“الرشوة” تعود من باتنة

"الرشوة" تعود من باتنة 1

عندما يطل علينا رؤساء أندية رابطة باتنة الجهوية بتصريحات خطيرة، مفادها أن بعض المسؤولين الكرويين والحكام يبيعون ويشترون المباريات في وضح النهار، ويحددون الأندية الصاعدة والنازلة، ويستعملون مناصبهم و”سلطتهم” للسيطرة على مختلف البطولات التي تديرها هذه الهيئة الكروية، نتأكد أن الكرة الجزائرية ـ وليست “رابطة باتنة الجهوية” فقط ـ مريضة منذ مدة، ودخلت الإنعاش، ولا أحد من أصحاب القرار دق ناقوس الخطر، وطلب محاسبة آنية لأولئك الذين شوهوا صورتنا في كامل أنحاء العالم، حتى أصبحت بعض البلاطوهات في بعض الدول المجاورة تستشهد بالمرض الذي أصاب كرتنا، في وقت نكتفي فيه فقط بفتح تحقيقات نعرف نتائجها مسبقا، والخاسر الأكبر هو كرتنا والمناصر المسكين، الذي يدفع فاتورة أخطاء ارتكبها مرتشون يعيشون حياة “سعيدة” بأموال الحرام.

أنا متـأكد، مثلي مثل كل الجزائريين، أن ما يحدث في رابطة باتنة الجهوية هو “قطرة في محيط”، لأننا نسمع دائما بترتيب لقاءات كروية في مختلف ملاعبنا، متورط فيها أصحاب النفوذ، وبمباركة أصحاب الزي الأسود، وبتواطؤ ممن يقبلون إدخال الحرام إلى بيوتهم، فلا ينفع إن كان لديك تشكيلة غنية باللاعبين، ويشرف عليها مدرب كبير، بل عليك أن تدفع الملايين من أجل حمايتك، وملايين أخرى إن أردت الفوز أو العودة بنتيجة ايجابية.. لا أظن أن رئيس الاتحاد الجزائري وطاقمه، ومختلف رؤساء ما بين الرابطات وحتى الجهوية والولائية، لا يعرفون أسماء الحكام المرتشين، الذين يملكون من العقارات والسيارات.. وأموال في حساباتهم البنكية تحصلوا عليها من بيعهم وشرائهم المباريات، ولم يستطع أي شخص إيقاف هذا “الوباء”، والبعض منهم يتحدى “العالم” من أجل تحقيق المبتغى، ولا يهمه أي قرار يتخذ ضده لأنه محمي من جهات لا أحد يستطيع أن يحاسبها.

عضو المكتب الفدرالي، عبد القادر شعبان، كشف في الجمعية العامة الاستثنائية لرابطة باتنة، أنه كان شاهدا على أحد الحكام مدد فترة اللقاء بنصف ساعة، وحين خابت آماله طرد 4 لاعبين من الفريق الزائر وصفر بعدها نهاية اللقاء، لكن بعد العودة إلى غرف تغيير الملابس نبهه محافظ اللقاء بعدم شرعية توقيف اللقاء بعد طرد 4 لاعبين، ما جعل الحكم المذكور يطرد لاعبا خامسا في النفق.. هي مهزلة من سلسلة المهازل التي تحدث أسبوعيا في ملاعبنا من الدوري المحترف إلى غاية أدنى قسم في بطولتنا، بيع وشراء ورشوة، وأمثلة عديدة وعديدة تحدث أسبوعيا، ولكن لا حياة لمن تنادي.

أصبحت متأكدا أن البعض لا يحب الخير لكرتنا، ولا تهمه الروح الرياضية والنزاهة والمتعة والفرجة واللعب الجميل، لأن ذلك يعيقه على أداء واجبه “القذر”، فكيف بمسؤولين يستنجدون بحكام مرتشين، ثبت حصولهم على رشوة، وتمت معاقبتهم وتوقيفهم عن التحكيم يعودون من الباب الواسع من أجل أداء “مهامهم الشريفة”، ويعاقبون من تنبأ بمهازل الرابطات. اسألوا الحكم الدولي السابق سليم أوساسي، لمَ أبعدوه عن المحيط الكروي ولمَ يريدون اليوم عودته؟

إذا كانت رصاصة الثورة الجزائرية انطلقت من باتنة، أتمنى أن تكون رصاصة القضاء على الرشوة قد انطلقت فعلا من الأوراس الأشم، وعلى رئيس الفاف أن يسلط عقوبة مدى الحياة وبمراسيم رئاسية حتى لا يعود هؤلاء إلى ممارسة رياضتهم المفضلة “الرشوة”، وكم هم كثيرون لكنهم لا يعلمون أن الراشي والمرتشي مصيرهم معروف مسبقا.

ياسين معلومي

مواضيع ذات صلة

شاهد الجزائري فارس شايبي يسجل هدف التعادل لفريقه آينتراخت فرانكفورت في شباك أوغسبورغ 2

19 أبريل 2024 - 22:57

شاهد الجزائري فارس شايبي يسجل هدف التعادل لفريقه آينتراخت فرانكفورت في شباك أوغسبورغ

بيتكوفيتش في تدريبات نادي وفاق سطيف 3

19 أبريل 2024 - 00:39

بيتكوفيتش في تدريبات نادي وفاق سطيف

شاهد أهداف مباراة الجزائر ضد المغرب دورة شمال إفريقيا 4

19 أبريل 2024 - 00:19

شاهد أهداف مباراة الجزائر ضد المغرب دورة شمال إفريقيا

المنتخب الجزائري لأقل من 17 عاما يكتفى بالتعادل أمام المغرب 5

19 أبريل 2024 - 00:10

المنتخب الجزائري لأقل من 17 عاما يكتفى بالتعادل أمام المغرب

المنتخب الوطني يحافظ على المركز 43 في تصنيف الفيفا 6

06 أبريل 2024 - 17:58

المنتخب الوطني يحافظ على المركز 43 في تصنيف الفيفا

المنتخب الجزائري على استقراره في ترتيب الفيفا للمنتخبات 7

04 أبريل 2024 - 13:50

المنتخب الجزائري على استقراره في ترتيب الفيفا للمنتخبات

التعليقات 0

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر :عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.