- احتفالات أم درمان لن تتكرر.. وهكذا غير سعدان خطتنا في المنتخب
عاد قائد « الخضر » سابقا مجيد بوڤرة للحديث عن فترة الـ 11 سنة التي قضاها في المنتخب الوطني منذ استدعائه في 2004، حيث عرج « الماجيك »، في حوار خص به « الشروق » في حصة « بروفوت » للزميل فريد آيت سعادة حول مختلف المحطات التي عرفها مع التشكيلة الوطنية والذكريات التي بقيت راسخة في ذهنه. كما كشف بوڤرة عن عدة جوانب تتعلق ببيت المنتخب الوطني
مجيد، لا ننسى أنك جئت إلى المنتخب الوطني في فترة عصيبة، هل تتذكّر ذلك؟
أجل أتذكّر جيّدا، أوّل استدعاء لي كان في 2004، صحيح أنّ الأمور كانت معقّدة في تلك الفترة، لكنّ كنا نتنبأ بالفشل الّذي عرفناه بعد ذلك في 2006 و2008، حيث لم نتأهّل للدورة النهائية لكأس إفريقيا.. كانت الأمور صعبة.
هل كنت تعتقد في تلك الفترة أنه بالإمكان تحقيق إنجاز باهر؟
كنا سنلعب ضدّ فرق أندية مثل « لالوفيير » و »رين »، الآن لو نتمعّن في تلك الفترة نجد أنه كان مخزيا لمنتخب وطني أن يواجه أندية، عندما التحقت بذلك التربص الأول لي بعد أن كنت في منتخب الآمال كنت جد سعيد مثل الطّفل الصّغير.
كنت أساسيّا في مباراة زيمبابوي؟
فعلا، أوّل مباراة لي كانت ضد زمبابوي، بعد ذلك لعبنا ضدّ الغابون وخسرنا بثلاثية وكنت احتياطيا فكانت بداية سلسلة سوداء إن صحّ التعبير، لكن عندما جاء كافالي جلب العديد من المحترفين الّذين ينشطون في أوروبّا، وكان لدينا لاعبون محلّيون مثل حاج عيسى وبزاز وزرابي، في تلك الفترة أحسسنا بوجود مجموعة في طور البناء من هنالك بدأنا نثق في إمكاناتنا.
ألم يشكل التّغيير التكتيكي الّذي أحدثه سعدان نقطة تحوّل أخرى؟
أظنّ أنّ سعدان جاء في الوقت المناسب وكذا كافالي لأنّه يعرف فرنسا واللّاعبين الجزائريّين النّاشطين في أوروبا، فاستقدم مواهب شابّة ساعدت المنتخب الوطني، ثمّ جاء سعدان لاستثمار تجربته الطّويلة، حيث حضر في دورتين لكأس العالم وكان يعرف الكرة الإفريقيّة.
أوّل مرة وظفتم خطة سعدان كانت ضدّ رواندا أليس كذلك؟
لا، لأننا حافظنا على أربعة مدافعين ضد رواندا.
إذن كانت البداية ضد مصر؟
بالفعل كانت ضد مصر في البليدة فقد استدعى سعدان بعض الكوادر للاجتماع، واقترح علينا اللّعب بخطّة 3-5-2 مثل ما يفعله المنتخب المصري.
كان هناك استثناء خلال حقبة سعدان وكان ذلك ضد كوت ديفوار، حيث عدتم إلى الخطّة الكلاسيكيّة 4-4-2، ألم تخشوا أنّ يخلّ هذا التّغيير لمباراة واحدة بتوازن الفريق؟
تحدّثنا في هذه النّقطة أيضا مع المدرّب كنّا نعرف هذه الخطّة لأنّنا طبقناها من قبل خلال المرحلة الأولى، زد على ذلك أنّه على العموم نلعب جميعنا بأربعة مدافعين في أنديتنا، لأنّ خطّة 3-5-2 كانت تزول في عالم الكرة شيئا فشيئا، وكانت مصر أحد الفرق القليلة الّتي تطبّق تلك الخطّة، ممّا سمح لها بإحراز كأس إفريقيا للأمم ثلاث مرّات.
لعبت في المنتخب لمدّة 11 عاما وعرفت جيلين من اللّاعبين. ما هي حسب رأيك الخطّة الّتي تناسب الأكثر خصائص اللّاعب الجزائري؟
أظنّ أنّها خطّة 4-3-3
وهي الخطّة المطبّقة خلال كأس العالم الماضية؟
بالفعل أعتقد ذلك، يجب أن يكون لديك اللّاعبون المناسبون لتطبيق خطة 3-5–2 الوقت الحالي ليس لدينا لاعبون يستطيعون شغل رواق بأكمله كما كان يفعله بلحاج في عهده، ربّما يمكن إيجاد لاعب بهذه الخاصيّة في اليمين أظنّ أنها الخطّة الأنجع.. شاهدنا في المباراة ضدّ كوت ديفوار أنّ مستوى الفريق ارتفع مقارنة بالمباراة ضدّ السّنغال؟ إنّها خطّته وليس للاعبين خيار آخر.
بالحديث عن غوركوف نتذكّر أن خاليلوزيتش انتُقِد كثيرا بعد الإقصاء في الدّور الأوّل من « كان » 2013، لكنّ روراوة منحه ثقته فكان له المشوار الّذي نعرفه في كأس العالم، ألا تظنّ أنّه يجب فعل نفس الشّيء مع غوركوف الّذي يحتاج فقطّ إلى بعض الوقت؟
رغم الانتقادات بعد كأس أمم إفريقيا ربّما سيواصل العمل وسيحقّق نتائج أحسن مما حقّقه خاليلوزيتش لو نأخذ الإحصاءات كمعيار فإنّه حقّق نتائج أحسن من خاليلوزيتش في كأس إفريقيا. الاستقرار أمر مهم.
هل ستأتي النّتائج حسب رأيك؟
أنا أتفهّم موقف المناصرين، فعندما ترى مواهب ما شاء اللّه في الهجوم وحتّى في وسط الميدان وفي الدّفاع، فإنّ كلّ شيء متوفر لو كنت مناصرا لكنت محبطا نوعا مّا إذا ما غابت النّتائج لأنّه من فرط حبّي لهذا المنتخب ولهؤلاء اللّاعبين أريد أن تكون الجزائر الرّقم 1 وهذا طبيعي.
الآن وقد اعتزلت الفريق الوطني فسّر لنا ما حدث خلال المباراة ضدّ كوت ديفوار؟
السّيطرة لا تعني الفوز، أظن أنّ كوت ديفوار طبّق هذه الخطّة طيلة المنافسة انتظر أخطاء الفريق الخصم لاستغلالها بالهجمات المرتدّة لأنّ لديه لاعبين سريعين، أعتقد أنّه لم تتح له فرص كثيرة وحتّى بانتهاج خطّة دفاعيّة لم يقم بهجمات مرتدّة كثيرة، لقد كان حاسما في لقطتين بكلّ بساطة كان بإمكاننا التّفوّق في النّتيجة في الفرصة الّتي سنحت لسوداني لكنّ الحارس الخصم كان محظوظا بإنقاذها ثمّ تلقّينا هدفا مباشرة.
حتّى دروغبا كاد يفوز بها ثلاث مرّات لكنّ الحظّ خانه في كلّ مرّة، وفي المرّة الّتي غاب عن كوت ديفوار فاز بها منتخبه الوطني؟ هذا هو المكتوب؟
فعلا هذا هو المكتوب، كان في منتخب كوت ديفوار منذ سنوات لكنّه اعتزل في الوقت غير المناسب لكن هذا لن يمحو كلّ ما قدّمه لوطنه.. نواصل الحديث عن الماضي.
بحكم اعتزالك الكرة الدولية احك لنا تلك المباراة في البليدة، أين أشركك المدرّب بحكم أنّها كانت آخر مباراة لك في ملعب تشاكر، هل كان ذلك بطلب منك أم بمبادرة شخصيّة منه؟
هو شيء من الاثنين. لقد علم أنها آخر مباراة لي في البليدة، فكانت له تلك الالتفاتة، كان غوركوف صريحا معي إذ أعلمني أنّني لن أكون أساسيّا لأنه كان يريد توظيف لاعبين تنافسيين فاحترمت خياره لأنّه هو المدرّب وأكّدت له أنّني جاهز تحسّبا لأيّ طارئ.. كنت أعرف أنّني لن أكون أساسيّا وكان عليّ أن أكون قدوة للشّباب وأن أسخّر خبرتي لهم في تلك المباراة، كان واضحا أنّني أردت تسجيل هدف بعد إقحامي، حتى إن اللّاعبين كانوا كلّهم يمرّرون لي الكرة لكي أسجّل.. إنّه ملعب عرفت فيه الكثير من الأفراح.
ماذا شعرت بعد نهاية المباراة لمّا سمعت الجمهور كلّه ينشد باسمك؟
الأمور سارت دائما على ما يرام مع المناصرين لقد منحوني الكثير وحفّزوني كثيرا في مشواري مع الأندية إنّهم مصدر تحفيز وكافأوني بوداع جميل في ملعب عزيز على قلبي، لأنّني أحتفظ فيه بعدّة ذكريات لكنّ هذا أسعدني كثيرا.
الحماس والعشق والغيظ والشّراسة، التّجربة والحماس هي عوامل النّجاح في إفريقيا، هل هذا ما تنصح به الدّوليّين الشّباب؟ هل تحدّثهم عن التّجربة والحماس؟
لا يمكن اللّعب في إفريقيا كما تلعب في أوروبّا بخطّة تكتيكيّة مدروسة، هناك يجب التّحلّي بالخشونة والحماس خاصّة لأنّك تستطيع فعل الكثير بالحماس والتّحفيز حتّى وإن كنت ضعيفا من النّاحية الفنّيّة.
رأينا براهيمي يتلقّى ضربات طيلة المباراة ضدّ كوت ديفوار دون أن يحرك الحكم ساكنا، وفي الأخير تأهّل الضّارب على حساب المضروب؟
صحيح أنّ منصب صانع اللّعب جاحد بصاحبه لأن صاحبه يتلقّى الضّربات باستمرار في إفريقيا لكن هذه هي إفريقيا.
الآن، وقد صار مشوارك الدّولي من الماضي هل هناك لحظة تحتفظ بها؟
ليس بالضّرورة من الجانب الرّياضي هناك ذكريات عديدة.
لكن لو كان لك أن تختار لحظة واحدة فقطّ أو ذكرى أو شيئا مّا ولو قال لك أحد، مجيد، اختصر مشوارك الدّولي في نقطة واحدة ما تكون تلك النّقطة؟
في مشواري الدّولي أظنّ أنّ أهمّ لحظة فيه هي أمّ درمان وأيضا عودتنا إلى الجزائر واحتفالنا في الحافلة المكشوفة إنّه شيء لم يُر في التّاريخ لا يمكن إعادة تلك اللّحظات.. في 2014 كنت في كأس العالم واحتفلنا بعد عودتنا لكن لم تكن النّكهة نفسها وحتّى حين تأهّلنا على حساب بوركينا فاسو لم تكن الاحتفالات نفسها، أمّ درمان تمثّل ارتقاء الجزائر إلى بعد آخر وبروز جيل جديد وتطوّر كرة القدم كانت انطلاقة جديدة للكرة الجزائريّة برمّتها.
حاورنا منذ عدّة أيّام دوغاري، هل إن قطر دار للتّقاعد كما يدّعيه البعض أم بلد يمكن فيه ممارسة الكرة؟ فأجاب أنّها كانت دارا للتّقاعد.
أجل أشاطره الرّأي يجب الاعتراف أنّ المستوى لا يضاهي المستوى الأوروبّي، لكنّ لو تعمل بجدّ وتوظف محضّرا بدنيا شخصيا وتكون لك الإرادة تستطيع القيام بأشياء كثيرة.
يمكنك العودة إلى غلاسغو رانجرز أنت لديك اسم في رانجرز حيث أمضيت هناك ثلاثة مواسم فزت فيها بالدّوري في كلّ موسم.. لم لا العودة إلى رانجرز؟
هذا أحد أهدافي إن شاء اللّه لأنّني أطمح إلى إنهاء مشواري هناك سيكون ذلك متعة وسعادة وفخرا لي لأنّه النّادي الّذي جعلني أكبر وعرّف بي في أوروبّا وفي العالم أجمع.. أنا مدين بالكثير لهذا النّادي وأرغب في إنهاء مشواري هناك.
هل لديك اتّصالات مع رانجرز بهذا الصّدد؟
ما زلت على اتّصال ببعض مسيّري النادي لاستقصاء أخبار عن الفريق، آمل وأتمنّى أن يستقبلوني بالأحضان، هناك كلّ شيء يأتي في أوانه لكنّي أرغب في ذلك.
كيف أمضيت شهور رمضان خلال مشوارك؟ هل لقيت استحسان المسيّرين بصفة عامّة أم إنّك واجهت بعض المشاكل؟
كان الأمر صعبا في فرنسا ورائعا في إنجلترا واسكتلندا لأنّ المسيّرين متسامحون هناك ومحترمون للدّيانات، من هذه النّاحية كانت الأمور رائعة. أحسن أشهر رمضان قضيتها كانت في قطر لأنّ الصّوم في بلد مسلم يختلف عن غيره اختلاف اللّيل والنهار، مثلا سوف نستأنف الدّوري هذه السّنة في 15 سبتمبر وسنستأنف إذن التّدريبات بعد رمضان.
ربما التّحضيرات ستبدأ هذه السّنة بعد رمضان فإنّك حتما ستقضي رمضان مع عائلتك، ولن يكون هناك تقييد من الجانب الغذائي؟
فعلا وسيكون حدثا غير مسبوق، وستكون متعة لي عندما تقضي رمضان في بلد مسلم تشعر بنكهة رمضان فتكون في ظروف جيّدة وتحسّ بالرّاحة، بينما الأمر ليس كذلك في أوروبّا، وأنا أحيي كل اللّاعبين المسلمين الّذين ينشطون في المستوى العالي لأنّ الأمور ليست سهلة لهم، خاصّة أولئك الّذين لا يمنح لهم مدرّبوهم أيّ خيار، سيكون الأمر صعبا جدّا هذه السّنة بالنّسبة إلى اللّاعبين الّذين يحضّرون أنفسهم لأنّ التّحضير في عزّ رمضان صعب جدّا.. التّدريب يكون بصفة عامّة ثلاث مرّات في اليوم هناك الرّكض الصّباحي صائما في عزّ الصّيف، يتمّ التّحضير في ظرف أسبوعين تستيقظ على السّاعة السّابعة وتركض صائما مدّة ساعة، ثمّ تعود إلى الفندق وتتناول فطور الصّباح على السّاعة العاشرة، هناك حصّة بدنيّة وبعد وجبة الغداء تقوم بقيلولة وفي المساء هناك حصّة تدريبيّة.
بالحديث عن رمضان هل أنت مولع بطبق شهيّ ما؟
لا.. لأنّ الغريب هو أنني آكل الشيء القليل عندما يأتي المساء آكل طبقا واحدا ويزول الجوع، أبدأ بخبز تونس بعد ذلك أتناول الشّربة والبوراك كالجميع لا مفرّ من هذين الطّبقين.
هل تحتفظ بذكرى معيّنة عن رمضان قضيته في المنتخب الوطني؟
هناك ذكريات جميلة كرمضان 2009 بمناسبة المباراة ضدّ زامبيا وذكريات سيّئة مثل رمضان 2010 والمباراة ضدّ تنزانيا مع تنزانيا تعادلنا بهدف في كل شبكة، المباراة ضد زامبيا كانتذكرى رائعة، كانت لنا وتيرة عيش مختلفة، حيث لم نكن ننام إلى غاية الخامسة صباحا، وكنّا نمزح مع بعض ثمّ ننام إلى غاية الظّهيرة عند الاستيقاظ كنّا نمشي قليلا وكان التّدرّب بعد الإفطار. أتذكّر أنّ رفيق جبّور قال لي يوما إنها كانت تلك المرة الأولى الّتي قضى فيها اللّاعبون أسبوعا كاملا من رمضان في الجزائر وكأنّهم مع عائلاتهم.. كان معسكرا تدريبيّا لكن في أجواء رمضانيّة.
هل لعبت مباراة في مشوارك كنت فيها دون المستوى بدافع الصّوم؟
لا تحضرني مباراة من هذه النّوع.
هل لديك كلمة توجّهها إلى الجزائريّين بمناسبة حلول شهر رمضان؟
أتمنّى لهم رمضانا مباركا.. صحّ رمضانكم.
ألا تريد استعجال نهاية مشوارك لكي تستمتع بشهر رمضان كاملا في الجزائر؟
من الواضح أنّ هذا أحد أهدافي، سأذهب إلى الجزائر إن شاء اللّه مع أبنائي لأنّ ذلك مهمّ.. يجب أن أجد الوقت لكي أرافق أبنائي إلى الجزائر كلّما استطعت، وقضاء شهر رمضان هناك، سيكون الأمر رائعا، لن أستطيع فعل ذلك هذه السّنة لأنّني مجبر على المكوث هنا مع مولودي الجديد.
آخر سؤال عن موسمك في الفجيرة، ما هي الحصيلة الّتي خرجت بها؟
من النّاحية الشّخصيّة شاركت في كلّ المباريات لم أتلقّ إصابة والحمد للّه، نادي الفجيرة ناد عائلي، الرّئيس وجميع المسؤولين أناس طيّبون ما شاء الله.
إذن أنت راض بموسمك؟
نعم أنا راض بموسمي لأنّني منحت خبرتي للنّادي وللّاعبين الشّباب.. هذه هي بداية تحوّلي إلى التّدريب بما أنه يُطلَب منّي النّصح في عدّة مجالات وسأتعلّم تدريجيّا كيف أتحوّل إلى الجهة المقابلة.
إذن تنوي أن تصبح مدرّبا؟
أجل هذا هدفي إن شاء اللّه.