جاء قرار الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بتعيين رابح ماجر، ناخبا وطنيا بمساعدة الثنائي مزيان إيغيل وجمال مناد، ليقضي بشكل نهائي على أحلام وطموحات الموجة الجديدة من المدربين الشباب، والتي اكتسحت الأندية الجزائرية خلال السنوات الأخيرة، إلى درجة أنها أصبحت موضة قضت على « نجومية » المدربين القدامى والمحنكين في البطولة الوطنية.
حيث برزت أسماء كـ: »نور الدين زكري وخير الدين مضوي واليامين بوغرارة ومنير زغدود وحتى شريف الوزاني »، مقابل أفول نجومية مدربين سيطروا على تدريب الأندية الجزائرية لسنوات طويلة، على غرار عبد الرحمن مهداوي ويونس افتيسان ونور الدين سعدي وحتى جمال مناد نفسه، وهو المتواجد ضمن الطاقم الفني لـ »الخضر ».
وكان الكثير من المتابعين يتوقع أن تراهن الفاف على هذه الموجة من المدربين الشباب في المنتخب الوطني ومختلف المنتخبات الوطنية الأخرى، خاصة في ظل تألق بعض الأسماء « الشبابية » في الساحة التدريبية الوطنية، في صورة خير الدين مضوي حاصد الألقاب مع فريق وفاق سطيف، وخاصة لقب رابطة أبطال إفريقيا 2014 والمشاركة في كأس العالم للأندية، وهو الإنجاز الذي لم تسجله الأسماء المتواجدة ضمن طاقم رابح ماجر، كما أن المدرب السابق لوفاق سطيف، نور الدين زكري خريج المدرسة التدريبية الإيطالية، كان ليكون بدوره واحدا من أبرز المرشحين للتواجد ضمن القائمة « القصيرة » للفاف، بالنظر للنتائج الكبيرة التي سجلها مع الأندية التي دربها في الجزائر وحتى خارجها، رغم العراقيل التي عانى منها في مشواره التدريبي لحد الآن بسبب خلافه مع الرئيس السابق للاتحاد الجزائري لكرة القدم، محمد روراوة، فضلا عن شريف الوزاني الذي كان يستحق التفاتة من الفاف، بالنظر لما حققه من نتائج مع مختلف الأندية التي دربها، وعلى رأسها اتحاد بلعباس.
ويعد عدم اعتماد رئيس الفاف، خير الدين زطشي، على أي واحد من المدربين الشباب في « الخضر » أو المنتخب المحلي، ما دام أن المديرية الفنية شيء آخر، بمثابة إقصاء لهؤلاء المدربين، بعد أن فضل عليهم أسماء « أرشيفية » على حد تعبير « الفايسبوكيين » والجزائريين المنتقدين لخيار ماجر ناخبا وطنيا، لا سيما أن صاحب الكعب الذهبي ابتعد عن الميادين لفترة 15 سنة، في حين عمل إيغيل ومناد لفترات متقطعة مؤخرا، وهم الذين يحسبون على المدرسة « القديمة »، ويتضح أن زطشي اتخذ قراره استنادا إلى معايير « ربح » ود اللاعبين القدامى وتغاضي « شرهم »، بسبب الانتقادات الكبيرة التي وجهها لاعبو الثمانينيات للفاف وكثرة حديثهم عن التهميش الذي طالهم رغم تألقهم المونديالي سنة 1982، الأمر الذي جعلهم يحظون بفرصة لدى زطشي من منطلق « الشرعية التاريخية » التي لطالما تحدثوا بها في السنوات الأخيرة وتجاهلها حتى الرئيس السابق محمد روراوة.
ويعد قرار الفاف بمثابة « دفن » لطموحات هذه الموجة الجديدة من المدربين الجزائريين، وسيجعلهم يقفون هذه المرة موقف اللاعبين المحليين أمام اللاعبين المحترفين في المنتخب الوطني خلال السنوات الأخيرة، حيث أقصوا من حسابات الفاف في كل مرة، وهو ما سيكون مصير مضوي وزكري وبوغرارة وغيرهم أمام لاعبي جيل الثمانينيات الذين يبدو أنهم سيطروا على الفاف و »لواحقها » بعد سنوات من الانتقاد اللاذع لها، في حين التزمت فيه الأسماء البارزة من الموجة التدريبية الشابة في الجزائر الصمت واكتفت بالتحليل المتوازن والكروي بعيدا عن أي أطماع في أي منصب.