- البحبوحة « راحت ».. المحليون أول الضحايا والقادم أسوأ
- زملاء محرز سيضيعون سفريات الخمسة نجوم والفنادق الملكية
-
كشفت سفرية المنتخب المحلي، الثلاثاء إلى تونس لمواجهة المنتخب الرواندي وديا، حقيقة المتاعب المالية الكبيرة التي يعاني منها الاتحاد الجزائري لكرة القدم في ظل غياب الممولين وشح المداخيل، في عز سياسة التقشف التي تضرب عديد القطاعات في البلاد، حيث سافرت بعثة « الخضر » ولأول مرة منذ سنوات على متن طائرة « أ تي آر » المخصصة في غالب الأحيان للرحلات الداخلية.
وتعوّد المنتخب الوطني على السفر على متن طائرات البوينغ والأيرباص الكبيرة، في مؤشر واضح لا يقبل أي تأويل آخر، غير عجز هيئة خير الدين زطشي عن توفير خدمات الخمسة نجوم التي كان يستفيد منها « الخضر » سابقا، بدليل أن الفاف نشرت بيانا جديدا « تتسول » فيه الممولين للتعاقد معها بعد فشل المناقصة الأولى التي أطلقتها منذ فترة، على اعتبار أن هيئة زطشي تلقت عرضا وحيدا فقط لا يسمن ولا يغني من جوع، بعد أن كان الممولون يتنافسون ويتهافتون على صورة « الخضر » في السنوات الفارطة.
وكان لاعبو المنتخب المحلي أول ضحايا المتاعب المالية التي تعاني منها الفاف مؤخرا، بعد أن سافروا على متن طائرة « أ تي آر » تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، قامت الفاف بتأجيرها لنقل التشكيلة الوطنية، والمعروف أن هذه الطائرة المشتغلة بمحركي مراوح، أقل تكلفة من طائرات البوينغ والأيرباص ذات المحركات النفاثة، والتي تعودت الفاف على تخصيصها لسفريات المنتخب الوطني لوضع اللاعبين في أفضل وأعلى درجات الراحة، مادام أن السفر على مثل هذه الطائرات يستغرق وقتا أقل مقارنة بطائرات « أ تي آر »، والتي هي في الأصل ضيقة ولا توفر نفس سبل الراحة للاعبين، ما يبرز بأن عهد البحبوحة و »التفشاش » الذي كان يحظى به المنتخب الوطني قد ولّى.
وكان لاعبو المنتخب المحلي أول ضحاياه، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول استعداد هيئة زطشي لتخصيص نفس الطائرة للمنتخب الأول وزملاء محرز مستقبلا، في وقت لم يتعود فيه هؤلاء على مثل هذه السفريات الأقل راحة، ولو أن المعطيات الأولية تصب في خانة تخلي الفاف عن سياسة الرفاهية الكروية بسبب شح الأموال وانحصار عدد الممولين، بعد أن كان رئيس الفاف، خير الدين زطشي، أعلن عن دعمه لسياسة توقيع اتفاقيات شراكة مع الاتحادات الكروية الإفريقية، تتعلق بتكفل هؤلاء بإقامة « الخضر » ببلدانهم والعكس صحيح، ما يعني بأن زملاء براهيمي سيودعون دون شك سفريات الخمسة نجوم والفنادق الملكية، بعد أن دخلت الفاف في حالة « الصدمة المالية » نتيجة الأزمة الاقتصادية وشح الممولين والإقصاء من مونديال روسيا 2018، بعد أن كانت كأس العام مصدرا رئيسيا لمداخيل الفاف منذ سنة 2009.
الفاف تفشل في جلب الممولين وتطرح مناقصة جديدة
وظهرت متاعب الاتحاد الجزائري لكرة القدم بشكل واضح، في البيان الذي نشره، أول أمس، على موقعه الرسمي على شبكة الانترنيت، عندما أعلن عن طرح مناقصة جديدة للحصول على عقود تمويلية جديدة للمنتخب الوطني والفاف، في الفترة الممتدة من مارس 2018 إلى مارس 2021، لعدم جدوى المناقصة الأولى التي كانت فاشلة على طول الخط، بما أن الفاف حصلت على عرض وحيد فقط، وهو ما يثبت « هجرة » الممولين والمؤسسات الاقتصادية للفاف و »الخضر »، بعد أن أصبحت صورة المنتخب الوطني غير برّاقة وغير مغرية بسبب توالي النتائج المخيبة والإخفاقات، آخرها كان الإقصاء المونديالي، الذي ضيع على الفاف الحصول على عشرة ملايين دولار على الأقل من خزينة الفيفا، وهو ما كان استفاد منه روراوة في وقت سابق عندما تحصلت الفاف على ما قيمته 20 مليون دولار من المشاركة في مونديالي 2010 و2014، علما أن الخلفية التي تزين مختلف الندوات الصحفية لرئيس الفاف والمنتخب الوطني، أصبحت تضم أسماء عدد محدود جدا من الممولين، في وقت كانت تكتظ فيها بالأسماء خلال فترة سابقة، خاصة في عز تألق « الخضر » والمشاركة في مونديال البرازيل 2014، أين كان الممولون يتهافتون على التعاقد مع الفاف قبل أن تتسبب سياسة التقشف في دخول هذه الهيئة الكروية في أزمة قد تكون وخيمة إن طال أمدها مستقبلا.
وكان بعض الممولين السابقين قد انسحبوا من تمويل الفاف من خلال فسخ العقود المبرمة بين الطرفين أو عدم تجديدها تباعا، على غرار ما قامت به شركة بيجو للسيارات ومؤسسة « ألجي » للأجهزة الالكترونية والكهرومنزلية، فضلا عن مؤسسة عمر بن عمر آخر مؤسسة لا تظهر على خلفية النشاطات الرسمية للفاف، والتي لم تعد أسماؤها حاضرة في ندوات الفاف ولا المنتخب الوطني، ما يهدد الميزانية المالية لهيئة خير الدين زطشي، على اعتبار أنها فقدت مداخيل قارة من الأموال دون تعويضها ومهددة بفقدان مداخيل أخرى.
هذا ولم يتطرق رئيس الفاف الجديد، خير الدين زطشي، خلال خرجاته الإعلامية الأخيرة ولا حتى خلال عرضه لبرنامج عمله، إلى الإستراتيجية والخطة التي سيلجأ إليها من أجل تعويض الممولين السابقين للفاف ومواجهة الخسائر المالية لهيئته بتضييع تلك المؤسسات وحتى مداخيل المشاركة في كأس العالم، في وقت تتقلص فيه احتياطات خزينة الاتحاد الجزائري لكرة القدم تدريجيا، ما ينبئ بأزمة مستقبلية قد تكون وخيمة على الفاف والمنتخب الوطني المتعودين على البحبوحة المالية قد تصل حدود « الإفلاس ».