الفريق الوطني مرشح لنيل كأس أمم إفريقيا –الله يبارك و يزيد -… كلمات نستمع إليها يوميا من وسائل الاعلام المحلية بل و يرددها الناخب الوطني الجديد بكثير من الثقة و العنفوان حتى أنه قال “إنتهى وقت الكلام ” ،نغمة لم أسمعها من قبل لكنها مقبولة من مدرب لا يملك خبرة في تدريب المنتخبات رغم أنه يوصف بالدهاء التكتيكي الذي لم نرى منه شيئا داخل الميدان ،إلا أن الرجل ظهر أنه عديم الخبرة في التعامل مع وسائل الاعلام و تسيير الضغط الذي سيقع على عاتق أشباله طيلة فترات الكأس الافريقية التي تجري في ظروف مخالفة تماما لما كان عليه مونديال السامبا ،و الذي جَعَلنَا فيه الألمان يندمون على الحظ الذي جعلهم يواجهون أحفاد بلومي و ماجر .
رغم أن تركيبة الفريق لم تتغير كثيرا إلا أن الميكانيزمات التي أوجدها حليلوزتش اختفت في زمن غوركيف ،و هو ما تطلب من البوسني الكثير من الوقت ،حتى أنه ضيع الكان السابق و خرج من دوره الأول بنقطة يتيمة و هزيمتين حتى صنع الفريق المونديالي الذي أبهر العالم صيف 2014 ، و إصرار الناخب الجديد على تغيير النهج التكتيكي للخضر لا محال سيكون ثمنه باهضا ، و ربما شاهد الجميع كيف فقد الفريق الوطني معالمه فوق أرض الميدان و اختل توازن الخطوط الثلاثة خاصة ،بعد أن فهمت كل الفرق أن ابراهيمي هو محرك الفريق و توقيف هذا اللاعب بحراسة فردية عليه يجعل الفريق الوطني يفقد القدرة على صناعة اللعب ضف إلى ذلك ضعف و ثقل الخط الخلفي.
جنوب افريقيا السنغال و غانا ثلاث فرق من العيار الثقيل ستكون خصوم الأفناك في نهائيات كأس أمم افريقيا في غينيا الاستوائية ،قرعة لم ترحم ممثل العرب في المونديال و كذلك الظروف الطبيعية و عامل الجمهور و هو الذي كان سيختلف لو بقي الكان على أرض الجارة المغرب ،لكن الفريق الوطني هذه المرة أمام تحدي هو أقرب للمستحيل خاصة أننا و على عكس ما كنا في المونديال نمتع و نستمتع ،فالآن مطالبون بإدارة اللعب و الوصول إلى النهائي بدفاع مهلهل و هجوم خياراته جد محدودة .
كجزائري أقول أننا سنفوز بكأس الأمم الإفريقية ،لكن لو تجردت و تكلمت دون عواطف ،فالخروج من الدور الأول أقرب إلينا بكثير ،خاصة أننا لا نملك الحظ الذي يلازم أشقائنا في تونس .
بقلم : عمر هارون
Omarharoun88@gmail.com
التعليقات 0