باتت الكرة الجزائرية مهددة بإيقاف كامل نشاطاتها وتسليط أقصى العقوبات على الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف)، من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وهذا بسبب تدخلات وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، غير القانونية والمنافية لأخلاقيات اللعبة والميثاق الأولمبي.
رغم أن أنظمة وقوانين « الفيفا » واضحة وصارمة بشأن تنظيم الجمعيات الانتخابية لتنصيب رئيس اتحاد جديد، حيث تشجع وتدعو لممارسة الديمقراطية في اختيار أعضائها من الاتحادات المحلية، وتدخل في مواجهة مباشرة مع الحكومات والدول لفرض إرادة ناخبي أسرة كرة القدم، دون أي تدخل حكومي، إلا أن مناورات الوزير ولد علي لاتزال قائمة من أجل فرض منطقه وخيار تعيين رئيس نادي بارادو خير الدين زطشي على رأس « الفاف »، تحت ضغط بعض الأطراف و »اللوبيات » التي تسعى لبسط سيطرتها على كرة القدم الجزائرية، للتحكم أكثر في تسيير وتوجيه الرأي العام، على اعتبار أن لعبة كرة القدم تعد بمثابة « أفيون » الشعوب، وأحد الأوراق الرابحة التي تستخدمها حكومات دول العالم لتهدئة وتنويم الجبهة الاجتماعية.
وتطرح هذه التدخلات العلنية من قبل وزير القطاع العديد من التساؤلات، والتي من شأنها أن تؤدي إلى الانسداد، ما يستدعي تدخل الاتحاد الدولي الرافض وبشدة لمثل هذه التصرفات.
ومعلوم أن الهيئات الكبرى في صورة الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الإفريقي والآسيوي والأوروبي، تملك أقساما تابعة للجنة الإعلام، مخصصة لقراءة ومتابعة كل ما يرد في وسائل الإعلام بأنواعها التي تتحدث عن كرة القدم بكل لغات العالم، وبالتالي فـ »الفيفا » على دراية بكل صغيرة وكبيرة تحدث في كرة القدم الجزائرية، خاصة على مستوى الاتحاد الجزائري، حتى في حال عدم تقديم أي شكوى من أي طرف ما.
فضلا عن ذلك، فإن مفاوضات الوزير ولد علي، مع رؤساء الفرق المحترفة ولجنة الترشيحات على حد سواء، من أجل التراجع عن قرار تأجيل موعد الجمعية العامة الانتخابية إلى غاية 27 أفريل بدلا من 20 مارس، وتمديد فترة إيداع الملفات لأسبوعين إضافيين، باءت بالفشل رغم طرح العديد من المقترحات، حيث تمسك رئيس لجنة الترشيحات علي باعمر بموقفه القاضي بالتأجيل وفتح باب الترشح أمام الراغبين مرة أخرى.
وأمام هذا الوضع والضغوطات التي يحاول ولد علي فرضها على اللجنة ورؤساء الأندية المحترفة، هدد رئيس شبيبة القبائل محند الشريف حناشي وزملائه بالانسحاب ومقاطعة فعاليات الرابطتين الأولى والثانية، الأمر الذي قد يؤدي حتما إلى تدخل « الفيفا » في هذه الحالة، لتبقى الكرة الجزائرية في ظل الأوضاع السائدة مهددة بدخول النفق المظلم.