منحت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قائد المنتخب الوطني السابق مجيد بوقرة، منصبا فوق العادة ضمن الطاقم الفني الوطني الذي يقوده المدرب القديم الجديد جورج ليكنس، مباشرة بعد إعلانه اعتزال كرة القدم والتحاقه بمجال التدريب.
مجيد بوقرة، الحاصل مؤخرا على شهادة التدريب للكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم- درجة ثالثة- ربما يستحق منصبا في الفاف، إلا أن دور المنسق أو مهمة التواصل بين ليكنس ولاعبيه يطرح عديد التساؤلات، اعتبارا أنه لا يوجد أي داع لخلق منصب مماثل. فالمدرب الحالي للخضر بلجيكي ويتحدث اللغة الفرنسية، كما يعرف أغلب لاعبي المنتخب الوطني حتى قبل عودته للمرة الثانية إلى الجزائر، ومن المستعبد أن يكون في حاجة إلى من يساعده في عملية التواصل أو تلقين رفقاء بن طالب فلسفته الكروية.
من جهة أخرى، فإن المنصب الجديد الذي عيّن فيه بوقرة ربما كان نافعا للفريق في عهد المدرب السابق الصربي رايفاتس، الذي يتحدث الصربية ولا يجيد الإنجليزية ولا الفرنسية، ما يعني أن قيام » الماجيك » بدور المنسق وتحسين التواصل ما بين اللاعبين والمدرب يؤكد وجود مشكل حقيقي داخل المنتخب الوطني.
في ذات السياق، يعكس استنجاد الفاف بالقائد السابق للخضر مدى مخاوفها من تصرفات بعض اللاعبين الذين قد ينتفضون في أي لحظة ضد المدرب البلجيكي، وهو الذي ترك انطباعا لدى أغلبية المتتبعين بعدم امتلاكه شخصية قوية، وعجزه عن التحكم في المجموعة التي قد تعارض بعض خياراته، ما يجعل من » الماجيك » رجل الإطفاء المناسب لتهدئة الوضع وشرح الأمور جيدا للاعبين عندما يتطلب الأمر، سواء أثناء التربص الجاري في سيدي موسى أم عندما يكون الفريق في الغابون.
ولم ينس رئيس الفاف، محمد روراوة، قنبلة دكة البدلاء التي انفجرت في وجه المدرب السابق كريستيان غوركوف، بعد هزيمة الفريق على يد منتخب غانا بهدف لصفر في الدور الأول من كأس أمم إفريقيا 2015 بالغابون، والدور الذي كان لعبه بوقرة لإخماد ثورة اللاعبين البدلاء ، بحيث ساعد كثيرا المدرب السابق للخضر للتحكم آنذاك في الأوضاع، وهو الأمر الذي شجّع الفاف على منح بوقرة منصبا فوق العادة ضمن الفريق الوطني.
إلى ذلك، اعتبرت عديد المصادر أن استدعاء الكهل جمال مصباح من جديد، وعدم منح الفرصة للشاب فرحاني المتألق مع شبيبة القبائل، يدخل ضمن ذات الاستراتيجية، مؤكدة أن عودة مدافع نادي كروتون الإيطالي لم تكن على أساس اختيارات فنية بقدر ما كانت للقيام بنفس الدور الذي أوكل إلى مجيد بوقرة.
في نفس الاتجاه، فإن تعيين ديويلد باتريك، مساعدا أولَ للمدرب ليكينس، ومجيد بوقرة لضمان التواصل بين اللاعبين والتقني البلجيكي، يطرح علامة استفهام كبيرة بخصوص الدور المنوط بالمدرب نبيل نغيز وكذا مهمة المساعد الآخر برتبة مناجير يزيد منصوري، في وقت تؤكد عديد المصادر أن مغادرتهما المنتخب الوطني ستكون مباشرة بعد « كان » الغابون.