شهدت أمس منطقة يما ڤورايا ببجاية إقبالا منقطع النظير من طرف السياح، وحتى سكان الولاية، ليس من أجل الاستمتاع بمناظرها الجميلة والاسترخاء تحت ظلالها، كما جرت العادة، وإنما من أجل التحسر على ما أصابها بعد الحريق الهائل، الذي أتى على أجزاء كبيرة منها، رغم مكانتها العالمية في المجالين البيئي والسياحي.
ورغم وجودها بمحاذاة قلب عاصمة الولاية، إلا أن ذلك لم يمنع من تفحمها.. الأمر الذي بدأ يطرح العديد من التساؤلات في أوساط المواطنين حول نجاعة مخطط تأمين هذه الحظيرة من مثل هذه الكوارث في ظل قلة المسالك بها. كما فضح هذا الحريق محدودية الإمكانيات التي تتوفر عليها مصالح الحماية المدنية وكذا الغابات ماديا وبشريا، كونهم لا يزالون يواجهون لهيب النيران بـ »البالة » وأغصان الأشجار، في ظل افتقار القطاعين إلى طائرات ومروحيات الإطفاء. يأتي هذا رغم أن الدولة قد صرفت في السنوات الأخيرة نحو 800 مليار دولار وغاباتنا لا تزال تتفحم لأبسط الحرائق.. ويختصر بذلك معنى الحماية في إحصاء الخسائر بدل تجنبها- يعلق أحد زوار المكان.