انقلبت الكثير من المعطيات بخصوص حلقات الانتقادات الموجهة ضد رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، حيث استعاد توازنه نسبيا موازاة مع الانقسام الحاصل في الشارع الرياضي، ما سمح لروراوة بالحديث من موقع قوة بخصوص مستقبله على رأس « الفاف »، وهذا على الرغم من مهزلة « كان 2017 » بالغابون، حين غادر « الخضر » المنافسة من الدور الأول.
توحي المؤشرات الأخيرة بأن محمد روراوة قد أحدث تفوقا نسبيا على خصومه ومنتقديه، خاصة بعد كسبه التدريجي لورقة الجماهير الكروية التي مالت إليه بشكل واسع في المدة الأخيرة، بناء على ردود الأفعال ووجهات النظر التي يفرزها الشارع الرياضي، ما جعل الكثيرين يفضلون معارضة كل من يعارض روراوة، وهذا ليس حبا ووفاء له بالضرورة، ولكن بناء على ما وصفته بعض الأطراف بـ »الحملات والانتقادات المشبوهة » التي تطال حسبهم الرجل الأول في الاتحادية بطريقة لا تستند إلى أسس النقد الكروي، ما جعل روراوة يلقى تأييدا من شريحة هامة، موازاة مع تحضير رؤساء الأندية والرابطات الجهوية لعريضة مساندة قبل أيام قليلة على عقد الجمعية العامة لـ »الفاف »، وهي المؤشرات التي توحي مبدئيا بتجديد الثقة في شخصه ودعوته إلى مواصلة مهامه على رأس الاتحادية.
وإذا كان الشارع الكروي وشريحة واسعة من النقاد والمتتبعين قد أجمعوا على الفشل الذريع لروراوة، بسبب العديد من القرارات غير الموفقة التي اتخذها، وانعكست سلبا على واقع ومستقبل المنتخب الوطني، وفي مقدمة ذلك ملف العارضة الفنية التي تداول عليها 4 مدربين في أقل من عام، إلا أن الحملات والانتقادات التي وصفها البعض بغير البريئة فتحت آفاقا جديدة لروراوة ترشحه للبقاء على رأس « الفاف » دون مزاحمة من عديد الطموحين في خلافته، على غرار سرار وزطشي والبقية، وهو ما يوحي آليا بأن المعارضة التي تلقاها روراوة موازاة مع خروج « الخضر » من الدور الأول كانت ظرفية، قبل أن تعود موازين القوى لصالحه بشكل كبير، خاصة بعد أن تراجعت أطراف نافذة عن تحميله مسؤولية الإخفاق، في انتظار معرفة مستجدات أخرى موازاة مع عودته إلى أرض الوطن مطلع الشهر الداخل.
وكان محمد روراوة قد تلقى انتقادات لاذعة من محللين وتقنيين، أغلبهم حملوا ألوان « الخضر » في فترة الثمانينيات، بشكل يعكس الحرب الباردة التي تسود علاقته مع هذا الجيل على مر الأشهر الأخيرة، إلا أن مبالغة بعض المدربين والتقنيين واللاعبين القدامى في انتقاد روراوة انعكس عليهم سلبا، بسبب عدم مراعاتهم لماضيهم الفاشل، سواء مع الأندية أو المنتخب الوطني، ما جعل تحليلاتهم عديمة الجدوى، وسمح في الوقت نفسه برفع أسهم روراوة ضد الكثير من خصومه ومعارضيه.