انتقد خبراء في التربية، مشروع إعادة هيكلة امتحان شهادة البكالوريا الذي سيُرفع الثلاثاء المُقبل إلى الوزارة الأولى، لدراسته وإثرائه قبل المصادقة عليه، مُتخوفين من بعض المقترحات التي رأوا فيها انسلاخا من الهوية الوطنية وإضرارا بمصلحة التلميذ، خاصة ما تعلق بمقترح تدريس المواد العلمية من رياضيات وفيزياء وعلوم طبيعية باللغة الفرنسية.
وفي هذا الصّدد، وصف الإطار السابق بوزارة التربية الوطنية، « سعيد. ف »، مقترحات إصلاح البكالوريا المُعلن عنها بأنها « انسلاخ وانقطاع كلي عن الهوية »، وحسب تعبيره « جعل مواد الهوية الوطنية اختيارية للتلميذ، وفرض تعلم المواد العلمية باللغة الفرنسية، سيقطع منظومتنا التربوية عن جذورها، فتصبح لا فرق بينها وبين أي منظومة أجنبية سواء فرنسية أو انجليزية أو غيرهما… ».
واعتبر المتحدث في تصريح لـ « الشروق » أن الأوْلى في هذه المقترحات، الأخذ بمشورة أولياء التلاميذ وخبراء التربية، لأنهم الأدرى بمصلحة أبنائهم، « لا أن تجتمع وزيرة التربية مع 5 أو 6 من إطاراتها بالوزارة وبعض الشركاء الاجتماعيون ويقررون في مصير منظومة كاملة ».
وبخصوص تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية، يتخوف محدثنا من حصول اضطرابات للتلميذ، الذي درس لقرابة 12 سنة كاملة باللغة العربية، وعندما ينتقل إلى الثانوي يتفاجأ بتغيير مصطلحات الرياضيات والفيزياء والعلوم إلى الفرنسية، فيتشتت تفكيره، ويحصل له ما يحدث لناجحي البكالوريا في السنة 1 جامعي، والحل، يقول « أما بجعل تدريس هذه المواد بالفرنسية منذ الطور الابتدائي أو إبقائها بالعربية… ».
ويتساءل فضيل عن سبب التخوف من اللغة العربية « رغم أن دولا متطورة اقتصاديا مثل قطر والأمارات العربية تُدرّس بها المواد العلمية وحتى الطبّ ».
ومشكل وزيرة التربية، يقول « سعيد. ف » « في إطاراتها الفرنكفونيون المُتمسّكون بايديولوجيتهم والسّاعين لفرضها على المنظومة التربوية… »، مُتسائلا » لم لا يترك بعض الإطارات في الوزارة والذين تعدت أعمارهم 70 سنة، مناصبهم للجامعيين والخبراء المتخرجين حديثا، المطلعين على التطور العالمي الحاصل في المنظومات التربوية… ».
وبدوره، اعتبر الخبير التربوي، عبد القادر فضيل، أن ما تقوم به وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط » مخالف تماما » لما يقترحه غالبية خبراء القطاع، من » تعريب الجامعات » وليس « فرنسة الثانويات « .
وأكد المُتحدّث، أن مقترح فرنسة المواد العلمية بالثانويات مُضرّ بمصلحة التلميذ وعودة للوراء، ويتساءل عبر « الشروق » مادامت الوزيرة تبرر مقترح الفرنسة بتقليص نسبة رسوب الناجحين في البكالوريا خلال مسارهم الجامعي بسبب الجهل باللغة الفرنسية، فلتقترح على الحكومة تعريب المواد العلمية بالجامعات وليس العكس… ».
ووصف الخبير هذا المقترح بأنه أخطر من موضوع إدراج اللغة العامية في الابتدائي التي أتت بها بن غبريط، والتي كانت تمهيدا لفرنسة التعليم.