-
سيكون المدرب الجديد للمنتخب الوطني رابح ماجر، ملزما بفك « شيفرة » العديد من القضايا المهمة في المنتخب الوطني، لشق طريقه نحو النجاح لتحقيق أفضل النتائج، وبلوغ نصف نهائي كأس إفريقيا 2019 على الأقل، وفق ما هو متفق عليه مع رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) خير الدين زطشي.
وتتمثل أول هذه « الشيفرات » أو « القنابل الموقوتة »، في شخص الحارس الأساسي لـ »الخضر » رايس وهاب مبولحي، الذي أضحى حقا يشكل لغزا حقيقيا، بسبب التناقضات المسجلة في مسيرته الكروية، فهو حارس « ضعيف المستوى » مع النوادي، باعتباره لم يتمكن من فرض نفسه مع الأندية التي تقمص ألوانها في السنوات الأخيرة، بمقابل ذلك حافظ على مدار 7 سنوات كاملة على منصبه الأساسي في المنتخب الوطني، فضلا عن شارة القيادة التي عادت إليه بعد استبعاد فغولي ومجاني في كأس إفريقيا الأخيرة، كما خاض مونديالي جنوب إفريقيا والبرازيل وثلاث كؤوس إفريقيا 2013، 2015 و2017، رغم معاناته طوال تلك الفترة من نقص المنافسة .
وبات الحارس مبولحي في الفترة الحالية خارج حسابات المدرب كريستيان غوركوف مهندس صفقة انضمامه إلى نادي ران الفرنسي، وأكثر من ذلك اختارته صحيفة « ليكيب » الفرنسية ضم تشكيل أسوأ 11 لاعبا لفريق رين الفرنسي خلال السنوات الـ20 الأخيرة، بعد أن فشل مبولحي في إثبات وجوده منذ تعاقده مع الفريق في بداية السنة الحالية، حيث اكتفى بالمشاركة في مباراة وحيدة قبلت خلالها شباكه 3 أهداف، بمعدل هدف وحيد كل 30 دقيقة لعب.
وفي وقت وضع بعض المدربين السابقين لـ »الخضر » ثقتهم الكاملة في الحارس مبولحي رغم معاناته مع الأندية في صورة المدرب وحيد خاليلوزيتش وحتى كريستيان غوركوف، إلا أن الصربي ميلوفان راييفاتس لم يكن مقتنعا بمستوى مبولحي تماما، وكان قاب قوسين أو أدنى من استبعاده من التشكيلة الأساسية، غير أنه فشل في تحقيق ذلك بـ »أمر دبّر بليل ».
راييفاتش: من غير المعقول تواجد حراس في سن الـ30
وكشف في هذا السياق، مسؤول سابق في الاتحاد الجزائري لكرة القدم والمنتخب الوطني بأن الحارس « المخضرم » كان أحد الأسباب المباشرة التي أدت لرحيل المدرب الأسبق، الصربي ميلوفان راييفاتش في أكتوبر من العام 2016 عقب مباراة الكاميرون (1/1) بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة في افتتاح تصفيات مونديال روسيا 2018.
وأكد ذات المصدر بأن وسائل الإعلام تداولت آنذاك اسم اللاعب سفيان فيغولي بقوة من منطلق أنه كان وراء « ثورة غرف تغيير الملابس » التي أطاحت بالمدرب الصربي، وأغفلت بالمقابل دور الحارس مبولحي في إقالة المدرب الذي لم يعمّر في منصبه سوى شهرين فقط.
وحسب ذات المصدر، فإن راييفاتش كان ينوي إحداث عدة تغييرات على مستوى التشكيلة الأساسية، مشددا على أن كل لاعب لا يلعب بانتظام مع فريقه لن يظفر بمكانة أساسية في المنتخب في إشارة إلى فيغولي وبراهيمي اللذين وضعهما بالفعل في دكة الاحتياط في مباراة الكاميرون، وبالمقابل وجد نفسه « مرغما » على توظيف مبولحي كأساسي في ذات المباراة، بسبب احتجاج اللاعبين ليلة المباراة على التغييرات على التشكيلة الأساسية التي أعلن عنها رايفاتس قبل ساعات من مباراة الكاميرون.
« الشروق » سبق وأن كشفت عن دور مبولحي في الإطاحة بالتقني الصربي
وكانت « الشروق » قد كشفت آنذاك عن خطة راييفاتش لتشبيب حراسة مرمى الخضر، حيث كان ينوي الاستغناء تدريجيا عن خدمات الحراس مبولحي، عسلة ودوخة، ومنح الفرصة لحراس مرمى شبان على غرار عبد القادر صالحي وفريد شعال وشمس الدين رحماني، وقال راييفاتش وقتها لمساعديه « من غير المعقول تواجد حراس مرمى في المنتخب يبلغون أو يتعدون سن الـ30 سنة، يجب الاعتماد على حراس مرمى شبان تحسبا للفترة المقبلة »، ونفذ راييفاتش بالفعل وعيده حيث ضحى بعسلة في لقاء الكاميرون، لكن مخططه « سقط في الماء » في أول مباراة، حيث قال مصدرنا بأن فيغولي ومبولحي انتفضا في وجه الصربي، بعد أن أحسا بالخطر، وسط تضامن واسع من زملائهم، وفعلا كل ما بوسعهما لدفع مسؤولي « الفاف » بقيادة الرئيس السابق محمد روراوة لـ »التخلّص » منه مستغلّين خسارة الخضر لنقطتين ثمينتين، وهو ما حدث بالفعل حيث وجد روراوة نفسه بين خيارين « إما الاستغناء عن المدرب أو استبعاد اللاعبين المثيرين للمشاكل »، قبل أن يتخذ على مضض قرار إنهاء مهام المدرب الصربي.
وأفاد مصدر مطلع لـ »الشروق » أن محاولة راييفاتش إقصاء مبولحي، كانت وراء « ثورة » اللاعبين ضده، حيث لقي الحارس مساندة كبيرة من زملائه في غرف حفظ الملابس لاسيما من طرف المهاجم سفيان فغولي، وآخرين ممن شكلوا كتلة واحدة ووقفوا في وجه المدرب الصربي راييفاتش وثاروا عليه بعد التعادل في الجولة الأولى من تصفيات كأس العالم 2018، أمام المنتخب الكاميروني (1/1) بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، ووضعوا رئيس « الفاف » آنذاك محمد روراوة، بين خيارين لا ثالث لهما إما التضحية بهم أم بالمدرب، ليقع الاختيار على راييفاتش
ورغم أنه لا يمكن لأحد، أن ينكر الدور الكبير الذي لعبه مبولحي في تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم بالبرازيل، وأدائه المتميز في هذه الدورة، إلا أنه بالمقابل أيضا كان خارج الإطار في العديد من المقابلات لاسيما في نهائيات كاس إفريقيا، ولم يتم منح الفرصة لحراس آخرين في البطولة الجزائرية على غرار حارس اتحاد العاصمة محمد الأمين زماموش، مثل التي حظي بها هو مع « الخضر ».
منصب الحارس الأول لـ »الخضر » في المزاد.. هل يفعلها ماجر ويستبعد مبولحي؟
في خضم هذه المعطيات، يمكن القول أن مبولحي يعد معادلة هامة في التشكيلة الوطنية، ليس من الناحية الفنية وإنما أيضا من الناحية الانضباطية وروح المجموعة، وهو الذي لم يتوان في مباراة الاياب أمام زامبيا بملعب حملاوي، ضمن تصفيات مونديال روسيا، في فتح النار على زملائه من خلال التصريح في الندوة الصحفية التي أعقبت المواجهة: « من يجد نفسه غير قادر على العطاء في المنتخب الوطني فما عليه سوى البقاء في البيت »، ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه بالحاح كيف سيتعامل ماجر مع الوضع وهل ستكون له الجرأة الكافية للتضحية بمبولحي، خاصة وأنه ومباشرة بعد تعيين ماجر على رأس « الخضر »، بدأ الحديث عن احتمال الاستغناء عن خدمات الحارس رايس وهاب مبولحي، أو على الأقل « إعفاءه » من منصب الحارس الأول، كما تم تكليف مدرب الحراس الجديد محمد حنيشاد بإعداد قائمة من 10 حراس للعمل معهم واختيار بعدها الأفضل ليكون مع المنتخب الأول.
وتجدر الإشارة إلى أن مغامرة مبولحي مع نادي ران الفرنسي قد تنتهي خلال الميركاتو الشتوي المقبل، خاصة أن المدرب كريستيان غوركوف المدرب السابق لـ »الخضر » لم يعد في موقف قوة، وقد يضطر هو الآخر للرحيل بسبب فشله في تحقيق نتائج طيبة خلال الموسم الحالي، الأمر الذي قد يجعل مبولحي دون فريق لفترة أخرى، وهذا ما سيكون في صالح ماجر بالدرجة الأولى.
الحارس الدولي السابق العربي الهادي
الحراس « المحليون » ينقصهم العمل ونقص المنافسة أثر على مبولحي
اعترف الحارس الدولي السابق، العربي الهادي، بأن نقص المنافسة أثر كثيرا على مستويات حارس « الخضر »، وهاب رايس مبولحي، مشيرا إلى أن منصب الحراسة حساس جدا ويختلف كثيرا عن لاعب الميدان، ولهذا فإن معاناة الحارس من عامل ابتعاده عن المنافسة سيؤثر بشكل مباشر على فريقه، في حين رفض الدولي السابق الخوض في مسألة استدعاء حراس دون غيره إلى المنتخب الوطني، لكنه أكد أن الجزائر تتوفر على حراس في المستوى ينقصهم فقط العمل.
وقال العربي في تصريح لـ »الشروق » أمس: « مبولحي يعاني منذ مدة من نقص المنافسة، وهذا عامل مؤثر على مستوياته الفنية.. الحارس الذي لا يلعب يتأثر، فهو ليس كاللاعب، عندما يخطئ لن يجد من يصحح خطأه.. »، مضيفا: « عامل نقص المنافسة أثر على مبولحي في عدة ميادين، على غرار عملية الخروج لالتقاط الكرات العالية وغيرها من النقاط الأخرى المهمة بالنسبة لحراس المرمى.. »، لكن الحارس الدولي السابق أصر على التأكيد أن الجزائر لا تزال تتوفر على حراس جيدين لكن ينقصهم العمل فقط لتطوير مستوياتهم والحفاظ على انتظامهم في اللعب الجيد، وقال العربي الهادي: « أقولها وأكررها الجزائر كانت دائما تتوفر على حراس جيدين وهي دائما فخورة بحراسها.. الآن هناك حراس جيدون لكن المشكل ليس فيهم.. ».
وفضل الحارس الدولي السابق حصر المشكل في « كفاءة » مدربي الحراس، وصرح: « المشكل ليس في الحراس، بل في مدربي الحراس، البعض منهم يدرب في أندية كبيرة ولم يسبق لهم اللعب في المستوى العالي وامتلاك الخبرة اللازمة في مثل هذا المستوى.. »، قبل أن يضيف: « الحراس في الجزائر لا يخضعون لعمل ممنهج ومدروس، الأمر الذي يعود بالسلب على مستواهم.. الحارس هو 70 بالمئة من الفريق وعليه أن يخضع لعمل مميز ومعاملة أخرى في فريقه، وهذه من مهمة مدرب الحراس، لكن بعضهم لا يقوم بعمله ويترك الحارس يعمل مع مدرب الفريق والمجموعة ولا يخضعهم لعمل خاص.. ».
مروان عبدوني حارس المنتخب الوطني سابقا
حان الوقت لتعويض مبولحي.. وماجر لن يخشى مصارحته مثل ما فعلها معي في 2002
قال الحارس الدولي السابق، مروان عبدوني، إن الوقت قد حان للاعتماد على حارس ثان في المنتخب الوطني، بدلا من الحارس الحالي رايس وهاب مبولحي، الذي تراجع مستواه بشكل « رهيب » عقب نهائيات كأس العالم 2014 التي جرت بالبرازيل، معتبرا أن ذلك سيمنح المنتخب أكثر ثقة في المستقبل، في حال دمج حارس شاب رفقة المنتخب الحالي، معتبرا أن مواصلة الاعتماد على مبولحي كقائد وحارس أساسي من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي على المجموعة، بالنظر إلى وزن المنصب.
وأضاف عبدوني أن ماجر « جريء » ولن يجد أي حرج في مصارحة مبولحي بذلك، مثل ما فعلها معي في كأس أمم إفريقيا 2002 بمالي، عشية أول لقاء في المنافسة أمام منتخب نيجيريا، عندما لجأ للاعتماد على الحارس لوناس قواوي، رغم أن عبدوني كان أقدم منه في المنتخب، حيث قال الحارس السابق لإتحاد الحراش في هذا الصدد « ماجر شخص « جريء » ولا يكتم أبدا أي شيء في قلبه، خصوصا لما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني، وأنا شخصيا سبق لي العمل معه في 2002 في « كان » مالي، كنت مرشحا ومن دون منازع لحماية عرين « الخضر »، غير أنه عشية المباراة انفرد بي ماجر وقال لي أنت لا تزال شابا والمستقبل أمامك، لقد عينت قواوي لحراسة المرمى غدا أمام نيجيريا، بالنظر لنشاطه في القسم الأول، أنت في القسم الثاني، لكن هذا لا يعني أبدا أنك لست مؤهلا لذلك، وأنا تفهمت الأمر وتقبلت ذلك بصدر رحب وبكل « ديبلوماسية ».
وأضاف الحارس السابق للمنتخب الأول أنه يتوجب على الطاقم الفني في الوقت الراهن انتقاء الحراس الشباب الذين ينشطون في الرابطة الأولى، على غرار موساوي وزغبة ورحماني ومن ثم تجهيزهم للمستقبل القريب، قائلا « أتذكر أنني استدعيت لأول مرة للمنتخب مباشرة بعد مواجهة المنتخب المصري في تصفيات كأس العالم 2002، وهو ما أثار حفيظة العديد من متتبعي الكرة في الجزائر، خصوصا وأن الطاقم الفني الذي كان يقودة زوبة والراحل كرمالي ألح على ضمي للمنتخب ولم أتجاوز الـ19 عاما، غير أن الثنائي أجاب بطريقة أسكتت الجميع »، وقال عبدوني « تلقيت أول لستدعاء لي في المنتخب عقب مواجهة منتخب مصر والهزيمة التي مني بها « الخضر »، لم يكن يتجاوز سني 19 سنة، أتذكر أن المرحوم كرمالي وزوبة هما من كانا يقودان المنتخب، وتعرضا لانتقادات عديدة بسبب صغر سني، غير أن زوبة دافع عني بقوة وقال يومها كاسياس حارس أكبر ناد في العالم لا يتجاوز سنه الـ19 سنة ».
مدرب حراس مرمى شبيبة القبائل الوناس قواوي
الفرصة مواتية لإعطاء الفرصة لحراس آخرين في الخضر
يرى الحارس الدولي الأسبق ومدرب حراس شبيبة القبائل الوناس قواوي أن الوقت مناسب لمنح الفرصة لحراس مرمى آخرين لحماية عرين المنتخب الوطني في الفترة القادمة، مادام أن الخضر أقصوا من تصفيات مونديال روسيا 2018 ونظرا لغياب استحقاقات دولية مهمة على المدى القصير.
وأوضح قواوي أمس في حديث هاتفي مع الشروق بأن الوقت ملائم لإحداث تغييرات في المنتخب الوطني وخاصة على مستوى حراسة المرمى، بإعطاء الفرصة لحراس آخرين من أجل حماية عرين الفريق الوطني لاسيما أن مكانة رايس مبولحي تراجعت في نادي رين وصار الحارس الثالث لهذا النادي الفرنسي بعد ما كان الحارس الثاني. وقال: « لا بد من إعطاء الفرصة لحراس آخرين من أجل البروز في المنتخب الوطني وأجد أن الوقت مناسب للقيام بمثل هذه الخطوات، حيث لا توجد مواعيد دولية هامة تنتظر منتخبنا الوطني بعد ما أقصي من تصفيات كأس العالم 2018، كما أن المباريات القادمة تخلو من الضغط الكبير، ولهذا من الممكن جدا تجريب حراس آخرين من البطولة الوطنية أو من خارجها لتدعيم هذا المنصب للمستقبل ».
وأضاف مدرب حراس مرمى الكناري أن هناك حراسا قادرين على حماية شباك المنتخب من البطولة الوطنية وهم ينتظرون فقط الحصول على فرصة، وقال: « مبولحي يعاني مع نادي رين بعد ما فقد مكانته وتراجع إلى الحارس الثالث للفريق، ومن الملائم أن نبحث عن حراس لا أقول من أجل خلافته في الفترة الحالية، لأن المستوى هو الذي يحدد الشخص الأجدر لحراس مرمى المنتخب الوطني، بل تحسبا لأي طارئ قد يحدث في الفترة القادمة، العجينة متوفرة على المستوى المحلي، علينا فقط أن نضع ثقتنا فيها وتشجيعها حتى تصل إلى المستوى الذي نريده ».
وعلق الوناس قواوي على احتمال عودة محمد أمين زماموش للمنتخب الوطني على الرغم من تقدم عمره، وقال: « السن لا يعتبر عاملا سلبيا، بل على العكس، أنظروا إلى الحضري الذي تألق مع منتخب مصر وساهم في وصوله إلى مونديال روسيا، وقبل هذا إلى نهائي الكان وهو في سن 44 ».
الحارس الدولي السابق محمد الأمين بغلول
« مع انعدام الاستراتيجية لا بديل عن مبولحي »
اعتبر الحارس الدولي السابق محمد الأمين بغلول التحدث عن الحارس الحالي للخضر رايس وهاب مبولحي خطأ بليغ لكون هذا الأخير حسبه لم يقصر ويؤدي في أغلب الأحايين واجبه على أكمل وجه حيث قال: « صحيح أن مستوى المنتخب الوطني تراجع بدليل تسجيله لأربع هزائم متتالية في مواجهاته الرسمية الأخيرة لكن هذه العثرات لا يتحملها مبولحي لكون بل الفريق ككل كان يعاني من هشاشة منقطعة النظير وفي عدة مرات مبولحي كان ينقذنا من المهازل وعليه أرى بأن مواصلته مع الخضر أمر لا نقاش فيه لأنه أضحى اليوم أكثر نضجا بعد مشاركتين في المونديال… ».
وأضاف نجم نهائي كأس الجزائر لعام 1986: « التفكير في ايجاد خليفة له يجب أن يكون مبنيا على استراتيجية واضحة المعالم لكننا للآسف نفتقد هذا الشيء منذ مدة ليست بالطويلة ولهذا فمن الخطأ أن نذبح ونضحى بمبولحي في هذه الفترة لأننا لا نملك البديل اللازم… » وبرر الحارس الأسطوري لوفاق خشب والفلين للقل كلامه قائلا: « سياسة تكوين الحراس في الجزائر يمكن القول أنها منعدمة وتكوين مبولحي في الخارج جعله أقوى من الجميع دون أدنى شك فمثلا في بطولتنا برز مؤخرا اسم الحارس شمس الدين رحماني فهو مع الأندية التي يلعب لها يكون رائعا فضلا على أنه يمتاز ببنية مورفولوجية ممتازة لكنه ظهر بوجه مغاير مع منتخب المحليين ضد ليبيا وهذا الأمر قابل للتكرر مع كل الحراس المحليين الذين يعانون من محدودية بسيكطولوجية لا حدود لها عندما يتقمصون الألوان الوطنية… ».
وفي وصفه للدواء لهذا الداء قال بغلول: « يجب اعادة احياء فكرة جمع أحسن لاعبي كل منطقة جهوية والأبرز منهم يتحول للتدرب من خيرة لاعبي الوطن تماما كما عاملونا في وقتنا حيث كنا نتدرب طيلة الأسبوع مع المنتخب ولا نعرف النادي سوى في نهاية الأسبوع للعب له فهنا سيقف الناخب الوطني على الامكانيات الحقيقية لكل عنصر لكن حاليا الأمور سارت عكس التيار حيث أصبحنا نسمع عن استدعاءات للاعبين لبضع ساعات حتى لا أقول أياما ثم يغادرون ولا يعرفون المنتخب سوى يومين قبل المباراة وهذا ما جعلنا نحصد نتائج كارثية… ».
الحارس الدولي السابق جمال بوجلطي
البطولة الوطنية تعج بحراس ممتازين وإبعاد مبولحي لن يضر بالخضر
يعتقد حارس المنتخب الوطني الأسبق، جمال بوجلطي، أنه حان وقع التغيير على مستوى حراسة مرمى محاربي الصحراء، ومنح الفرصة للاعبين محليين أبانوا عن علو كعبهم مع أنديتهم، مشيرا إلى أن الاستغناء عن رايس امبولحي، لن يكون له أثر سلبي على المنتخب.
وحسب بوجلطي، فإن البطولة المحلية تعج بأسماء حراس، يمكنهم تعويض حارس نادي رين الفرنسي، ومنح الإضافة للمنتخب الوطني: « امبولحي، لديه مستوى كبير وقدم الكثير للمنتخب الوطني، ولكن الابتعاد عن المنافسة الرسمية لمدة طويلة يفقد أي حارس بعض معالمه في الميدان، وفي المنتخب نحتاج إلى لاعبين جاهزين بنسبة كبيرة، ولذلك أعتقد أنه حان الوقت للتغيير وضخ دماء جديدة، بمنح الفرصة لحراس يقدمون مستويات كبيرة في البطولة ».
وذكر مدرب حراس شباب بلوزداد السابق، بعض الأسماء التي يمكنها تعويض امبولحي في التشكيلة الأساسية: « قائمة الحراس المحليين طويلة، يتصدرها أمين زماموش من اتحاد الجزائر، وفوزي شاوشي، من مولودية الجزائر، اللذان يمتلكان إمكانيات كبيرة إضافة إلى خبرتهما الطويلة، إضافة إلى كل من زغبة، وشعال، رحماني، وعسلة، كلها أسماء لامعة يجب الاعتناء بها، خاصة إن كان لدى الفاف مشروع بناء منتخب كبير على مدى معيّن.. أذكر أنه خلال الفترة التي لعبت فيها مع الخضر في بداية التسعينات، كنا أربعة حراس مرمى من البطولة، رفقة قادري والعربي وعصماني، إضافة إلى شاطر، لم يكن الفريق الوطني يعاني من مشكلة حراس المرمى، ويمكن القول إنه في حال إبعاد امبولحي عن التشكيلة الأساسية، فإن الطاقم الفني لن يجد صعوبات كبيرة في إيجاد البديل، وعليهم فقط الثقة في الحراس المحليين ومنحهم الوقت لفرض أنفسهم ».
