تخلى وزير الشباب والرياضة الجزائري محمد تهمي عن واجب التحفظ الذي التزم به منذ تقديم الجزائر لملف ترشحها لتنظيم « كان » 2017، وفتح النار على الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ووصفها بالهيأة التي بات تسير خارج القانون والفاقدة للشفافية. وذهب أبعد من ذلك عندما كشف انه طلب رسميا من رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة تغيير موقفه من « الكاف ».
وقال تهمي لدى نزوله ضيفا على منتدى المنظمة الوطنية للصحافيين الرياضيين الجزائريين السبت بقاعة المحاضرات بملعب 5 جويلية،: »الطريقة التي أقصى بها ملف الجزائر من تنظيم نهائيات أمم إفريقيا 2017 فضح الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم، وأثبت أنها باتت تسير خارج القانون وتفتقد للشفافية، والدليل على ذلك أنه لحظة الإعلان عن فوز ملف الغابون لم تصاحبه تصفيقات من الحضور بل إن جميع من كان في القاعة ذهل للقرار وهو دليل آخر على أن ملف الجزائر يفشل وإنما فضح الهيأة الإفريقية« .
الكلام الصريح الذي أطلقه الوزير الجزائري تجاه العجوز الكاميروني وهيأته، لاسيما إعلانه رسميا عن طلبه من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بتغيير موقفها من « الكاف » وضرورة اتخاذها لإجراءات ملموسة لمعرفة ما جرى بالقاهرة يوم الثامن أفريل، فضلا عما قاله من خروج « الكاف » عن المسار القانوني في سيرها وافتقادها للشفافية، هي كلها بمثابة مؤشرات حقيقية من الدولة الجزائرية « بإعلان الحرب » على حياتو وهيأته، خصوصا وأن السلطات الرسمية الجزائرية تيقنت أنها كانت ضحية خيانة وعد قطعه العجوز الكاميروني الذي سبق له التعهد بأن اختيار منظم « كان » 2017 سيفصل فيه صندوق الانتخابات، وذلك قبل أن ينقلب على عقبيه ويرضخ لمنطق « الكولسة » والمنافع.
وكشف تهمي في هذا الشأن: »لقد سبق لحياتو أن تعهد في اجتماع رسمي لنا معه بالجزائر دام ساعة من الزمن، بأن نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 سيفصل فيها صندوق الانتخابات وهو الأمر الذي شجعنا على التقدم بملفنا لتنظيم هذه الدورة، لأنه وصلتنا معلومات عن طبخة غير قانوينة بدأت تحضر لصالح مرشحين آخرين ».
ولدى استدلاله على انزلاق « الكاف » إلى مسارات غير قانونية، كشف الوزير الجزائري، أنه وصلته معلومات قبل يوم واحد عن موعد اجتماع أديسا أبيبا للكونفدراليبة الافريقية لكرة القدم الخاص بالتصويت على هوية منظمي دورتي 2019 و2022 التي كانت الجزائر مرشحة لهما، بأن كوت ديفوار والكاميرون هما من سيفوزان بحق الترشح وهو ما حدث في الأخير.
والذي يجب أن تلام عليه الجزائر هو علم المسؤولين بهذه المخالفات التي تقوم بها « الكاف » ومع ذلك صدقوها ودخلوا في لعبتها قبل أن تنقلب عليهم. وهنا حاول الوزير تبرير الموقف بالقول: »الجزائر لم تفشل في افتكاك « كان »2017 وإنما فضحت « الكاف » التي باتت تفتقد للشفافية وحادت عن المسار القانوني وأصبحت تعترف بالكولسة، لكن أوكد ان الجزائر لن تعترف بالطرق غير القانونية وهي لم تستعمل منطق « الكولسة » الذي لانعترف به ولن نستعمله في المستقبل أبدا ».
ورد تهمي بقوة على القائلين ان ملف الجزائر لم يكن ثقيلا، بسبب افتقادها حاليا إلى ملاعب جاهزة من شانها احتضان « العرس » الإفريقي. مؤكدا أن مشكل الملاعب لا يطرح تماما بالنسبة للجزائر، لأن ملاعب مثل سطيف وسيدي بلعباس وغيرها وبجاية بإمكان تغيير أرضيتها في شهر ونصف وتصبح جاهزة لاحتضان المباريات. كما دعا رجال الإعلام الوطنية إلى عدم الانسياق وراء الطروحات المثبطة للعزائم.
وشدد وزير الرياضة أن الجزائر لديها امكانات لتنظيم اية تظاهرة رياضية مهما كان حجمها ودون مشكل في ظل وجود لجنة تنظيم وطنية عليا يقودها بنفسه وتتشكل من عدة قطاعات وزارية خاصا بالذكر وزارة الدفاع الوطني، وأنه على عكس تماما مما يروّج له البعض، فإن الجزائر نجحت وبامتياز في تنظيم بطولة العالم للمبارزة ودورة الجزائر الدولية للدرجات شهر مارس الماضي. مشيرا إلى تعاون الجميع في انجاح السباق الدولي الدراجات، مقدما الشكر إلى رجال الدرك والأمن الوطني والولاة الذين لم يبخلوا بتقديم كل إمكانياتهم.