تشهد تجارة اللحوم البيضاء هذه الأيام ركودا كبيرا عبر الكثير من الولايات، بسبب المقاطعة التي أعلنها مستهلكون تجاه اقتنائها والذي ظل لفترات سابقة في متناول حتى الطبقة الفقيرة بعد ما نزل سعره إلى أدنى مستوى له لم تشهده الأسواق منذ سنوات، ولم يفلح تهاوي أثمانه في جلب الزبائن ممن نفر العديد من اقتنائه -حسب بياطرة- بعد رواج خبر التسمين بالمضادات الحيوية بإقرار حتى المسؤولين أنفسهم وما يخلفه من آثار سلبية على الصحة.
بأسواق تيزي وزو، أجمع التجار على تراجع استهلاك اللحوم البيضاء، حيث أكد أحدهم أن المعدل اليومي لبيع الدجاج بمحله، كان في حدود 100 دجاجة، سواء ارتفع سعره أو تراجع، أما اليوم فهو لا يتعدى 55 دجاجة يوميا، فيما كشف تاجر آخر أن الضجة الأخيرة الخاصة بتسمين الدجاج بالمضادات الحيوية كانت بمثابة المسمار الأخير الذي دق في نعش تجارة اللحوم البيضاء التي تعاني عدة مشاكل، مشيرا إلى أنه كان في فترة ليست بالبعيدة يبيع قرابة 600 دجاجة يوميا إلى أن جاءت قضية تسمين الدجاج لتقف تجارته اليومية عند بيع 70 دجاجة فقط.
وأجمع الكثير من التجار على أن المربين وأصحاب بعض المذابح العشوائية شرق ولاية تيزي وزو، على غرار عدة ولايات يتحملون المسؤولية حيال الوضع، فبسوق ذراع بن خدة لا يهتم المستهلك بنوعية الدجاج الذي يشتريه خصوصا في المواسم والأعياد، حيث يتهافتون –حسبه- حتى على شراء الدجاج الذي تكون فيه بعض الإصابات.
وبسطيف رفع مربو الدواجن الراية البيضاء، بعد تكبدهم خسائر فادحة نتيجة التراجع الملحوظ في أسعار الدجاج التي بلغت أدنى مستوياتها، وحسب من تحدثت إليهم « الشروق »، فإن سعر الكيلوغرام من الدجاج في المستودع وصل إلى 100 دج، وهو ما يعتبر كارثة بالنسبة للمربين، لأن التكلفة تفوق هذه القيمة بكثير، حيث يتراوح سعر الصوص بين 80 و90دج، بينما يصل سعر الأعلاف إلى 6000 دج للقنطار، تضاف إليها تكاليف الغاز والكهرباء والدواء وغيرها من المتطلبات، وبالتالي فإن التكلفة مرتفعة جدا ولا يمكن تعويضها بسعر البيع المحدد بـ100 دج للكيلوغرام.
وحسب المختصين فإن هذا التراجع في الأسعار سببه الوفرة وكثرة العرض، أجبرت المربين على إحصاء خسائر كبيرة فاقت مئات الملايين لتدرج المرحلة هذه لدى المربين بالأسوأ منذ بداية السنة، حيث بلغ السعر عند الجزارين 180 دج للكيلوغرام.
نائب رئيس المكتب الوطني لتربية الدواجن، نور الدين عيد، قال في تصريح لـ »الشروق »، أن المربين في هذه المرحلة تكبدوا خسائر معتبرة من رأس أموالهم تباينت من طرف لآخر ما بين 40 و70 بالمئة، مرجعا كثرة الطلب وانهيار أسعاره خلال الأشهر الماضية إلى مضاعفة العمل وفتح دواجن جديدة بسبب الأرباح التي جناها هؤلاء في مراحل سابقة مقابل لجوء حتى بعض الأساتذة والأطباء إلى مزاحمة أهل المهنة
echrouk.