يتخوف فلاحو الولايات الشرقية من الوطن من موسم فلاحي كارثي، جراء نقص تساقط الأمطار وعدم تسجيلها كميات معتبرة منذ أكثر من شهرين، في وقت يبدي المعنيون خوفهم من الجفاف، مطالبين وزارة الشؤون الدينية بضرورة تبليغ الأئمة بضرورة أداء صلاة الاستسقاء بمدن الشرق.
وقال عدد من الفلاحين، في حديث لهم إلى « الشروق »، إن الموسم الفلاحي لهذه السنة سيكون كارثيا على مستوى الولايات الشرقية التي لم تسجل تهاطلا غزيرا للأمطار منذ الاضطراب الجوي الذي ضرب مختلف المدن سواء الشرقية أم الغربية مع نهاية شهر ديسمبر وبداية جانفي الماضي. وأشار فلاحو الولايات الشرقية، على غرار سطيف وميلة وخنشلة وباتنة وأم الواقي وقالمة وسكيكدة وغيرها من ولايات شرق البلاد إلى أنه لم يسجل أي اضطراب جوي، خصوصا أن الوضع الحالي يتطلب تساقطا للمطر من أجل نماء وغزارة المنتج الفلاحي، لا سيما القمح والشعير، بعدما حالت وضعية الجفاف دون نمو المحاصيل.
وتساءل فلاحون عن سبب تماطل وزارة الشؤون الدينية في الإعلان عن أداء صلاة الاستسقاء إلى حد هذه اللحظة، عسى أن تتساقط الأمطار لإحياء الأراضي، مؤكدين أن أداء صلاة الاستسقاء بات أمرا حتميا، باعتبار المرحلة الحالية ذات أهمية بالغة لتحديد نجاح الموسم الفلاحي من عدمه.
ويشير محدثو « الشروق » إلى أن الولايات الشرقية للبلاد تتربع على مساحات شاسعة أغلبها تتخصص في زراعة الحبوب والشعير والقمح، كونها تغطي جزءا كبيرا من احتياجات الجزائر من مادة القمح، وهو ما يتطلب تساقط الأمطار باعتبار أن هذه المساحات تعتمد على السقي الطبيعي، وبالتالي فأداء صلاة الاستسقاء أضحى حتمية من أجل إنقاذ الموسوم الفلاحي، لا سيما أن الجزائر تعيش سنوات عجافا إثر تراجع أسعار البترول وما تبعه من إجراءات تقشفية لحتمية العملة الصعبة من خلال تقليص فاتورة الاستيراد.
من جهته، أفاد رئيس المجلس المستقل للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، بأن الكثير من ولايات الوطن خاصة الشرقية تعاني من نقص الأمطار، وهو ما يتطلب تدخل الوزارة المعنية من أجل تبليغ الأئمة عن طريق المديريات الولائية، قصد الإعلان عن أداء صلاة الاستسقاء، داعيا إلى ضرورة إبلاغ المواطنين مسبقا، وحسن اختيار اليوم الذي تؤدى فيه على أن يكون يوم جمعة أو عقب خطبة الجمعة حتى تعم الفائدة، مؤكدا أن صلاة الاستسقاء لا بد لها أن توفر فيها مجموعة من الشروط.