تظهر القراءة التحليلية في مسيرة المنتخب الوطني في الدور الأول نهائيات «كان 2015» بأن المدرب غوركوف راهن كثيرا على عامل الاستقرار بخصوص التعداد، عكس مغامرة سابقه حليلوزيتش في مونديال البرازيل، حيث أشرك خلال هذا الدور 17 لاعبا من 23 الذين تم استدعاءهم لهذه النهائيات، قبل أن يرتفع العدد بعدما فضل غوركوف منح الفرصة للوافد الجديد أحمد كاسحي لإكتشاف أجواء المنتخب، باللعب دقيقة واحدة في اللقاء الأخير أمام السنغال.
الخضر دشنوا هذا الدورة بفوز غير مقنع على جنوب إفريقيا، ماجعل غوركوف عرضة للكثير من الإنتقادات، بخصوص طريقة اللعب التي انتهجها، لتكون الهزيمة أمام غانا بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، رغم أنه قام ببعض التعديلات على التشكيلة الأساسية، بإقحام بوقرة ومنح الفرصة لبلفوضيل، لكن هدف أسامواه القاتل وضع التشكيلة الوطنية أمام حتمية الفوز على السنغال، الشرط الذي دفع بغوركوف للاكتفاء بتغييرين بسيطين لتفعيل الهجوم، بإقحام سوداني ومحرز كأساسيين، على حساب لحسن وبلفوضيل.
حضور منتظم لنصف التشكيلة و 6 عناصر ظلت خارج الخدمة
وانطلاقا من هذه المعطيات فإن غوركوف منح الفرصة ل 17 لاعبا في المباريات الثلاث إلى حد الآن، والملفت للإنتباه استقرار العمود الفقري للتشكيلة، بدليل أن 6 لاعبين حافظوا على مكانتهم كأساسيين، ولعبوا 270 دقيقة، ويتعلق الأمر بالحارس مبولحي، وثلاثي الدفاع ماندي، غولام ومجاني، بالإضافة إلى بن طالب وفغولي، ويبقى براهيمي من الركائز، لكن عطاءه البدني جعله محل تغيير تكتيكي في كل مقابلة.
أما ا تايدر وبوقرة فقد انتزعا مكانة ضمن الأساسيين بمجرد منحهما الفرصة بداية من المباراة الثانية أمام غانا، فيما تبقى مشاركة محرز، لحسن، سوداني و بلفوضيل مرهونة بالخيارات التكتيكية، بينما سجل قادير عودته إلى أجواء «الكان» بتسجيل حضوره في 3 دقائق خلال اللقاء الثاني، وكذلك الشأن بالنسبة للوجه الجديد كاسحي في المقابلة أمام السنغال، في حين بقي 04 لاعبي خارج نطاق الخدمة في الدور الأول، وهم كادامورو، مصباح، زفان وجابو، والحارسين دوخة وسيدريك.
مشاركة فكت عقدة ربع قرن والحلم معانقة التاج القاري
مشاركة المنتخب الوطني للمرة 16 في نهائيات «الكان»، تزامنت ونجاحه في فك عقدة لازمت الكرة الجزائرية لنحو ربع قرن، إذ لم يفوزوا بمباراتهم الإفتتاحية منذ 1990، حيث دشنوا مشاركتهم بانتصار عريض على جنوب إفريقيا، كما أن هذا الفوز جاء بعد 5 سنوات من الإنتظار، لأن آخر انتصار في «الكان» يعود إلى ربع نهائي دورة أنغولا 2010 على حساب كوت ديفوار، و قد شاءت الصدف أن يكون القاسم المشترك بين المقابلتين النجاح في تسجيل 3 أهداف، و هو ما لم يحدث منذ مارس 1990، خلال المباراة الثانية للدور الأول أمام المنتخب الإيفواري.
من جهة أخرى فإن التشكيلة الوطنية استعادت بإنجازها هذا ذكريات مضى عليها ربع قرن، لأن الفوز بمقابلتين في الدور الأول لم يتحقق منذ النسخة 17 التي أقيمت بالجزائر، على إعتبار أن أفضل رصيد للخضر لم يتجاوز 04 نقاط في باقي الدورات منذ التتويج باللقب الإفريقي، وكأن كل المؤشرات توحي بأن الجيل الحالي سائر على خطى سابقه الذي أهدى الجزائر التاج القاري الوحيد، بالنظر إلى المردود المقدم في مونديال البرازيل.
إنتفاضة هجومية وصلابة دفاعية بأرقام تاريخية
و بلغة الأرقام نجد أن المنتخب الوطني حقق إنتفاضة هجومية في الدور الأول لهذه النسخة، بتسجيله 5 أهداف في 3 مباريات، وهي حصيلة تفوق ما تعود الخضر على تحقيقه في دورات سابقة، بدليل أن أفضل إنجاز يبقى ذلك المحقق في دورة 1990، لما سجل 13 هدفا في 5 مقابلات، منها 10 أهداف في الدور الأول، ليتراجع بكثير في الدورات الموالية، والدليل على ذلك تسجيل هدفين فقط في دورة 2013، وتأهلها إلى ربع النهائي دورة أنغولا كان بهدف وحيد في الدور الأول، مقابل توقيع 5 أهداف في دورة تونس 2004، وهي أفضل حصيلة لهجوم الخضر في «الكان» منذ ربع قرن.
بالموازاة مع ذلك فإن الهزيمة أمام غانا، لم تمنع الدفاع الجزائري من تحقيق إنجاز تاريخي دام إنتظاره ربع قرن، لأن الخضر تعودوا على تلقي ما لا يقل عن 3 أهداف في لقاءات الدور الأول منذ 1990، لكن في هذه الطبعة لم تهتز شباك مبولحي سوى مرتين فقط.
كما تشير الإحصائيات إلى توجيه اللاعبين 12 تسديدة صوب المرمى في المباريات الثلاث، مقابل 6 تسديدات خارج الإطار، والاستفادة من 9 ركنيات، 5 منها في اللقاء الأول، مع الوقوع 4 مرات في فخ التسلل، كلها في المباراة الأخيرة أمام السنغال.
جائزة أفضل لاعب “جزائرية” في مناسبتين
ومن الإنجازات التي تؤكد على أن المنتخب الوطني يسجل حضوره بقوة في هذه الدورة، تتويج غلام بجائزة أفضل لاعب في المباراة الأولى أمام جنوب إفريقيا، ومحرز في اللقاء أمام السنغال، ما يدل على مكانة اللاعب الجزائري، ولو أن العناصر الوطنية أظهرت إنضباطا كبيرا في هذه التظاهرة، بدليل أنها لم تتلق سوى 05 بطاقات صفراء.
قراءة : صالح فرطاس
التعليقات 0