كلام الهادي ولد علي، الذي حرص على تحويل الأنظار إلى المستقبل من نظرته التفاؤلية المزعومة، بالتطرق إلى رهانات رياضيي ذوي الاحتياجات الخاصة، يدل بشكل قاطع أنه وزير مع وقف التنفيذ أو أنه مقتنع في قرارة نفسه بأنه دخيل على قطاع الرياضة وصنف نفسه أقل درجة ممن صورهم الرياضيون الجزائريون على أنهم « ذئاب » الغابة الذين ينتفعون من الرياضة و »يذبحون » الرياضيين في سبيل الإبقاء على منبع الانتفاع، فراح ولد علي، بسبب أسئلة الصحافيين المحرجة، يوهم هؤلاء بأنه لن يسير ضد التيار، بالقول إن الوزارة ستحاسب المقصرين، غير أن الوزير ترك القراءة بين السطور للإعلاميين وللرأي العام على أن برّاف وبراهمية وكل « الثلة » من المنتفعين، لا يتحملون المسؤولية، مستشهدا بعدم تقديم أي رياضي شكاوى قبل التنقل إلى ريو.
كما أن مطالبة الوزير، الذي « تنازل » عن صلاحياته لبرّاف طواعية ومنحه تقريبا البطاقة البيضاء في تحديد ما يريده من أموال دون أن يأخذ ولد علي عناء المحاسبة، الرياضيين بالكشف عن الأسماء، فهو الاستخفاف بعينه بالرأي العام الرياضي، وهو إعلان صريح من جانبه أن النية في المحاسبة غائبة، وأن ما يعد به من « محاسبة » ما هو في النهاية سوى كلام لذر الرماد في العيون، كون ما يجب القيام به، في مثل هذه الحالات، هو المبادرة بفتح تحقيق ومحاسبة من أجمع الرياضيون الأبطال بشأنهم بأنهم « خانوا أمانة الشعب والحكومة ».
تصريحات الهادي ولد علي « الغريبة » كشفت ما كان معلوما لدى الرأي العام والفاعلين في الرياضة الجزائرية، فحين يتحدث الوزير عن النتائج ويصفها بالمشجعة، ويتحدث برّاف وبراهمية عن الأموال، في عملية تبادل للأدوار، فإن ذلك هو البؤس بعينه، وهو موقف يعتبر اليوم من بين جوانب الفساد التي تحدث عنها مخلوفي وزكى طرحه بورعدة وكل الرياضيين والمدربين، لأن تمرير رسائل مشفرة تفيد بأن « الاتفاق » الحاصل يتمثل في ربح الوقت وانتظار مرور العاصفة حتى يتم دفن الفضيحة، يعني أنه لا يوجد سوى إرادة واحدة من جانب ولد علي، وهي إرادة حماية حماة الفساد من صرخة النزهاء.
وحين يقول ولد علي، في تصريحات سابقة، سبقت حتى « انفجار » مخلوفي بعد الفضيتين، إن المشاركة الجزائرية بريو إيجابية رغم غياب الميداليات، وبأن العزاء الوحيد من تخصيص ميزانية ضخمة بلغت 31 مليار سنتيم هو عدم إحداث فضيحة، فإن ذلك اعتراف من الوزير بأنه في واد والرياضيون في واد، وهو يقترب من القول للجزائريين، من خلال تمييعه لفضائح تضرب سمعة الجزائر: « لا أريد مشاكل مع ديناصورات الرياضة.. أريد أن أبقى وزيرا وفقط.. رجاء حدثوني عن أي شيء آخر.. حدثوني عن الرسوم المتحركة.. أسمعوني نكتا.. مستعد للتنكيت معكم وحضور « الزردات ».. المهم فقط أن أبقى وزيرا ».