لا تزال حادثة انتحار ابنة الشابة « خيرة » ورئيس مولودية وهران « بابا » حديث العام والخاص لدى الشارع الوهراني، لأن الأمر يتعلق بفتاة في ريعان شبابها لم تكمل حتى الثامنة عشرة من عمرها، وكانت « الشروق » حاضرة أثناء مراسيم تشييع الجنازة على مستوى مقبرة عين البيضاء، أين ووري جثمان « نهاد بلحاج » الثرى مساء الجمعة، وهذا بسبب تأخر انتهاء عملية تشريح الجثة من طرف الطبيب الشرعي على مستوى مستشفى الفاتح نوفمبر بايسطو، وقد فضل « بابا » أن تنقل ابنته مباشرة من مصلحة حفظ الجثث إلى المقبرة من دون المرور عبر بيتها العائلي الكائن بمنطقة « تروفيل » بمدينة عين الترك الساحلية.
المشهد في المقبرة كان مؤثرا عند وصول « بابا » بسيارته وهو في حالة انهيار نفسي تام، فلم يتوقف الرجل القوي داخل بيت مولودية وهران عن البكاء بحرقة وبعد إقامة صلاة الجنازة عليها داخل مسجد مقبرة عين البيضاء توجه مئات المشيعين لإنهاء مراسيم الدفن في الظلام الدامس، وخلال الجنازة جثا « بابا » على ركبتيه بعد إسدال التراب على قبر ابنته وأخذ يبكي بصوت مرتفع، كما تعرض للإغماء مرتين أمام بيته.
وحضر الجنازة المئات من أصدقاء « بابا » وأنصار مولودية وهران، كما حضرت العديد من الوجوه الرياضية لتقديم واجب العزا، يتقدمهم الرئيس السابق للمولودية الطيب محياوي الذي قال أنه يشعر أكثر من أي شخص آخر بحجم الفاجعة لأنه سبق له قبل سنوات توديع 3 من بناته دفعة واحدة بعد تعرضهن لحادث مرور بجسر زبانة بوهران، أما الوجوه الفنية فهي الأخرى جاءت لتعبر عن تضامنها التام مع « بابا » والوالدة الشابة « خيرة »، مثل الشاب بلال الصغير والشاب رضا.
« الشروق » ومن مصادرها الخاصة استطاعت الحصول على تفاصيل اللحظات الأخيرة التي سبقت عملية انتحار « نهاد »، إذ لم تكن هناك أي مؤشرات توحي بأنها ستقدم في تلك الليلة على وضع حد لحياتها، فابنة الشابة خيرة انتظرت عودة أبيها تلك الليلة من « باريس » حتى تطمئن على صحته بما أنه كان يعاني من مشاكل في القلب، وجلست معه للحظات لتبادل أطراف الحديث، قبل أن يطلب منها منحه الأدوية التي دأب على تعاطيها، وتكفلت هذه المرة بتقديمها له بنفسها في حضور والدتها، ثم تمنت لهما ليلة سعيدة في حدود الساعة العاشرة وتوجهت مباشرة نحو غرفتها مغلقة الباب وراءها كالعادة، وعلى الساعة الرابعة، حسب التقرير الطبي الذي بين توقيت الوفاة، من صبيحة الجمعة قامت الفتاة بربط أحد ستائر الغرفة بالجزء العلوي من خزانة ملابسها، ثم لفته على رقبتها وأقدمت على الانتحار، ولم ينتبه أحد إلا مع حلول الساعة العاشرة صباحا، أي بعد 6 ساعات كاملة من عملية الشنق، وهو ما أكده أيضا التقرير الخاص بتشريح الجثة.