تلاميذ يوجهون إلى تخصصات خارج ولاياتهم لاعتماد التقسيم بالدوائر
شهدت عملية سحب كشوف العلامات وشهادات النجاح الخاصة ببكالوريا 2015، استياءا كبيرا وسط التلاميذ الناجحين من مختلف الشعب بسبب عدم تمكنهم من الحصول على التخصصات المرغوب فيها، على الرغم من تحصلهم على معدلات بتقدير جيد أو قريب من الجيد، في حين تم إعطاء ناجحين آخرين تخصصات بولايات أخرى على الرغم من تواجدها بالولاية التي يقطنون بها.
عبر العديد من التلاميذ الناجحين في شهادة البكالوريا عن استيائهم وغضبهم الشديدين من التخصصات التي يسمح لهم في التسجيل بها، أين أجمع التلاميذ الذين التقت بهم « البلاد » بأن هناك خلل كبير في التوجيه، قائلين بأن النجاح في شهادة البكالوريا ليس كل شيء لأن المعدل هو من يرهن مصير التلميذ ويحدد مصير تسجيله في التخصص الأنسب.
فيما بقي العديد من الناجحين في حيرة من أمرهم من التخصص الذي يسجلون فيه، لان معدلاتهم لا تسمح بالتسجيل في تخصصات تليق بهم، أين قالت إحدى الناجحات من شعبة علوم طبيعية بأنها على الرغم من تحصلها على معدل 14 إلى أن التخصصات التي تسمح لها بالتسجيل بها محدودة وليس لديها الاختيار ، خاصة وأنها كانت تحلم بأن تسجل بكلية الطب إلى ان معدلها لا يسمح لها لأن المعدل المخول للتسجيل بها ارتفع كبيرا هذا العام، هذا ما جعلها في حيرة من أمرها.
ونفس الشيء بالنسبة لسارة التي تحصلت على معدل 11.92 التي كانت ملامح الغضب بادية على وجهها ورفضت التحدث معنا في البداية والتي ازداد غضبها عند سؤالنا لها عن التخصص الذي تود التسجيل فيه، أين ردت علينا بحزن كبير قائلة : « هذا هو سبب حزني فمعدلي لا يسمح لي بالتسجيل في التخصص الذي أريده، فكنت أريد ان أسجل في الهندسة المعمارية »، وأضافت بالقول : « لقد ذهبت فرحة البكالوريا فما الفائدة من أن تتحصل عليها ولا تسجل في التخصص الذي تريده، وأنا أفكر في إعادة البكالوريا، حتى أدرس التخصص الذي أريده وسأعمل على أن أحصل على معدل مرتفع ».
في الوقت الذي بقي فيه التلاميذ الناجحين أنفسهم حائرين في اختيار التخصص المناسب لهم، تفاجأ تلاميذ آخرين بمنحهم تخصصات خارج الولاية التي يقطنون فيها، كما هو حال التلميذة رشا التي وجدناها أمام إدارة جامعة الجزائر 1 جاءت للاستفسار رفقة والديها، والتي قالت بأنها تقطن في الجزائر العاصمة وكل التخصصات المسموح لها بالتسجيل فيها الممنوحة لها كلها بولاية البليدة، هذا ما أثار استياءها واستياء عائلتها التي استغربت الأمر، ونفس الشيء حصل لصديقتها التي جل التخصصات التي يسمح لها بالتسجيل فيها خارج العاصمة، ما دفع بهم إلى رفع انشغالهم لإدارة الجامعة.
ومن جهته نائب رئيس جامعة الجزائر 1 المكلف بالبيداغوجيا سلامي عزيز كشف في تصريح لـ »البلاد » بأنه للمرة الأولى يتم استعمال التقسيم بالدوائر، وبالتالي يمكن توجيه التلاميذ إلى تخصصات خارج الولاية التي يسكنون بها بناءا، مشيرا إلى أنه بغض النظر عن تلك المدينة إن كانت تابعة للولاية الأصلية ام لا ولكن يتم الاختيار بناءا على مقر السكن الأقرب للمؤسسة الجامعية.
وأضاف سلامي بأنه تم تخصيص فضاء مفتوح للطلبة الحائرين في اختيار التخصص الذي يليق بهم ، حيث تم تجنيد طاقم إداري ، بيداغوجي وعلمي متكون من أساتذة وموجهين وبيداغوجيين مؤطرين، لمساعدة حاملي شهادة البكالوريا الجدد وتوجيههم سيما وأن العمليات التي يقومون بها يتم اتخاذها بمحمل جد من طرف المعهد العالي للإعلام الآلي أثناء التوجيهات، إلى جانب وضع أجهزة كمبيوتر تحت تصرفهم، مشيرا إلى أن التسجيلات الأولية ستدوم إلى غاية 16 جويلية أين يملك التلاميذ الوقت الكامل للتفكير في التخصص المناسب، كما ان التأكيد على التسجيلات سيكون ابتداءا من 20 إلى غاية 21 جويلية، اما التسجيلات النهائية فستنطلق ابتداءا من 29 جويلية إلى غاية 06 أوت.