أطلقت المساجد حملة صيفية لتوعية المواطنين بضرورة تفادي المغالاة في المهور والاعتماد على شروط تعجيزية في تزويج الفتيات، ما تسبب في انتشار ظاهرة العنوسة وإعراض الشباب عن الزواج. ومن جهتها، برمجت العديد من الجمعيات النسائية دورات خاصة للإعداد للزواج، موجهة إلى الأولياء والشباب قصد تعريفهم بأسرار نجاح وفشل الزواج، خاصة بعد تسجيل الجزائر 60 ألف حالة طلاق سنة 2015.
ويؤكد نقيب الأئمة، الشيخ جلول حجيمي، أن أغلب الدروس الصيفية في المساجد تتعلق بتشجيع الشباب على الزواج وحث الأولياء على تسهيل نصف الدين وتفادي كل ما من شأنه عرقلة الشباب عن الزواج. وكشف المتحدث عن استقباله الكثير من الحالات التي يشتكي فيها الرجال من مطالبتهم بشروط تعجيزية للاقتران بفتاة الأحلام، حيث تشترط العائلات مسكنا منفردا، وإقامة العرس في قاعة أفراح، ومهر يتراوح سعره ما بين 10 و30 مليونا، بالإضافة إلى طقم الذهب والكبش و »التصديرة ». وهذا ما يكلف حسب المتحدث أزيد من 100 مليون من أجل إقامة العرس وهو ما يعجز عنه أغلب الشباب.
وتحدث السيد حجيمي أيضا عن شكاوى تقدمت بها الكثير من الفتيات إلى الأئمة تتعلق بإجبارهن على الزواج من طرف الأغنياء حيث يسعى أولياؤهن إلى إقناعهن بضرورة الارتباط بأصحاب المال لضمان مستقبلهن. وهذا دون الالتفات إلى فارق السن والأخلاق والتعليم. وهذا ما يؤدي، حسب الإمام حجيمي، إلى الطلاق في المستقبل، مؤكدا أن الإسلام يشترط موافقة الفتاة على من ترضاه زوجا.
وأضاف محدثنا أن الأئمة في العديد من الولايات أطلقوا حملات لتسقيف المهور، أين لقيت نجاحا كبيرا وتجاوبا من طرف السكان، حيث فرضت العديد من القرى والمداشر على سكانها مهرا محددا وشروطا لإقامة الولائم والأعراس تتماشى من الطابع الاجتماعي لكل منطقة.
ومن جهتها، كشفت رئيسة شبكة وسيلة للدفاع عن حقوق المرأة رقية ناصر أن الماديات والمغالاة في المهور من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق، نتيجة عدم وجود التكافؤ في الزواج. وأكدت أن الكثير من الأولياء يتعاملون مع بناتهم من منطلق التجارة في الزواج، حيث يفرضون شروطا تعجيزية، إلى درجة وصل فيها بعض الأباء إلى مطالبة العرسان بمبالغ خيالية تتراوح ما بين 50 و200 مليون كمهر لبناتهن، حيث تقدمت إلى الشبكة الكثير من الفتيات اللواتي يشتكين من مغالاة أوليائهن في المهور ورفضهم للشباب المتخلق والمتدين بحجة عدم قدرتهم على توفير حياة كريمة. وهذا ما شجع حسب المتحدثة على الزواج السري أو « زواج الفاتحة ».
echrouk