عاش الصغير عبد الرحمان سرحان..يتيم الأب اليوم الاثنين على وقع تجسيد حلم اعتلاء سدة حكم شرطة تيبازة في إطار المبادرة التي أطلقتها جمعية الرحمة بالتنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني تحت اسم « تحقيق حلم يتيم ». و كانت البداية في حدود الساعة العاشرة صباحا عندما التحق الصغير عبد الرحمان ذو الثماني سنوات في الزي الرسمي للشرطة الجزائرية برتبة ملازم أول مكتب رئيس الأمن الولائي لتيبازة مراقب الشرطة جاي جاي سليم وتبادل أطراف الحديث عن أحلامه في مكافحة الجريمة وآماله في رؤية الجزائر آمنة و سالمة. الصغير عبد الرحمان الذي ذاق طعم اليتم وسنه لا يتجاوز الأربع سنوات.. غمرته السعادة ببراءة خالصة و هو يجلس على مكتب رئيس الأمن الولائي بعيدا عن مقاعد الدراسة.. تقمص الدور ببراعة عندما ضبط أوتاره على الصرامة والانضباط وهو يحدق بعينه يمينا وشمالا وسط تهافت المصورين على أخذ صورة تذكارية له. بدا واثقا من نفسه ومصر على مواصلة الحلم…بادل رئيس الأمن الولائي التحية الشرطية بعدما كرمه تشجيعا و تحفيزا له على المثابرة و الاجتهاد قبل أن يلتحق بقاعة الاجتماعات أين شارك رفقة إطارات مصلحة الأمن العمومي الاجتماع اليومي لضبط مخطط العمل حيث تفاعل مع الأجواء وبدا جد مهتما بجدول الأعمال… تساءل عن عمل و مهام الشرطة.. عراقيل الميدان و حقيقته. مغامرة الصغير عبد الرحمان المولع بسلك الشرطة متأثرا بخاله المنتمي لجهاز الأمن الوطني لم تتوقف عند هذا الحد بل تواصلت في الميدان و قاد شخصيا بوسط مدينة تيبازة عمليات تسيير حركة المرور.. و تحسيس السواق وسط تفاعل قوي للمارة وأصحاب العربات ما ترك آثارا إيجابية على نفسية الطفل. و بلغ عبد الرحمان « ذروة » أحلامه عندما التحق بفرقة البحث والتحري كقائدا لدورية عادية لتفقد أوكار الجريمة و الرذيلة.. وكله عزم وإصرار على مكافحة الجريمة في زي أضفى عليه هيبة وحاملا بيده جهاز الاتصال اللاسلكي ويسدي الأوامر للأفراد بنظرات « ثاقبة » تعبر عن مدى اعتزازه بالدور الذي تقمصه قبل أن يسدل الستار على المبادرة بتكريمه وأخذ صور تذكارية مع عناصر الشرطة.