غوركوف يدّمر كل ما بناه خاليلوزيتش في ثلاث سنوات

افتقد لاعبو المنتخب الوطني للحرارة والروح القتالية المعهودة في اللقاء الودي الأخير أمام منتخب غينيا، ولم نشاهد فوق أرضية ملعب 5 جويلية الأولمبي قائدا حقيقيا لـ”الخضر”، على غرار ما كان عليه في السابق بوقرة وعنتر يحيى ومهدي لحسن، وما هو أخطر من كل هذا هو غياب الحافز لدى اللاعبين الاحتياطيين الذين تأثروا من سياسة التهميش والتمييز المتواصلة، التي يمارسها المدرب الوطني كريستيان غوركوف في حق بعض اللاعبين.

ولعل أهم نقطة يمكن إثارتها هي كرسي احتياط المنتخب الوطني الذي كان يزدحم بالبدائل في عهد الناخب الوطني السابق، وحيد خاليلوزيتش، لدرجة أننا كنا لا نعرف التشكيلة الأساسية من مباراة لأخرى بفعل التنافسية التي أطلقها المدرب البوسني ما بين اللاعبين، حيث كان يبني خياراته على أساس الجاهزية من كل النواحي الفنية والبدنية والمعنوية، ولا يميز بين الأسماء مهما كان معدنها ولا يفرق بين ماهو محلي وما هو مستورد من أوروبا، والدليل على ذلك اللاعبون المحليون، الذين برزوا في حقبته مع “الخضر”، على غرار بلكالام وسليماني وسوداني وخوالد وحشود، هو الأمر الذي فتح باب الاحتراف أمام عدة لاعبين في أقوى البطولة الأوروبية.

بدأت سياسة تقديس الأسماء التي ينتهجها المدرب الفرنسي، كريستيان غوركوف، الذي يفضل على سبيل المثال لاعب نادي فالنسيا الاسباني سفيان فغولي وياسين إبراهيمي نجم نادي بورتو البرتغالي في كل حالاتهم، تأخذ أبعادها السلبية إما بخلق مشاكل وردود أفعال سلبية من قبل بعض اللاعبين تنديدا بالوضع السائد، مثل ما حدث مع سوداني وجابو ومؤخرا مع زماموش، أو تحطيم معنويات اللاعبين الاحتياطيين، ما ينعكس سلبيا على أدائهم فوق أرضية الميدان ويفقدهم التركيز.

وأصبح الملل يتسرب إليهم بمجرد دعوتهم إلى معسكرات المنتخب الوطني إلى درجة أن بعض اللاعبين طلبوا إعفاءهم مثل حامي عرين شباب قسنطينة محمد سيدريك، وهناك من اعتزل في حالة مهدي لحسن ويتجه زميله جمال مصباح إلى نفس الطريق، وكل هذه العوامل ستؤدي إلى إفلاس كرسي احتياط المنتخب الوطني الذي اختفت عنه الأسماء البراقة.