حذر موقع « هاو ستاف وركس » الطبي من الآثار الجانبية الخطيرة التي يسببها تناول عقار البروفين المضاد للالتهابات، المنتشر في الدول العربية من بينها الجزائر، مؤكدًا أن النتائج المكتشفة تدق ناقوس الخطر للأضرار الخطيرة لهذا الدواء المدمر للخصوبة والمسبب للعقم لدى الرجال والنساء، خاصة أن نقابة الصيادلة الجزائريين أكدت بيع هذا الدواء دون وصفة طبية وهو واسع الاستهلاك لدى مختلف الشرائح في مقدمتهم الأطفال والحوامل..
وأوضح الموقع في تقرير طبي ـ ترجمته « عاجل » ـ أن تناول العقارات يترك آثارا سلبية على خصوبة الأجنة الإناث في حال تناول الأم الحامل له، كما يلحق الضرر بالقدرة الإنجابية للشباب الذين يتعاطونه.
وأشار الموقع إلى أن دراسة نشرتها مجلة التناسل البشري أوائل هذا الشهر كشفت أن تناول عقار البروفين المضاد للالتهاب في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل ربما يعوق خصوبة الابنة التي لم تولد بعد.
ووجد الباحثون أن تعاطي البروفين قلل إلى النصف عدد الخلايا التناسلية في مبايض الطفلة التي لم تولد، مقارنة بالطفلة التي لم تتعرض لهذا الدواء.
ونقل الموقع الطبي عن محررة الدراسة الدكتورة سيفرين مازود جوتوت، الباحثة في المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية، قولها، « الإناث اللائي تعرضن للدواء يولدن بعدد محدود من المسام في المبايض، بما يحد من خصوبتهن حينما تبلغن ».
وأضافت: « وجدنا عددًا أقل من الخلايا التناسلية ينمو وينقسم، ومزيدًا من الخلايا يموت، وخسارة هائلة في عدد خلايا التناسل. كانت هناك تأثيرات كبيرة بعد 7 أيام من التعرض لـ 10 ميكرومتر من البروفين، ورأينا موت خلايا بعد يومين من تناول الدواء ».
أما على مستوى تناول الشباب الذكور لهذا العقار، فقال الموقع، إن دراسة نشرت العام الماضي في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم كشفت أن استخدام الدواء من قبل الشباب يمكن أن يلحق الضرر بنظام الغدد الصماء، ما يؤدي إلى قصور الغدد التناسلية التي لا تظهر إلا عند الرجال المسنين، وهو عرض يرتبط عادة بالعقم.
وفي تعليقه على هذه الدراسة أكد رئيس النقابة الوطنية للصيادة الدكتور بلعنبري أن دواء « البروفين » واسع الانتشار في الجزائر منذ السبعينيات، وهو يباع عند الصيدليات دون وصفة طبية لرواجه وقدرته الكبيرة على مقاومة الآلام والالتهابات في الجسم حيث يوصف لمختلف الشرائح والأعمار ويكثر وصفه للأطفال والحوامل وحتى الشباب، وعن تأثيراته السلبية أضاف المتحدث أنه مثل كل دواء له مضاعفات صحية إذا تم استهلاكه بطريقة عشوائية خاصة عند الصغار، وبالنسبة إلى الدراسة الأمريكية التي أثبتت أنه يسبب العقم فهذا يجب أن يؤكد من طرف المنظمة العالمية للصحة التي بإمكانها الأمر سحب هذا الدواء في الدول التي تسوقه ومن بينها الجزائر، « ونحن كصيادلة ليس من صلاحيتنا وقف تسويقه إلا بأمر من وزارة الصحة ».