتح لك بابا، لكن إمكانياتك وقدرتك على التميز والإبداع هي ما يحدد بقاءك أو خروجك من الباب الضيق.
*من هي الشخصية السياسية التي تحلمين بمحاورتها؟
أحلم دائما بمحاورة ملك المغرب « محمد السادس ».
*لِمَ؟
لأني أعرف حجم الحب الكبير الذين يكنه المغاربة للشعب الجزائري، أريد أن أعرف شعوره هو، كيف يرى الجزائر بعيدا عن كل الخلافات السياسية الراهنة بين البلدين.
*بعيدا عن الشروق.. أين نجدك؟
في البيت… بيتوتية أنا.. أعكف على كتابة مذكراتي، تجربتي ليست كبيرة بما يستدعي كتابة المذكرات، لكن يمكن ان تحقق الاستفادة للبعض.
*ماذا علق بالذاكرة؟
أصعب موقف مر بمساري لحد الآن لما نقلت خبر الاعتداء السافر على غزة في رمضان سنة 2014. وهو نفس الموقف لما وصلت إلى مرحلة التركيب لنقل هول ما تمر به حلب السورية. الصور كانت فظيعة وموجعة…