إعتبر رئيس دفاع تاجنانت الطاهر قرعيش الفوز الذي حققه فريقه أول أمس في بولوغين على حساب مولودية العاصمة، بمثابة رد ميداني على المتسببين في العقوبة التي سلطتها الرابطة على فريقه، والقاضية بحرمانه من أنصاره في لقائين، خاصا بالذكر الحكم ميال، كما أكد بأن تواجد «الدفاع» في صدارة الرابطة المحترفة الأولى يعد إنجازا تاريخيا، لكن دون أن يبلغ التفاؤل درجة الحلم بإنتزاع اللقب أو الظفر بمكانة مؤهلة إلى مشاركة قارية، لأن الهدف المسطر لن يتغير، ويبقى منحصرا في السعي لضمان البقاء بكل أريحية، وتقديم صورة تشرف كرة القدم بولاية ميلة، بفضل أول سفير لها في حظيرة «لكبار.
حاوره: صالح فرطــاس
قرعيش وفي حوار خص به «النصر» صبيحة أمس، أكد بأن سر تألق «الدياربيتي»، يكمن في العمل الجاد الذي تقوم به كل الأطراف، (مسيرين، طاقم فني ولاعبين)، فضلا عن الإيمان الكبير بقدرات اللاعبين الشبان، كما تحدث عن قضية تلويحه بالإستقالة، وكذا الدعم المالي وأمور أخرى نقف عندها بالتفصيل، من خلال أجوبته على الأسئلة التي كانت على النحو التالي:
• في البداية هل كنتم تنتظرون الفوز في بولوغين على مولودية الجزائر؟
الحقيقة أننا تنقلنا إلى العاصمة من أجل العودة بنتيجة إيجابية، وحساباتنا كانت مبنية على نقطة التعادل، على إعتبار أن المنافس كان قد سجل إنطلاقة موفقة هذا الموسم، لكن المجموعة تسلحت بعزيمة كبيرة، وأصرت على رفع التحدي، بعد قرار العقوبة الذي نزل علينا كالصاعقة يوم الأربعاء الماضي، لأن تلك العقوبة دفعت باللاعبين إلى بذل مجهودات إضافية بحثا عن نتيجة يؤكدون بها على أن الفريق في الطريق السليم، بدليل أن السلطات المحلية وقفت إلى جانبنا خلال تلك الفترة التي أعقبت مباراة شبيبة القبائل، و»مير» تاجنانت رافقنا إلى بولوغين، كما أن والي ميلة اتصل بنا هاتفيا، ما انعكس بالإيجاب على معنويات اللاعبين.
ميال حطمنا وحضور حناشي سبب في غضب أنصار القبائل
• لقاء القبائل انجرت عنه عقوبة تركت آثارا بليغة على معنوياتكم، أليس كذلك؟
أسرة «الدياربيتي» تعتبر الفوز في بولوغين، ردا على الحكم ميال الذي حرمنا من نقطتين، وأهدى التعادل إلى شبيبة القبائل، كما أنه جاء إلى تاجنانت لتنفيذ مخطط هدفه تحطيم فريقنا، كون عقوبة الرابطة كان سندها تقريره، رغم أن الحقيقة مغايرة تماما، لأن المقابلة انتهت في روح رياضية عالية، دون تسجيل تجاوزات، ولو أن حضور حناشي جعل أنصار الفريق القبائلي يتهجمون عليه ويرشقون أرضية الميدان، وهي تصرفات غض عليها الحكم بصره، لتكون الخاتمة العبارات الإستفزازية التي كان عشرات مناصري الشبيبة يرددونها أثناء مغادرتهم المدرجات، ما تسبب في بعض المشاجرات، لكن الفريق المنافس لم يتعرض لأية عقوبة، بناء على تقرير الحكم ميال، والغريب في الأمر أننا تعادلنا مع الحراش في تاجنانت، وكانت الروح الرياضية كبيرة بين الأنصار واللاعبين.
استقداماتنا ناجحة بنسبة 90 بالمئة وسنسرح 3 لاعبين في الميركاتو
• الملفت للإنتباه أن نتائجكم أفضل خارج الديار، فهل يعاني اللاعبون من الضغط في تاجنانت؟
كلا…. لا يوجد أي تباين في مستوى التشكيلة داخل أو خارج القواعد، والتعادل بملعبنا مع إتحاد الحراش كان بسبب سوء الحظ، وهذا بإعتراف المدرب شارف، كما أننا نلعب بطريقة مفتوحة بعيدا عن تاجنانت، وقد كانت ثمرة ذلك العودة بإنتصارين، وعليه فإن اللاعبين مصرون على الفوز باللقائين القادمين بملعبنا، وتقديم 6 نقاط هدية للأنصار بعد حرمانهم من التواجد بالمدرجات.
• فريقكم يحتل حاليا الصدارة وخطف الأضواء في أول ظهور له مع «الكبار» فما سر ذلك؟
ليس هناك أي سر، لأن الجدية في العمل هي مفتاح النجاح، والثقة المتبادلة بين جميع الأطراف جعلت الفريق أسرة واحدة، وهي السياسة التي انتهجاها منذ 4 سنوات، و كللت بالصعود من الجهوي إلى الرابطة المحترفة الأولى في ظرف قياسي، رغم أن الكثير كان قد تنبأ بعدم قدرتنا على التأقلم مع أجواء بطولة الكبار، سيما وأن الإستقدامات التي قمنا بها لم تضم لاعبين معروفين، لكننا حافظنا على نفس الإستراتيجية، بجلب عناصر شابة تبحث عن فرصة التألق والظهورمع الإستثمار في العزيمة الكبيرة التي تغذي هذه العناصر لتأدية موسم ناجح، كوننا لا نتوفر على إمكانيات مادية ضخمة تسمح لنا بإستقدام لاعبين نجوم، والثمار الميدانية إتضحت بتقديم مباريات في المستوى، دون مراعاة تربعنا المؤقت على كرسي الصدارة، ما يحفزنا لمواصلة العمل بجدية، وتفادي الإفراط في الثقة بالنفس، لأن هذا الجانب ركزنا عليه في حديثنا مع اللاعبين مباشرة بعد الفوز المحقق على مولودية الجزائر.
استقالتي في نهاية الموسم قرار لا مفر منه
• وهل يدفعكم هذا الإنجاز إلى إعادة النظر في أهدافكم المسطرة؟
اللعب في الرابطة المحترفة الأولى ليس أمرا سهلا، ودخولنا الموفق إلى أجواء المنافسة كان ردا على كل من شكك في أحقيتنا في الصعود خلال المواسم الماضية. وقد وجدنا أنفسنا نخوض مباريات تاريخية ضد فرق عريقة، مثل جمعية وهران، مولودية الجزائر وشبيبة القبائل، لكن الثقة التي إكتسبتها المجموعة، سمحت بدخول المنافسة دون مركب نقص، وهو نفس «السيناريو» الذي عشناه الموسم الماضي، بحيث لم نكن مرشحين للصعود، وعليه نعمل على تجسيد برنامجنا خطوة بخطوة، دون تجاوز المراحل النظامية، لأن كسب تقدير واحترام المتتبعين مكسب كبير، ولو أنه سلاح ذو حدين، وعليه فإننا لن نغير من أهدافنا، لأننا نريد البقاء أطول فترة ممكنة في هذا القسم.
الفوز على المولودية رد على عقوبة الرابطة وهدية الأنصار ستكون 6 نقاط أخرى
• تحدثت بعض الأخبار مؤخرا عن إمكانية تسريح الإيفواري إبراهيما كوني، فهل هذا صحيح؟
الحديث عن هذا سابق لأوانه، لأن قائمة المسرحين ستضبط مع إقتراب موعد «الميركاتو» الشتوي، والعمل الميداني كشف بأن إستقداماتنا كانت ناجحة بنسبة 90 بالمئة، وهناك 3 عناصر فقط ما تزال خارج نطاق الخدمة في المقابلات الرسمية، والإيفواري كوني واحد منهم، والتفكير في فسخ عقده وارد، إلى جانب عنصرين آخرين، لفسح المجال لتدعيم التعداد بعناصر قادرة على تقديم الإضافة خلال مرحلة العودة.
ميزانية الموسم تقارب 30 مليار ومساهمات المقاولين تغطي أغلب المصاريف
• نعرج الآن على قضية تلويحكم بالاستقالة قبل نحو أسبوعين، فما هي أسبابها وهل ستتجسد على أرض الواقع؟
التلويح بالاستقالة لم يكن بسبب المال كما اعتقد الكثير، بل لظروف شخصية، لأنني تعبت كثيرا، وقررت تسليم المشعل لأشخاص آخرين، وهو ما سأجسده في نهاية الموسم الجاري، بعد انتهاء العهدة الأولمبية، لكنني سأبقى في المكتب المسير، وهنا بودي أن أوضح بأن دفاع تاجنانت لا يعاني من مشكل المال، كونه يحظى بدعم رجال الأعمال والمقاولين من أبناء المنطقة، ما مكنه من مقارعة أندية تتولى تمويلها شركات، رغم أننا نحتاج شهريا إلى ما بين 2.5 مليار و 3 ملايير سنتيم لتغطية جميع المصاريف، وعليه فالميزانية التقديرية للموسم قد تصل إلى حد 30 مليار سنتيم، والإدارة تراهن على مساهمة الأعضاء و صفقات «السبونسور» المبرمجة مع مؤسسات خاصة لتغطية هذه المصاريف، كما أن اللاعبين يتلقون علاوات محترمة، ومنحة الفوز على مولودية الجزائر ستكون معتبرة، وستحدد خلال لقاء الطاقم المسير ببعض المقاولين، كوننا نسعى للاستثمار في المعنويات العالية لمواصلة المشوار بنفس «الديناميكية» لأطول مرحلة ممكنة.
ص / ف
التعليقات 0