شكّلت الهزيمة التي تلقاها المنتخب الوطني أمام نظيره القطري في المباراة الودية التي جمعتهما، أول أمس، بملعب « عبد الله بن خليفة » بالدوحة، مفاجأة بالنسبة للمشجعين الجزائريين ولكافة المتتبعين، الذين بدؤوا يتساءلون إذا كان التقني الفرنسي، كريستيان غوركوف يستجيب حقا للطموحات التي راهنت عليها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لتحقيقها برفقته.
بعد مرور ثمانية أشهر منذ التحاقه بالعارضة الفنية للخضر، خلفا للتقني البوسني وحيد خليلوزيتش، الذي كان نجح في بناء فريق قوي ومتماسك وقيادته إلى تحقيق تأهل تاريخي إلى الدور ثمن النهائي من كأس العالم 2014 بالبرازيل، لم يتمكن المدرب كريستيان غوركوف من الحفاظ على ذات الديناميكية، وأصبح أداء ومستوى المنتخب الوطني متذبذبين وفي تراجع مستمر من مباراة إلى أخرى.
ولم يفاجأ الجمهور الجزائري بالخسارة التي سجلها المنتخب الوطني أمام القطريين بقدر تفاجئه بالأداء الباهت المقدم في هذه المباراة الودية من طرف رفقاء ياسين براهيمي، الذين لم يتعاملوا مع هذه المباراة بجدية، وهو الأمر الذي سيتسبب في تراجع مكانة الخضر في ترتيب الفيفا المقبل باعتبارها ودية رسمية.
من جهة أخرى، فإن التبريرات التي قدّمها المدرب غوركوف لتفسير الهزيمة وتذبذب أداء العناصر الوطنية فوق الميدان غير مقنعة، حيث اكتفى بالتأكيد بأن المنتخب الوطني كان غائبا في هذه المباراة بدون توضيح أسباب ذلك.
في نفس السياق، ليست المرة الأولى التي يعجز فيها هذا المدرب عن إيجاد الوصفة اللازمة التي يحتاجها المنتخب الوطني، باعتبار أن أداء المنتخب الوطني في الـ 12 مباراة التي خاضها تحت قيادته لحد الآن لم يكن دائما في المستوى المطلوب، وهذا على غرار الصعوبة التي وجدها في المواجهتين اللتين جمعتاه بالمنتخب المالي لحساب تصفيات « كان » .2015
غوركوف فشل في أول حاجز حقيقي اصطدم به
وعلى ذكر كأس أمم إفريقيا 2015، التي كانت أول حاجز حقيقي يواجهه التقني الفرنسي بعد اجتيازه بسلام التصفيات، فشل غوركوف في تحقيق الأهداف المسطرة في هذه المنافسة، وتوقفت مسيرة المنتخب الوطني معه في حدود الدور ربع النهائي فقط، بعدما كان أول مرشح للظفر بالتاج القاري.
متاعب المدرب السابق لـ »لوروين » لن تتوقف عند الخروج المبكر من « كان » 2015 بغينيا الاستوائية، وهي مرشحة للاستمرار في المواعيد القادمة، وهذا بالنظر إلى الطريقة التي يعمل بها هذا الأخير، الذي مازال لحد الآن يبحث عن الانسجام المفقود وعن التشكيلة المثالية، وهذا بالرغم من الخيارات العديدة والمتنوعة التي يمتلكها.
خياراته الفنية تثير التساؤل
إلى ذلك، فإن الخيارات الفنية للمدرب غوركوف أصبحت تطرح الكثير من علامات الاستفهام، من خلال تخليه عن لاعبين لأسباب واهية وصفها بالانضباطية، في صورة الثنائي عبد المومن جابو ونبيل غيلاس، في المقابل تفضيله لاعبين آخرين مغمورين يشتكون من نقص المنافسة على غرار مدافع ليون زافان.
المنتخب الوطني فقد شخصيته القوية
على صعيد آخر، تؤكد الكثير من المصادر المتطابقة بأن المنتخب الوطني أصبح يعرف في الآونة الأخيرة الكثير من المشاكل الانضباطية، في وقت يجمع العديد من التقنيين على أن الفريق فقد شخصيته القوية والصرامة التكتيكية التي كان يتميّز بها في عهد المدرب السابق وحيد خليلوزيتش والتي كانت وراء تألقه في المونديال البرازيلي أمام تشكيلة « المانشافت ». وبالرغم من بعض الأصوات التي تدعو للاستقرار وتفضل منحه الوقت اللازم لوضع الفريق الوطني في الطريق الصحيح، على غرار الاستقرار الذي كان حظي به سابقه المدرب الجديد للمنتخب الياباني الذي ظهرت ثمار عمله بعد ثلاث سنوات تقريبا، إلا أن الكثير من المؤشرات بدأت توحي من الآن بأن المشروع الكروي الذي يسعى التقني الفرنسي لتجسيده مع المنتخب الوطني قد يتجه نحو الفشل، وفي ظل هذه المقاربة وبعض المعطيات الأخرى، فإن التفكير في إمكانية التخلي عن خدمات هذا المدرب قبل فوات الآوان قد يصبح أمرا مشروعا.