بين « الحصري » و »العاجل » و »الهام »، غرقت مواقع التواصل الاجتماعي ومعها قنوات التلفزيون وصفحات الجرائد وحتى مواقع الأخبار في سرد سيناريوهات بنكهة « المفرقعات »،حول الوفاة الميلودرامية لابنة الشابة خيرة ورئيس مولودية وهران أحمد بلحاج المعرف بـ « بابا ». آخرها تكذيب « فرضية الانتحار » التي راحت ضحيتها « نهاد » (مواليد 1998م).. لكن كل هذا،كان قبل أن تحصل « الشروق العربي » على القصة الكاملة للانتحار من مصدرها الموثوق الذي خصّنا بآخر صور الضحية، رسالة الـSMS التي لمّحت فيها »نهاد » للانتحار، وصولا لقصتها العاطفية مع « حمودة » وغيرها.. تابعوا:
لا شيء كان يوحي بإقدام نهاد على الانتحار
« راجلي بغيت نقولك أسمحلي صايي راني رايحة وما نوليش.. بصّح ما تنساش بلي أنت عندك مرا تعشق فيك.. باي أسمحلي ».. كانت هذه آخر الكلمات التي كتبتها « نهاد » قبل أن تسّلم نفسها لرباط « فوطة حمامها » وتشنق به نفسها بعدما يئست في الالتحاق بمن تحب…
حيث تحوز « الشروق العربي » على صورة من الـ SMS المرفوع من هاتف الضحية، كما تحوز على آخر صورة مأخوذة لها من فرح شقيقتها « بشرى » الذي تم منذ حوالي 4 أشهر، والذي تظهر فيه « نهاد » مع ابن أختها الكبرى وسام. ويفيد مصدرنا المقرب من الضحية في هذا الصدد، أن لا شيء كان يوحي بإقدام « نهاد » على هذا الفعل ليلتها، خاصة وأن جميع الرسائل التي كتبتها الضحية لخطيبها « حمودة » كانت توحي بحبها الكبير له، فقالت له في آخر رسالتين سبقتا الرسالة التي لمحت فيها بالانتحار: « تعرفني بلي نبغيك عمري .. والله إلى نموت عليك.. حمّ بوك ما تسمحش فيّ ».. بينما كتبت له في الرسالة الثانية: « والله إذا نعشق فيك عمري.. أنا بلا بيك والو ».
السفر كان أول مسمار في نعش علاقتهما..
محمد تيايا أو « حمودة » كما يناديه المقربين منه، (18سنة)، هو الشخص الذي أحبته نهاد حبا جما يخبرنا مصدرنا، قبل أن يضيف: « حمودة كان ابن إحدى الصديقات المقربات للشابة خيرة، ينحدر من شارع « شولي » بوسط وهران.. قام بإعلان خطوبته على نهاد قبل سفره إلى اسبانيا منذ سنتين، حيث سافر بتأشيرة « شنغل » لكنه قرر البقاء هناك دون أن يعود، لينتقل عند خاله بعدها في فرنسا ويستقر هناك، تاركا « نهاد » لوحدها على الوعد بأن تلتحق به حتى يُتما زواجهما المدني في فرنسا، إلا أن « خيرة » و »بابا » -ومثل أي والدين يخفان على مستقبل ابنتهما-، رفضا سفرها ريتما يقوم « حمودة » بتسوية وضعية إقامته بفرنسا ويستقر في وظيفة يضمنان من خلالها أن تعيش ابنتهما معه حياة مستقرة.
« ومن الحب ما قتل »
بعدها ظل « حمودة » يقنع « نهاد » بالالتحاق به حتى يوثقا حبهما بالزواج، لكن والديها رفضا الأمر، فدخلت الفتاة في أزمة نفسية وعاطفية، وبدأت تمارس كل أنواع الضغط لإقناع خيرة وبابا بسفرها، لكنهما ظلا رافضين.. وقبل يومين من انتحارها، حاولت « نهاد » المحاولة الأخيرة لكنها أيضا باءت بالفشل، فقررت أن تكتب له آخر رسالة وتنتحر بعدها.. لكن الظاهر أن « حمودة » لم يرى الرسالة التي بعثتها له « الضحية » في وقت متأخر من الليل لتحدث بعدها الفاجعة.. علما أن الطفل الذي يظهر في الصورة مع نهاد (ابن أختها وسام)، كان معها في الغرفة نائما نوم الأبرار، ولم يستيقظ إلا على صرخات خيرة وبناتها اللاتي اكتشفن الفاجعة.. وفعلا صدق من قال « ومن الحب ما قتل ».
ملاحظة: « الشروق العربي » إذ تنشر القصة الكاملة لوفاة الشابة « نهاد »، فذلك من باب وقف التأويلات المفبركة ونشر الحقيقة التي شوهتها بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، كما تشاطر الشابة خيرة وزوجها بابا في مصابهما الجلل.