انهارت حصص القمح الفرنسي في الجزائر وبدأت دول أخرى تدخل على خط المنافسة بعرض أسعار « مغرية »، إذ تعتزم روسيا إرسال 40 طنا من القمح في قادم الأيام كعينة قبل ترسيم اتفاق تموين السوق، وستصل إلى موانئ الجزائر شحنة تقدر بـ216 ألف و500 طن من الحبوب في مقدمتها القمح.
كشفت الوكالة البحرية الدولية « نابسا. سا »، أول أمس، في بيانات رسمية نقلتها مختلف وكالات الأخبار الدولية، عن « قرب وصول 7 سفن محملة بالقمح قادمة من الأرجنتين باتجاه الجزائر، منتزعة حصة فرنسا من السوق الجزائرية، التي تعتبر الممون الرئيسي لها ». وأشارت البيانات إلى أن « السفن تستعد إلى تحميل 216 ألف و500 طن من الحبوب ». ويتميز القمح الأرجنتيني بانخفاض سعره مقارنة بالقمح الفرنسي، حيث تعتبر فرنسا المنتج الرئيسي للاتحاد الأوروبي.
وسيضع بحث الجزائر عن مصادر تموين جديدة للحبوب، خاصة القمح، وهي المهمة التي يتكفل بها الديوان الجزائري المهني للحبوب، بإلحاق الضرر في صادرات الاتحاد الأوروبي، وبالفعل انخفضت، طبقا لأرقام الوكالة البحرية، بنسبة 23 بالمائة مقارنة بالعام الماضي من الموسم الحالي.
وتعتمد دول الاتحاد الأوروبي على الدول الواقعة في شمال إفريقيا، أولها الجزائر، على تصدير القمح بنسبة 41 بالمائة طيلة سنة 2018، حيث أرسلت فرنسا نحو 80 في المائة من شحناتها من القمح خارج الاتحاد الأوروبي خلال الموسم الحالي حتى 31 أكتوبر2018. ومع ظهور متغير الطلب إلى الأرجنتين، سيتعين على فرنسا النظر إلى أسواق أخرى خارج الجزائر على وجه الخصوص.
ومع دخول الأرجنتين خط المنافسة على السوق الجزائرية، سيتراجع شراء الجزائر للقمح الفرنسي في جانفي وفيفري 2019، حيث سيجبر الوضع الجديد الفرنسيين على التوجه نحو المغرب التي تعتبر بالنسبة إليهم « وجهة لا غنى عنها ». وتسجل الأرجنتين محصولا استثنائيا قدره 19.2 مليون طن من مادة القمح، وهو ما يؤيد هبوط الأسعار، حيث وفي مناقصة الشهر الماضي استحوذت الجزائر على طلبية شراء بحوالي 600 ألف طن من القمح لشحنات مرتقبة في جانفي القادم، يأتي بعضها من الأرجنتين.
كما كشفت وكالة الأخبار الروسية « سبوتنيك »، نقلا عن رئيس الهيئة الروسية للرقابة على سلامة الأغذية، سيرجي دانكفيرت، عن عزم بلاده إرسال حاويتين من الحبوب بمقدار 40 طنا قصد محاولة إقناع الجزائر بجودتها.
elkhabar