أيام قليلة فقط بعد تتويج رياض محرز الدولي الجزائري، بجائزة أحسن لاعب في بطولة الدرجة الأولى الإنجليزية، ليكون أول إفريقي وعربي يكتب اسمه ضمن لائحة الأساطير التي كتبت اسمها بأحرف من ذهب في انجلترا، عاد محرز ليكتب التاريخ رفقة فريقه ليستر سيتي، الذي حقق أول لقب بطولة له منذ تاريخ إنشائه 1884، بعد هدية من طرف نادي تشلسي الذي قلب الطاولة على نادي توتنهام في مباراة جنونية مساء الاثنين الماضي، وتعادل بهدفين لمثلهما، ما منح اللقب مباشرة لنادي الثعالب، علما أن الفارق في النقاط بين أشبال المدرب رانييري ورفقاء هاري كين سبع نقاط وبقي من الموسم الكروي جولتان فقط.
ويعد محرز أول لاعب جزائري وعربي، يفوز بلقب البطولة الأكثر إثارة في العالم، فنادي ليستر، لم يكن أبدا من المرشحين للفوز باللقب أو احتلال مركز ضمن الأوائل يسمح له بمشاركة أوروبية العام المقبل، لاسيما في ظل تواجد تشيلسي وتوتنهام وقطبي مدينة مانشستر وأرسنال وليفربول، التي تصرف أموالا طائلة لاستقطاب أفضل الأسماء.
والموسم الكروي 2014/2015، كان الأول لمحرز ورفقائه في « البريمر ليغ »، وضمنوا البقاء بصعوبة كبيرة، بعد حصدهم 41 نقطة فقط، مبتعدين عن أول المغادرين للدرجة الأولى بست نقاط، ولكن الموسم الموالي، لم يراهن أكبر المتفائلين على نادي ليستر للفوز بالدوري، ولكن الحلم تحقق بفريق تعد ميزانيته من بين الأضعف في القارة العجوز، وراهن مالك النادي على لاعبين مغمورين تحولوا إلى نجوم عالميين.
محرز لم يكن خريج مدارس كروية كبيرة، بل اختصرت مسيرته على اللعب في أندية صغيرة، وترعرع في حي سارسيل بضواحي العاصمة الفرنسية باريس، وهو مرتبط بالجرائم والأحداث الخطيرة، قبل أن يلعب لنادي لوهافر في الدرجة الثانية ومن ثم لبطولة الدرجة الأولى مع ليستر، ليحقق معه الصعود للدوري الممتاز وفي موسمين أصبح نجما في أوروبا.
لاعب الخضر كان مرتبطا بوالده الذي اكتشف موهبته مبكرا، وكان يتابعه في كل كبيرة وصغيرة، ولكنه لم يعش ليرى نجاحات ابنه، إذ خطفه الموت ورياض كان عمره حينها 15 سنة، ولكن الأخير واصل العمل مقتديا بنصائح والده حتى بلغ النجومية.
أول لقب لرانييري في مسيرة 30 عاما وليستر بعد 132 سنة
الفريق الذي يلعب موسمه الثاني على التوالي في الدوري الممتاز، ويحصد اللقب متفوقا على أكبر الأندية الإنجليزية، لا يمكن وصفه إلا بالفريق المعجزة، ومن حسن الصدف أن المدرب كلاوديو رانييري، درب أكبر الأندية الأوروبية من جوفنتوس وانتر ميلان وروما وفيورنتينا ونابولي الإيطاليين، وفالنسيا واتليتيكو مدريد الإسبانيين وموناكو الفرنسي، ولكنه لم يفز بأي بطولة في مسيرته التي فاقت 30 سنة، وقادته الأقدار إلى ناد صغير في بريطانيا ليحصد معه أول الألقاب في موسم يعد ربما من بين الأكثر إثارة في تاريخ « البريمر ليغ »، علما أن نادي ليستر سيتي أنشئ في سنة 1884 وتحول إلى فريق محترف سنة 1884، ونال أول لقب له بعد 132 سنة.
والأكيد أن هذا الإنجاز التاريخي، سيعطي بعدا آخر للفريق برمته وعلى كل المستويات، فقد تحول من ناد فتي إلى عملاق في أوروبا، ولاعبون مثل محرز الذي تم شراء عقده من لوهافر بثمن بخس، ستتجاوز قيمته 35 مليون جنيه استرليني، حسب المحليين ومتتبعي الدوري الانكليزي.echrouk