انتهاء « شهر العســل » بين المواطنين والسلطــــات المحلية
عادت الاحتجاجات مجددا في العديد من ولايات الوطن للمطالبة بحل المشاكل الاجتماعية وعلى رأسها السكن والمياه الصالحة للشرب. فبعد شهر كامل صام فيه الجزائريون عن الأكل والشربة والاحتجاج عادت ظاهرة قطع الطرقات والاعتصامات مجددا فبعد أن كان هؤلاء يعتبرون الاحتجاجات وسيلة للتعبير عن وضع اجتماعي قائم في حي أو بلدية عن معاناة يعيشها مواطنون بسبب تأخر السلطات في تسوية مشاكلهم، إلا أن الاحتجاج تحول من عادة الى ثقافة ليتحول مؤخرا الى عقيدة لدى المواطنين. فالكل يعتقد حاليا أن لا حل لتلبية مطلبه إلا بالخروج الى الشارع او تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر البلدية.
شهدت امس ولايات تيبازة والبويرة والعاصمة وسطيف والأغواط والجلفة انتفاضة لسكان البلديات للمطالبة بالمياه الصالحة للشرب في عز الصيف أو ترحيلهم الى سكنات جديدة بعد أن عاشوا في سكنات لا تتوفر فيها شروط الحياة الكريمة.
الاحتجاجات تعود إلى العاصمة بعد « هدنة رمضان »
عائـلات مقصاة من السكــن بباش جـــراح تنتفض أمام دائرة الحراش
خرج صباح أمس أزيد من 30 عائلة مقصاة من السكن بحي بومعزة بباش جراح، للاحتجاج أمام مقر الدائرة الإدارية للحراش، رافعين لافتات تترجم سياسة التهميش والإقصاء الممارسة في حقهم من قبل السلطات الولائية.
ونددت العائلات المقصاة بتلاعب وتماطل المصالح في الإعلان عن قائمة الطعون التي تزيد على 7 أشهر، مطالبين المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بمراجعة قائمة المقصين الذين أكدوا حيازتهم ملفات قانونية تؤكد عدم استفادتهم من أي سكن، قائلين « ملفاتنا المطروحة لدى لجنة الحي والولاية وطعوننا أهملت ورميت فما مصيرها، نتائج طعوننا، أصبحنا دون وثائق إثبات الهوية بعدما كنا مقيمين أكثر من 44 سنة واليوم أصبحنا كاللاجئين ». وحسب المحتجين فإن عملية الترحيل الثامنة عشرة التي استفادت منها أزيد من 500 عائلة من حي بومعزة كانت فيها تلاعبات وتجاوزات خطيرة بملف العائلات بعدما تم تهميش العائلات التي لها أولوية الترحيل فيما استفاد العشرات ممن ليس لهم الحق وهو ما أثار حفيظة العائلات. واستثنت العملية ما يزيد على 57 عائلة من الاستفادة من سكنات لائقة وأضحت تفترش الشارع.
وحسب ما أفاد به المحتجون فإن الاحتجاج الذي نظمته العائلات جاء على خلفية قرار الطرد الذي اتخذ في حق العائلات المقصاة من برنامج الترحيل بعد تدخل القوة العمومية بتاريخ 26 من شهر جانفي الفارط حيث وجدت العائلات نفسها في الشارع في ظروف قاسية. وطالب المحتجون بإدراجهم ضمن العمليات المقبلة. هذا وتسبب الاحتجاج والتجمهر في إغلاق مقر الدائرة منذ صباح الباكر الدائرة منذ الصباح كما عرف الاحتجاج تطويق أمني مشدد بمقر الدائرة وطرد المحتجين وتفرقتهم من قبل قوات مكافحة الشغب، وهو ما زاد من غضب المحتجين.
تجدر الإشارة إلى أن المحتجين منعوا من مقابلة الوالي المنتدب بغرض الوصول إلى حل أو حتى الاستفسار عن مصير كملفاتهم وطعونهم المودعة منذ 07 أشهر كاملة.
احتجاجا على انعدام المياه الصالحة للشرب
سكان حي بني درجين في بواسماعيل يقطعون الطريق
أقدم العشرات من سكان حي بني درجين ببلدية بواسماعيل في ولاية تيبازة على قطع الطريق الولائي الرابط بين القليعة وبواسماعيل بالحجارة والمتاريس وجذوع الأشجار احتجاجا على انعدام المياه الصالحة للشرب في الفترة الاخيرة. وتجمع العشرات من سكان الحي على الطريق وقاموا بتشكيل سد بشري، فيما لجأ البعض إلى اشعال النيران في العجلات المطاطية وقطع الطريق باستعمال الحجارة الأمر الذي ادى إلى وقوع ازدحام مروري كبير. وطالب المحتجون بضرورة تدخل والي الولاية من اجل توفير المياه الصالحة للشرب التي غابت عن الحنفيات لمدة فاقت الاسبوع. كما أراد السكان أن يبلغوا انشغالهم إلى وزير الموارد المائية الذي كان يقوم في زيارة تفقدية إلى المنطقة. وتنقل رئيس دائرة بواسماعيل ورئيس البلدية رفقة المصالح الأمنية حيث تمكنوا من تهدئة المحتجين وإعادة فتح الطريق بعد تقديم وعود بتسوية الوضعية يوم غد.
احتجاجا على فوضى مسح الأراضي
مواطنون يحتجون ويغلقون مقر بلدية تالة إيفاسن في سطيف
أغلق، صبيحة أمس، العشرات من المواطنين مقر بلدية تالة ايفاسن بسطيف، احتجاجا على فوضى مسح الأراضي التي هزت المنطقة بسبب النزاعات بين المواطنين لعدم ضبط الأمور في الملكيات الحقيقية للأراضي.
ومنع المحتجون الموظفين والمواطنين من دخول مقر البلدية، مبدين تذمرهم الشديد تجاه الفوضى التي خلفتها عملية مسح الأراضي التي تمت مؤخرا بالمنطقة، محملين رئيس البلدية مسؤولية ذلك الذي اتهموه بالتواطؤ مع هذه المصالح التي لم تستكمل 10 بالمائة من مهامها لتعلن عن انتهاء العملية، إذ اكتشف السكان فيما بعد أن ملكياتهم تابعة لأشخاص آخرين كما تم وضع هكتارات في خانة المجهول، بالإضافة إلى تسجيل هكتارات على أسماء أشخاص لا يملكون في الحقيقة مترا مربعا، فقد تم تسجيل على سبيل المثال 138 هكتارا باسم شخص يقطن بمركز تيزي نبراهم وهو في الحقيقة لا يمتلك مترا من هذه الحصة المتواجدة في المنطقة الريفية، وهذا بالرغم من حيازة الملاك الحقيقيين على عقود مشهرة وحيازات تثبت ملكيتهم لهذه الأراضي الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات حسب المواطنين حول مصداقية العملية التي أجراها أعوان المسح خلال الأيام الماضية.
تجدر الإشارة إلى أن ممثلي القرى تم استقبالهم قبل أسبوعين من طرف مدير مسح الأراضي لمناقشة المشكل لكن الأمور تتطلب إعادة المسح من جديد لأن الحصيلة الأولية تشير إلى وجود أكثر من 5 آلاف مواطن يعانون من هذا المشكل وبالتالي فالحلول الترقيعية لن تكون مجدية.
أغلقوا محطة التزود بالمياه وقطعوا الطريق الوطني رقم 25
الماء يُخرج سكـان ثلاث قرى بعمر إلى الشارع
احتج سكان ثلاث قرى ببلدية عمر محطة الواقعة على بعد حوالي 20 كلم شمال عاصمة ولاية البويرة عن طريق إغلاق محطة التزود بالمياه الكائنة بقرية بني مليل، تعبيرا عن استيائهم من حرمانهم من التزود بالمياه في عز الصيف.
المحتجون يقطنون في كل من قرية قرية الروابحية وقرية أولاد ناصر وبني مليل، حرموا من الماء الصالح للشرب منذ أزيد من شهرين الأمر الذي تسبب في امتعاضهما لشديد خاصة ونحن نعيش اجواء فصل الصيف الذي يكثر فيه الطلب على هذه المادة الضرورية وبالرغم من رفع السكان لانشغالهم هذا إلى الجهات المعنية إلا أنه لا جديد ظهر إلى حد الآن الأمر الذي دفع بهم إلى تنظيم احتجاج تنديدا بسوء توزيع المياه، وذلك أمام المحطة الثالثة للتزويد بالمياه الكائنة ببني مليل حيث قامو بإغلاقها مطالبين السلطات بالتدخل العاجل.
كما أقدم شباب القرى الثلاث على الاحتجاج بقطع الطريق الوطني رقم 25 الذي يربط بين بلدية عمر محطة وبلدية ذراع الميزان بتيزي وزو الامر الذي تسبب في شل حركة المرور لساعات.
طالبوا بمناصب دائمة وبسيارات إسعاف
عمال عيادة المدينة الجديدة بليل بحاسي الرمل يُضربون عن العمل
احتج أمس عمال التوقيت الجزئي بالعيادة المتعددة الخدمات بالمدينة الجديدة بليل جنوب الأغواط، للمطالبة بتسوية وضعيتهم المهنية العالقة منذ سنوات لاسيما ما تعلق بتمديد ساعات العمل حسب التوقيت المعمول به بمختلف الإدارات العمومية. واكد هؤلاء أنهم يئسوا من الوعود في كل مناسبة يحتجون فيها غير مستوعبين بقاءهم يشتغلون لسويعات قليلة مقابل تقاضيهم رواتب لا تتعدى 10 آلاف دينار في أحسن الاحوال، وهم الذين يعيلون عائلات متعددة الافراد، مطالبين ـ على غرار نظرائهم بالمؤسسة الاستشفائية ببلدية حاسي الدلاعة وقصر الحيران والأغواط وافلو ـ بضرورة تحرك الجهات الوصية للقيام بما يجب القيام به، بعدما ضاقت بهم كل السبل لتحسين مستواهم المعيشي. وفي المقابل لم قال من تحدثوا لـ«البلاد » بنبرة كلها غضب واستياء إن سيارة إسعاف وحيدة وأحيانا معطلة، لا يمكن باي حال من الأحوال أن تغطي مجمل الحالات الاستعجالية، لاسيما حوادث المرور التي يشهدها دوما الطريق الوطني رقم واحد.