في واحدة من أبشع جرائم الخطف والتعذيب التي يكون فيها الجلاد والضحية مننفس العائلة، أقدم 3 أشقاء على تحويل عمهم إلى مزرعة بلهادف عبد القادرالواقعة بضواحي بلدية شعبة اللحم في عين تموشنت وتحديدا على مشارف الطريقالمؤدي إلى ولاية سيدي بلعباس، حيث مارسوا عليه أبشع صور التعذيب، بدءابدهسه بواسطة سيارة ثم تكبيله بسلك معدني وضربه، إلى تقطيع لحمه بواسطة«الكلاب» في مناطق متفرقة من جسمه، وهذا طيلة 10 ساعات، مسببين له جروحاوإصابات بالغة الخطورة .وقد تقربت « النهار » من عائلة الضحية للاستفسار أكثرعن ملابسات هذه الحادثة الخطيرة، وأجمع الجميع على أن لا علاقة لما جرىبمسألة تصفية حسابات أو قضية ميراث وغيرها من القضايا التي تحرك نزاعاتوسط الأسرة، كما توصّل المحققون الذين لا يزالون يستمعون إلى المتهمين الثلاثةالمتواجدين رهن الحبس المؤقت، منذ شهر رمضان الماضي وهو تاريخ وقوع الجريمة بحسب العائلة، إلى قرائنملموسة أكدت أن الجناة كانوا مؤجرين من قبل زوجة أحدهم لارتكاب الوقائع المشار إليها، وهذا ما أثبتهاستغلال مكالمة هاتفية أجرتها المعنية قبيل حدوث الجريمة مع أحد المتهمين، كما شمل التحقيق والد الجناةالذي تم استدعاؤه والاستماع إلى أقواله، بعدما أقر الضحية بمواكبة الأخير لمجريات الواقعة، مؤكدا أن أخاه منجهة الأبوة تم الاستنجاد به في عدة مراحل شملتها عملية تعذيبه كونه الآمر الناهي في العائلة، وكان هو ماأعطى الضوء الأخضر للتخلص من جسد الضحية الذي اعتقد الجناة أنه قد فارق الحياة من شدة التعذيببمنطقة بوتليليس التابعة لولاية وهران، وهناك لمحهم أحد وهم يقذفون الضحية على حافة الطريق، حتىيعتقد أنه توفي جراء حادث مرور، أين سارع لتقديم المساعدة له بعد تبليغ مصالح الدرك الوطني لمعاينته واتخاذالتدابير اللازمة بنقله إلى المستشفى، ليقدم شكوى لدى مصالح الأمن التي تعاونت بالتنسيق مع مصالح الدركالوطني، حيث تم دلهم على المكان الذي احتجز فيه وعذب بأبشع الطرق، وعند الوصول إلى المزرعة المذكورة ضبطمحققو الدرك الوطني قطعة لحاف مخضبة بالدماء ادعى مالك المزرعة أنها تعود لكبش تم نحره بالمكان، قبل أنتكشف التحقيقات الجنائية المدعومة بالأدلة العلمية الدامغة أنها تتطابق تماما مع دم الضحية. وبالتنسيق مععناصر الشرطة الذين خولت لهم مهام إكمال التحقيق من طرف النيابة العامة، تم القبض على الجناة الثلاثةبمعية زوجة أحدهم المتهمة بالتخطيط للجريمة وتأجير الجناة، ووالدهم المتهم بالمشاركة وعدم التبليغ. وقدأمرت النيابة العامة بعد إتمام التحريات الأمنية مع جميع الأطراف بإيداع الأشقاء الثلاثة رهن الحبس المؤقت،بتهمة ارتكاب جناية تكوين جماعة أشرار الخطف والتعذيب ومحاولة القتل العمدي، بينما تم وضع البقية تحتالرقابة القضائية، في انتظار محاكمتهم لاحقا، وكشف كواليس أخطر وأبشع جريمة خطف وتعذيب تعرفها ولايةعين تموشنت بين الأقارب
س.مجاهد