تتفاوض الجزائر مع شركات أسلحة روسية لإبرام صفقات تسليح، حيث أعلنت هيئة التعاون العسكري والفني الفيدرالي الروسي، انه من المقرر إجراء مباحثات مع الشركاء الجزائريين، في خطوة تعد الأولى من نوعها، حول عقود توريد الطائرات، ومنظومات الدفاع الجوي إلى الجزائر.
وذكرت هيئة التعاون العسكري والتقني الفدرالي الروسي، أن روسيا تخطط لبحث مسألة توريد المعدات الجوية إلى الجزائر خلال أعمال معرض “ماكس 2017” الدولي للطيران والفضاء. وأوضح دميتري شوغاييف، مدير هيئة التعاون العسكري والتقني الفدرالي الروسي في تصريح صحفي أن الهيئة تخطط لإجراء مباحثات مع الشركاء الجزائريين، والأتراك حول مسألة توريد الطائرات، ومنظومات الدفاع الجوي إلى الجزائر، وتركيا. مشيرا بأن المباحثات مع الجزائر في هذا الشأن تجري لأول مرة.
وتستضيف مدينة جوكوفسكي الروسية الواقعة بضواحي العاصمة موسكو معرض “ماكس 2017″الدولي للطيران والفضاء الذي افتتح اليوم، ويستمر لغاية يوم 23 جويلية الحالي.
الجزائر تواصل دعم قدراتها الدفاعية
صفقات السلاح التي يجري التفاوض بشأنها بين الجزائر و روسيا، لدعم القوات الجوية، وقوات الدفاع الجوي عن الإقليم، تأتي ضمن الإستراتيجية التي وضعتها المؤسسة العسكرية لدعم القدرات الدفاعية، وهو ما أكده رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح، في افتتاحية العديد الأخير لمجلة “الجيش” الذي قال بان احترافية الجيش يرتكز على مبدأ تعزيز القدرات الدفاعية، وكذا ترقية الأداء العسكري للأفراد والوحدات، واكتساب الحنكة القتالية الفردية والجماعية المطلوبة، مع إضفاء طابع المرونة والتكامل على الأعمال القتالية والاستعداد الكامل لتحمل المهام الموكلة إليها.
وأوضح الفريق قايد صالح، بان الجهود الرامية لبناء قوات مسلحة قوية، ترتكز على محاور رئيسية، تتعلق أهمها بالتكوين والتدريب، التصنيع واقتناء التجهيزات والمعدات الحديثة، وتطوير المنشآت، وإرساء قاعدة للصناعات العسكرية، وتطويرها بالاعتماد أساسا على القدرات الذاتية المادية منها والبشرية، وبالتعاون مع الشركاء الأجانب بغرض تلبية احتياجات القوات المسلحة.
وشرعت روسيا من سنوات في تطبيق اتفاق تعاون واسع مع الجزائر من أجل تزويدها بأحدث الأسلحة. وذكر مسؤولون روس، ومن أكثر أنواع الأسلحة الروسية طلبا، طائرات ”سوخوي”، و”ميغ” المقاتلتين، والسفن الحربية، وأنظمة الدفاع الجوي، والطوافات، والدبابات، وناقلات الجنود المدرعة، ومركبات المشاة القتالية.
وكشف تقرير رسمي، أن روسيا تظل المصدر الأول للجزائر بالمعدات الحربية منذ 24 سنة. ففي العام 2015 بلغت واردات الجزائر من العتاد العسكري الروسي نصف مليار دولار. وجاء في التقرير، الذي نشرته وكالة “تاس” الروسية”، العام الماضي، أن التجهيزات العسكرية الروسية المصدرة للجزائر متنوعة وتخص القوات البرية والجوية والبحرية. ومن أهمها الدبابة القتالية الشهيرة “تي. 90 أس أي”، التي تسلم الجيش الشعبي الوطني 67 نسخة منها شهر جويلية 2016، في إطار صفقة أبرمت عام 2014 وتتضمن تصدير 200 دبابة من هذا النوع،
وقال التقرير، إن القوات المسلحة الجزائرية تملك 508 دبابات من هذا الصنف، مشيرا إلى أن الجزائر ستتسلم طائرات عمودية هجومية من نوع “أم أي- 28 أن إي”، ومروحيات للنقل التكتيكي الثقيل صنف “أم آي 26 تي2” روسية صنع.
وأفاد التقرير بأن صفقة 2014 تتضمن تعهدا روسيا بتسليم الطلبية نهاية 2017، وأن القوات الجزائرية تبدي اهتماما كبيرا باقتناء نوع جديد من الدبابات القتالية هو “تي 14”. أما مروحيات نقل العساكر “أم آي 26 تي2″، فسيتم تصدير نسختين، كانتا قيد التجريب، وتضافان إلى 4 نماذج تدعمت بها القوات الجوية الجزائرية، فيما يتم تصدير 8 أخرى منها الى غاية نهاية العام. وفيما يخص مروحيات “أم أي- 28 أن إي” فقد تسلمت الجزائر 6 نسخ أولى منها بين ماي وجويلية 2016 الماضيين. زيادة على ترقب تصدير غواصتين صنف “بروجيت- 636 إي” خلال العام 2018.
ونقل التقرير عن “مصدر عسكري روسي”، أن مسؤولي الصناعة الحربية الروسية يأملون في تطوير تجارة السلاح مع الجزائر، رغم الظروف الاقتصادية السيئة التي تعيشها الجزائر الناجمة عن انخفاض أسعار النفط.
الوضع على الحدود يفرض الحفاظ على جاهزية الوحدات القتالية
ويؤكد الخبراء والمحللون، أن الوضع المقلق على الحدود الجزائرية الشرقية والجنوبية، مع ليبيا ومالي، يفرض على الجزائر الإبقاء على وحداتها العسكرية في حالة يقظة دائمة، سواء من الجانب الاستخباراتي لرصد اي اعتداءات محتملة، أو من الجانب القتالي والعملياتي والذي يفرض تزويد الوحدات المرابطة على الحدود بتجهيزات عسكرية عالية الدقة ومعدات التصنت والرصد الجوي.
وقد وقعت الجزائر قبل أشهر مع شركات روسية صفقات اقتناء أسلحة بقيمة مليارين و800 مليون دولار.
وقالت صحف روسية، أن الجزائر طلبت مقاتلات مقنبلة روسية وطائرات مروحية. وذكرت أن الجزائر طلبت أكثر من عشر طائرات سوخوي 35. وهي طائرات مقاتلة متعددة الوظائف مثل الهجوم والدفاع والاعتراض. ويبلغ سعر كل طائرة ما بين 52 مليون دولار إلى 65 مليون دولار، حسب التجهيزات الحربية من صواريخ ورادارات وساعات الطيران.
وبرأي الخبراء، فان كل التجهيزات والمعدات العسكرية التي تقتنيها الجزائر، سواء الجوية أو البحرية، وكذا بالنسبة للوحدات المقاتلة على الأرض، موجهة لدعم القدرات الدفاعية، ومواجهة التهديدات المرتبطة بالوضع المضطرب في الدول المجاورة وعلى الحدود، منها الوضع المضطرب في ليبيا، وهي الدولة التي انطلقت من أراضيها المجموعة الإرهابية التي هاجمت حقل الغاز في تيقنتورين
tsa