توافد كبار المسؤولين في الدولة، منذ ساعات الصباح الباكرة، على مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات المجالس الولائية والبلدية، وصنع رؤساء الجهاز التنفيذي السابقون الحدث بتصريحاتهم التي حملت دلالات سياسية. في مقدمتهم عبد المالك سلال، الذي ضرب موعدا للصحافة قريبا، في حين جدد عبد المجيد تبون وفاءه المطلق للرئيس بوتفليقة، أما عبد العزيز بلخادم، فلبس ثوب « رجل المصالحة » بقوله « مشكلتي ليست مع حزبي الآفلان بل مع الأشخاص ».
أويحيى أول مسؤول يُصوّت
كان الوزير الأول، أحمد أويحيى، أول مسؤول يدلي بصوته في الانتخابات المحلية، حيث تقدم في حدود الساعة الثامنة والنصف صباحا إلى مركز التصويت الواقع بمتوسطة باستور وسط العاصمة، مرتديا بدلة سوداء اللون، وربطة عنق زرقاء، وتسمر عشرات المواطنين لرؤيته ينزل من السيارة.
في حيت فرض رجال الأمن بالزي الرسمي والمدني حراسة مشددة على مداخل ومخارج الشارع إلى غاية انتهاء عملية تصويت أويحيى.
وقال في حديث مقتضب للصحافة « أدينا واجبنا ونشطنا الحملة الانتخابية ودعونا المواطنين إلى التصويت.. لكن الكلمة والقرار اليوم في يد الشعب ». ولفت أويحيى: « القيام بواجب الانتخاب الذي لا يستغرق الكثير من الوقت سيكون له الأثر على تسيير شؤون المواطنين طيلة خمس سنوات ».
تبون وفيّ للرئيس
في الجهة المقابلة، كانت متوسطة أحمد عروة ببوشاوي، والمحاذية لقاعة المؤتمرات عبد اللطيف برحال، محجا للمسؤولين الذين توافدوا على المركز رفقة عائلاتهم، للإدلاء بأصواتهم. وصنع دخول الوزير الأول الأسبق، عبد المجيد تبون الحدث وتزاحم الصحافيون لافتكاك تصريح منه.
تبون الذي كان مرفوقا بأحفاده، أعلن وفاءه المطلق للرئيس بوتفليقة، وعبر عن رغبته في فوز حزب جبهة التحرير الوطني في المحليات، مشيرا إلى أنه « من الآفلان ومنح صوته له »، وأضاف: « لا يمكن فصل اللحم عن الجلد ».
بلخادم يعفو عما سلف
وفي مدرسة الغزالي بالمرادية، أدلى رئيس الحكومة الأسبق، عبد العزيز بلخادم بصوته، حيث وصل في حدود الساعة العاشرة والنصف، وسبق غريمه في الحزب، جمال ولد عباس بعشر دقائق. وهو ما جعل الحاضرين يعلقون: « بلخادم حضر باكرا حتى يتجنب ولد عباس ».
وقال بلخادم للصحافيين في تبريراته لعودته إلى الواجهة السياسية من خلال تنشيطه للحملة الانتخابية لصالح الآفلان: « مشكلتي مع بعض الأشخاص وليس الحزب الذي أنا مناضل فيه ولا أزال ». وأضاف رئيس الحكومة الأسبق، أن انتخابات المجالس البلدية والولائية كغيرها من الاستحقاقات الانتخابية تعتبر النواة الأساسية لتجسيد الممارسة الديمقراطية، على اعتبار أن البلدية تعد القاعدة للانطلاق في التنمية.
وتمنى بلخادم أن تكون نسبة المشاركة قوية في الانتخابات مصرحا « نحن نحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيس البلديات المنتخبة ونتمنى أن تكون المشاركة قوية وفي مستوى تطلعات المواطنين ».
سلال يعود قريبا
وبمجرد مغادرة بلخادم مركز التصويت بمدرسة الغزالي، وبالضبط في الساعة الحادية عشرة إلا ربع وصل الوزير الأول الأسبق، عبد المالك سلال، للإدلاء بواجبه الانتخابي، في ثاني ظهور له بعد مغادرة قصر الدكتور سعدان شهر ماي الفارط.
المسؤول السابق عن الجهاز التنفيذي الذي تخلى عن اللباس الرسمي، وحتى عن العدد الكبير من الحراس الشخصيين لما كان وزيرا أول للحكومة، ألح صحافيون بالمركز على افتكاك تصريح من لسان سلال، إلا أنه اكتفى بتوزيع الابتسامات قبل أن يضيف باللغة الفرنسية: « نلتقي قريبا ». وهي الكلمة التي فهمت من طرف البعض على أنها عودة قريبة لرئيس الجهاز التنفيذي الأسبق، في منصب جديد بالدولة.