كشفت خرجة الفريق الوطني إلى مالاوي، أنه كسب شخصية قوية مكنته من التعامل بصفة إيجابية مع الظروف التي أحاطت بمباراة أمس، أو تلك التي خاضها أمام نظيره الإثيوبي، ما خول له تحقيق انتصارين كان من الصعب تحقيقهما في وقت ليس ببعيد .فالعناصر الوطنية اكتسبت الخبرة اللازمة في إفريقيا، وهو المخزون الذي أصبح ينهل منه رفقاء براهيمي لتجاوز كل الصعبات التي تواجههم في مختلف رحلاتهم في أدغال القارة السمراء، والتي مازالت بعض بلدانها تفتقر إلى الهياكل اللازمة لاستضافة منافسيها في ظروف جيدة، أو على الأقل توفير الحد الأدنى لاحتضان المباريات ذات المستوى العالي، كما كان الحال في مباراة أمس بملعب كاموزو بمالاوي. غير أن ذلك لم يمنع رفقاء القائد مهدي لحسن، من إظهار نضج كبير و شخصية قوية في التعامل مع كل هذه الظروف، التي لم تؤثر على ثبات وعزم التشكيلة على تحقيق الأهم في ملعب كان مقصلة العديد من المنتخبات، على غرار الكاميرون و كوت ديفوار، قبل أن يكسر الخضر هذه القاعدة بتحقيقهم لفوز بثنائية، على المالاويين، الذين اعتبروا هذه المواجهة بمثابة الحدث الكبير في تاريخ الكرة في بلادهم، بمواجهتهم لمنتخب مونديالي.
وهذا ما ظهر به أشبال المدرب غوركوف الذين دخلوا اللقاء في ثوب الفريق المونديالي الذي كشف عن حنكة كبيرة في التعامل مع حيثيات هذه المواجهة المعقدة و الصعبة، بالنظر للمعطيات السالفة الذكر وكذا التغييرات الاضطرارية في التشكيلة، بالنظر للإصابات التي تعرض لها بعض اللاعبين،غير أن ذلك لم يؤثر على انسجام و تناغم الفريق الذي حقق المهم في مباراة كانت النتيجة الفنية في المقام الأول، وأظهرت العناصر الوطنية استماتة في الدفاع عن مكسبها إلى غاية الأنفاس الأخيرة من المباراة، دون نسيان ذكر النزعة الهجومية التي أصبحت تتحلي بها، بدليل أن الهدف الثاني جاء في الوقت بدل الضائع ،وهو مؤشر على الثقافة الهجومية التي أكتسبها الفريق الوطني في السنوات الفارطة، بعد أن تخلص من رواسب الماضي، كما يجب الاعتراف أن ذلك لم يكن ليحدث لولا وجود لاعبين مهاريين من طينة براهيمي و فيغولي و محرز.
الجيل الجديد للخضر بإمكانه، و بهذه الشخصية القوية بمقدوره كتابة تاريخه على طريقته الخاصة، والذهاب بعيدا في المستقبل القريب، سيما و أن هامش المناورة مازال أمامه لتقديم مستويات أحسن.
المنتخب الجزائري : الشخصية القوية والثقافة الهجومية لغوركوف مكسب من اجل كاس افريقيا
التعليقات 0