دفع الإدمان على الإنترنت وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع الإلكترونية الأخرى، إلى إقدام عدد من المختصين النفسانيين في سابقة تعد الأولى وطنيا وعربيا إلى إنشاء خلية لمكافحة وعلاج الإدمان على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
دفع الإدمان على الإنترنت وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع الإلكترونية الأخرى، إلى إقدام عدد من المختصين النفسانيين في سابقة تعد الأولى وطنيا وعربيا إلى إنشاء خلية لمكافحة وعلاج الإدمان على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
وهو ما كشف عنه أمس، مدير المؤسسة الاستشفائية للصحة الجوارية بشير منتوري بقسنطينة السيد رؤوف بوقفة، في تصريح لـ « الشروق »، بعد الافتتاح الرسمي لهذه الخلية بذات المرفق الصحي.
وهي المبادرة التي تعد الأولى وطنيا وعربيا، ولا يوجد حسب محدثنا إلا مركزان في العام الأول بجمهورية الصين والثاني بكوريا، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الهدف من وراء إنشاء هذه الخلية التي سيشرف عليها أخصائيون نفسانيون ومساعدات اجتماعيات وأطباء في الأمراض العقلية، هو مرافقة مدمني الإنترنت من أجل التخلص تدريجيا من الولوج إلى هذا العالم الافتراضي، الذي أصبح خطر الإدمان عليه يفوق الإدمان على المخدرات والتدخين، خاصة لدى الأطفال، معتبرا أن تعاطي التدخين عند الطفل الصغير غالبا ما يتم في الخفاء وبعيدا عن أعين الأهل، عكس الإنترنت، فالأطفال يبحرون في هذا العالم الافتراضي أمام أعين الأهل .
وهنا يكمن الخطر– يقول بوقفة رؤوف- حيث يصبح التعاطي مع العالم الافتراضي أكثر سهولة.
وهو ما يؤيدي إلى الإدمان على الإنترنت منذ الطفولة، ويكون من الصعب الإقلاع عن هذه العادة مع مرور العمر، معتبرا أن الدافع من وراء القيام بهذه المبادرة، جاء نتيجة الواقع المخيف الذي أصبح يعيش فيه الملايين من الجزائريين، جراء تفشي ظاهرة الإبحار في هذا العالم الافتراضي، الذي تحول إلى بديل عن الواقع الحقيقي المعيش، وهو ما أصبح يستدعي اتخاذ جملة من الإجراءات من أجل الحد من هيمنة هذا العالم الافتراضي على يوميات المواطنين.
ويسعى الطاقم الطبي المؤلف من أطباء في الأمراض العقلية وأخصائيين نفسانيين ومساعدات اجتماعيات إلى مرافقة المدمين على الإنترنت للخروج من هذا الوضع.
المبادرة التي استحسنها الكثير رغم غرابتها، إلا أنها تعكس من جانب آخر مدى الهروب الجماعي للعديد من الجزائريين من واقعهم الحقيقي إلى واقع افتراضي لا يمت بأي صلة بالواقع الحقيقي، فضلا عن كونه يشكل معولا لهدم العديد من القيم الإنسانية، خاصة ما تعلق بالتواصل بين أفراد المجتمع، داخل واقعهم اليومي الحقيقي والاكتفاء بالتواصل افتراضيا، حيث يشكل هذا الجانب السلبي وغيره من الأمور السلبية الأخرى بعد تفشي ظاهرة ارتكاب الجرائم عبر الإنترنت إحدى أهم العوالم التي عجلت بالقيام بهذه المبادرة التي يأمل أصحابها تعميمها عبر مختلف المؤسسات الاستشفائية عبر الوطن.