الجزائر أمام فرصة "العمر" لإخراج الكان من غرب و وسط القارة السمراء

في الوقت الذي تستعد الملاعب الإفريقية لاحتضان مباريات الجولة السادسة و الأخيرة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2017، ومعرفة هوية جميع منشطي التظاهرة الكروية القارية، بعد أربعة أشهر، يلف الغموض مصير العرس الكروي الإفريقي، بالنظر للأوضاع المقلقة التي تعيشها الغابون، جراء الانفلات الأمني و استمرار المظاهرات بعد تنصيب الرئيس الجديد احتجاجا على عدم شرعيته.
معطيات دفعت بالعديد من التقارير الإعلامية القارية والدولية للحديث عن إمكانية إقامة كأس أمم أفريقيا 2017 في دولة أخرى، في صورة طبق الأصل لسيناريو النسخة السابقة التي سحب تنظيمها من المغرب في آخر لحظة، وتم إسنادها إلى دولة غينيا الاستوائية التي لم تكن حينها جاهزة لاحتضان حدث بحجم نهائيات كأس أمم إفريقيا.
ورغم أن ذات التقارير أشارت إلى أن عددا من المسؤولين في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، يدرسون إمكانية سحب التنظيم من الغابون، إلا أن هيئة عيسى حياتو عادت إلى انتهاج سياسة «النعامة» من خلال تأكيدها أول أمس على أن النسخة الواحدة والثلاثين من «الكان» ستقام في الغابون مطلع العام المقبل، رغم ما يعرفه هذا البلد الإفريقي من أحداث تهزه على بعد أربعة أشهر فقط من موعد انطلاق الحدث الكروي الإفريقي الأبرز على أجندة المنتخبات والاتحادات القارية.
وكما فعلها «العجوز» حياتو قبل سنتين بإدارة ظهره للجزائر ومنحه شرف احتضان الكان لغينيا الاستوائية التي فشلت في ضمان نجاح الموعد الكروي، يصر هذه المرة على إبقاء المنافسة في غرب وسط القارة، بالرغم من أعمال العنف التي تعرفها العاصمة ليبروفيل وعديد المدن الغابونية الكبرى، وبنفس اللهجة التي ألفها «الشيخ الكاميروني» تحدث أول أمس مدير الاتصال والناطق الرسمي للكاف «جونيور بنيام» لوكالة الأنباء الفرنسية، أين أكد أنه:» لا وجود لتغييرات فيما يخص إجراء كأس أمم إفريقيا 2017 بدولة الغابون، بسبب الأحداث التي تعرفها البلاد» وأضاف بأن برنامج الكاف فيما يخص الكان القادمة سيتواصل مثلما هو مسطر له، و لا وجود لأي مشكل فيما يخص ذاك، مؤكدا بلهجة فيها الكثير من التحدي بأن عملية القرعة ستقام في موعدها بتاريخ 19 أكتوبر القادم بالعاصمة ليبروفيل، وكشف في معرض حديثه بان لجان الهيئة الكروية القارية ومن بينها لجنة تنظيم الدورة ستجتمع من 21 إلى 27 سبتمبر الجاري بمقر الكاف بالقاهرة لدراسة الوضعية الحالية بالغابون.
وأبرز ما جاء في تصريحان بنيام أنه لا وجود لأية خطة بديلة على أجندة حياتو في حال اعتذار الغابون عن التنظيم، مشيرا إلى أن الوقت غير مناسب لمناقشة مثل هذه الأمور. و مقابل ذلك ترتفع أصوات في شمال القارة تنادي بضرورة استثمار الجزائر في هذه النقطة تحديدا، وحفظ درس 2015 أين منح حياتو التنظيم لغينيا الاستوائية على شكل هدية، و بطريقة «مستفزة» لا تزال صورها عالقة بأذهان الشارع الرياضي الجزائري الذي يراهن على امتلاك بلادنا لملاعب تفي بالغرض و»زيادة» في صورة 5 جويلية و مصطفى تشاكر والشهيد حملاوي و 19 ماي بعنابة و الملعب الأولمبي ببراقي و حتى عبد القادر فريحة بوهران، وغيرها من المنشآت والهياكل الرياضية التي تثقل ملف الجزائر في حال أعاده القائمون على شؤون كرتنا إلى واجهة الحدث، علما وأن أكبر عقبة أمام تتويج الجيل الذهبي لمحرز ورفاقه بثاني كأس إفريقية في حوليات كرتنا، تتمثل في اللعب في ظروف وملاعب غير مناسبة في غرب ووسط القارة الإفريقية.