فــي الوقت الذي تتبجح فيه مصالح بن غبريط بإدخال إجراءات ناجعة على قطاعها وتطوير المنظومة التربوية، يبقى الوضع المأساوي للمؤسسات التربوية المزري « شبحا » يطارد الوزيرة ومصالحها أينما ذهبوا، خاصة عند الحديث عن المخاطر الصحية التي تواجه المتمدريس داخل الحرم المدرسي، نتيجة شرب مياه غير صالحة بسبب اهتراء الأنابيب والصهاريج، بعيدا عن
توفير الحد الأدنى من شروط الصحة والنظافة الإنسانية.
وفي الموضوع، يعاني أطفال المدارس كثيرا من مشكلة التزود بالمياه الصالحة للشرب داخل المؤسسات التعليمية، التي تفتقر لأدنى شروط النظافة والصحة والتعقيم للمياه، حيث أصبحت مياه حنفيات المؤسسات تشكل خطرا كبيرا على صحة التلاميذ، نظرا لعدم تجديد أنابيب وحنفيات المداس منذ إنشائها في الغالب، وهذا ما يجعل المياه المنبثقة منها تحتوي على بكتيريا أو بما تسمى « العلقة » في ظل غياب الرقابة في الجهات الوصية، وتطرح هذه المسألة كثيرا من التساؤلات في أذهان التلاميذ وأوليائهم، وحتى المؤطرين، خاصة وأن التسيب والإهمال المعاقب عليه قانونا يضع المصالح المعنية وتحديدا مصالح البلديات في قفص الاتهام، والتي كان من المفروض عليها أن تقوم بتحليل المياه على الأقل سنويا للمؤسسات التربوية، حفاظا على صحة التلاميذ من الأمراض الناتجة عن هذه المياه العكرة.
وفي ذات السياق، رفعت مصادر تربوية، تقريرا أسود عن هذه العملية، خاصة أن العديد من المطاعم المدرسية امتنعت عن تقديم مياه حنفيات المؤسسات التربوية خلال وجبات الأكل، خوفا من تعرض التلاميذ لأمراض خطيرة نتيجة عدم خضوع أنابيب المياه للتطهير، على الأقل كل سنة مرة، خاصة وأن مياه الحنفيات أصبحت تحتوي على بكتيريا أو بما يسمى « دودة العلقة »، حسب ما صرحت به ذات الجهة لـ « الإخبارية ».
هذه المعلومات، أكدها رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، خالد أحمد، الذي كشف عن عدم خضوع المؤسسات التربوية لعملية التطهير، حيث قال « إن هناك مؤسسات تربوية عمرها 20 سنة، لم تخضع أنابيب مياهها للتطهير آو التعقيم، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة على صحة التلاميذ »، متهما المصالح البلدية بعدم قيامها بأشغال الصيانة المستمرة، باعتبارها المسؤولة على المرافق العامة، خاصة فيما يتعلق بأنابيب المياه التي يستوجب تطهيرها كإجراء وقائي حفاظا على الصحة العامة للتلاميذ »، مؤكدا أن معظم المؤسسات التربوية أنابيبها أكلها « الصدأ » كما لا توجد مصفاة في جميع الحنفيات، مما يجعل المياه مصحوبة بأتربة وبكتيريا خاصة « دودة العلقة » التي يتعرض كل من شرب من حنفياتها إلى الموت، وهو ما دفع بأغلب المدارس إلى إغلاق هذه الحنفيات خوفا، من تعرض التلاميذ إلى أمراض خطيرة، ليطالب في الأخير الوزارة الوصية، بالتدخل العاجل وإجبار البلديات تنظيف الأنابيب، حفاظا على أرواح التلاميذ.
الاخبارية