أجّلت، أول أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء بسكرة الفصل في قضية قتل عن طريق التسميم توبعت فيها عجوز سبعينية مشتبه فيها بقتل زوجة ابنها خلال زفافهما شهر مارس سنة 2010. وكانت المتهمة مثلت أمام هيئة المحكمة قبل ثلاث سنوات وسلطت ضدها عقوبة 20 سنة سجنا نافذا قبل الطعن في الحكم من طرف دفاعها لتعاد محاكمتها بعد استكمال الاجراءات، حيث جددت نفيها القاطع تورطها في دس السم في الحليب لزوجة ابنها يوم زواجهما، مما تسبب في وفاتها، فيما رافع دفاعها لفائدة براءتها من الجرم، مستدلين ببيع المتهمة لمصوغاتها الذهبية واستدانتها أموالا قصد مساعدة ابنها على إتمام مراسم الزواج، كما ركّز محاموها على غموض يكتنف القضية متسائلين عن جدوى لجوء المتهمة إلى بيع أغلى ما تملك لمساعدة فلذة كبدها على الزواج، قبل أن تجد نفسها متهمة بقتل زوجته وتحويل العرس إلى مأتم، وبعد سماع أطراف القضية والمداولات أمر قاضي الجلسة بإجراء تحقيق تكميلي لكشف الغموض حول هوية الفاعل قبل إعادة برمجة القضية للمحاكمة.
للإشارة، فإن تفاصيل القضية تفيد بوفاة عروس في اليوم الثاني من زواجها متأثرة بمبيد فوسفوري قاتل يستعمل في إبادة الحشرات، حسبما أكده تقرير الطبيب الشرعي بعد تشريح الجثة، حيث كشف التحقيق الذي شمل معاينة تسجيلات الفيديو تناول الضحية كمية من الحليب فور وصولها إلى بيت الزوجية، ليتضح أن والدة العريس المتهمة في القضية هي التي منحت كوب الحليب لزوجة ابنها، بالموازاة مع تأكيد الطبيب الشرعي أن مفعول السم يقتل في أجل لا يتجاوز الأربع ساعات، لكن وفاة الضحية حدثت بعد حوالي 20 ساعة من تناولها الحليب .