كم هو غريب ما يحدث في بيت الاتحاد الجزائري لكرة القدم منذ شهور، وبالضبط منذ “عملية ترحيل” الرئيس السابق للفاف، فعوض أن تطوي الأسرة الكروية والسلطات العمومية مرحلة روراوة ويشرع الكل في التخطيط لمستقبل الكرة الجزائرية، راح حكام الفدرالية في طبعتها الجديدة ومعهم أصحاب الحكم السياسي في البلد، يبحثون عن أي وسيلة للانتقام من الرئيس المنتهية عهدته من خلال تعيين كل شخص أبعد في عهد روراوة حتى ولو لم يكن مؤهلا لذلك المنصب.
ولعل جلب زطشي كان أول مؤشر على أن أصحاب الحل والربط في الجزائر تعمدوا تعيين رئيس جديد من الذين عاشوا صدامات عديدة مع روراوة، ليأتي الدور على المخضرم فضيل تيكانوين والكل يعرف قصته ونهايتها مع الفدرالية، واليوم الحديث يدور على رابح ماجر و رابح سعدان وبوعلام شارف، وكأن الفاف في عهد زطشي ليس لها مخطط ولا برنامج للنهوض بالكرة الجزائرية عدا رد الاعتبار لكل من انشق أو تعرض للإقصاء من قبل الرئيس السابق.
ممكن جدا أن نجد كفاءات همشها روراوة في عهده لأسباب عديدة، و دون شك هناك تقنيون ومسيرون لم يمنح لهم “الحاج” فرصة العمل بجانبه في الفاف، لكن أن تتوقف عجلة الاتحادية بمنتخباتها التي يتنفس هواءها ملايين الجزائريين ويصبح مسيروها يترقبون كل صغيرة وكبيرة تخص الرئيس السابق، فهذا مؤشر من مؤشرات الفشل، لأن الذي يريد أن يكمم أفواه المنتقدين فما عليه سوى أن يبرز ” حنة يديه” و يفعل أحسن مما فعل سابقوه، ولا يتحجج بالتخلاط في الكواليس مثلما أراد أن يوهم الرأي العام مسؤولو المنتخب الوطني، عندما شككوا في وطنية ونزاهة رفقاء براهيمي وفجروا البيت من الداخل .
بعد 8 أشهر تقريبا من تولي زطشي قيادة سفينة الفاف لا يزال مالك أكاديمية بارادو يبحث عن مخرج للأزمة، التي كان سبب افتعالها بعدما سقط في فخ خصومه، وفشل في جلب ناخب يقفز بالمنتخب إلى الأعلى، وها هو اليوم يرضخ لضغوطات المتهورين ويدرس إمكانية منح العارضة الفنية للأفناك لمستشاره الفني رابح ماجر، الذي “اعتزل” التدريب منذ 15 سنة كاملة وكان طموحه تولي رئاسة الفاف.
قبيل انطلاق حفل تسليم جائزة الحذاء الذهبي الأسبوع الفارط، وفي صالون فندق سوفيتال زارنا ماجر كي يحي صديقه طارق ذياب، وفي خضم الحديث الهامشي قلت لإمبراطور الكرة التونسية :” لماذا يا كابتن طارق لم تخض تجربة تدريبية كبيرة وأنت لاعب مهاري كبير ؟”
، فرد علي ابن الترجي التونسي :” دربت سنة أو سنتين واكتشفت بأنني غير معمول للتدريب، فهناك لاعبون كبار ليسوا مؤهلين للتدريب، وليس بالضرورة نكون مدربين كبارا بمجرد أننا كنا لاعبين كبارا”.
رد التونسي هو شجاعة منه وليس تقليلا من حجمه، فلم يقل بأن منتخب تونس من حقي تدريبه ولم يقل رئاسة الاتحاد التونسي من حقي توليها، وهو الذي أصبح وزيرا للرياضة في بلده لعامين كاملين.
ضربة حرة……بقلم عدلان حميدشي
التعليقات 0