هي كلمات قالها يوما الشيخ الراحل عطاء الله ليعبر عن حزنه وغضبه من حالنا ، وأنه لن يعود للدشرة ولو كلفه ذلك الموت في الصحراء عطشا، لأنه أهون من عشرة « الشمايت »، وللأسف رحل عطاء الله بفاجعة مرورية في ظاهرة تقتل ألاف الجزائريين سنويا و تعكس فشلنا واستهتارنا بقيمة الحياة وعدم احترام القانون، ولو أنه أجله، ولا راد لقضاء الله وقدره .
الشيخ عطاء الله ذلك الرجل الذي يعبر عن هوية الجزائر العميقة، ويحرس تراثها وهويتها بأشعاره وتمثيله وغنائه وفكاهته ، ذلك الرجل الذي طالما أعجب الجزائريين لأنه ذكرهم بنشأتهم وبأجدادهم وبأصلهم الصافي من عوالق العولمة والانسلاخ والإستيلاب، عطاء الله الذي طالما أضحكنا بفنه الهادف وبشعره الملحون، وبعباراته العميقة والفصيحة والتي أرادت دوما الإصلاح والخير، حتى وهو في البرلمان رفض أن يمر كغيره دون أن يترك بصمته ، فكان صوتا لولايته الجلفة رافضا للتهميش والحرمان الذي تعيشه مع ولايات الداخل والجنوب البعيدة عن أعين المسؤوليين وعن قلوبهم.
كل من عرفه أثر فيه وجهه الباسم ، المليئ بتعابير التواضع وقسمات البراءة ، ليكون موته صدمة لملايين الجزائريين تجلت في جنازته الحاشدة ، والتفاعل الكبير مع كل موروثه الفني والسياسي والثقافي في مواقع التواصل الاجتماعي واليوتوب، وهو ما لم يحدث في رحيل كبار الشخصيات.
رحل عطاء الله وتركنا في دشرتنا هائمين تائهين لا ندري من نحن وماذا نريد وإلى أين نتجه ، لا ندري حتى بأي لغة نتكلم ، لا نعرف من هم أصدقاؤنا ومن هم أعداؤنا، وحده عطا الله عاد إلى الأصل وتمسك بدينه يوم اختلطت الأديان ، كما يقول المثل الشعبي الشهير … فالأمثال على الأقل بوصلة للحق وللضمير .
للتواصل مع الكاتب من خلال صفحته الرسمية على موقع « فيسبوك »:
https://www.facebook.com/anes87
أو من خلال البريد الإلكتروني:
anesdjema@gmail.com