يواصل المنتخب الجزائري لكرة القدم, الذي لم ينهزم منذ 20 لقاء, الابهار يوما بعد يوم, فارضا نفسه في مصاف الكبار, وهو ما يؤكده تعادله مساء الثلاثاء أمام نظيره المكسيكي (2-2) في لقاء ودي تحضيري جرت وقائعه بملعب « كارس جينس » بمدينة لاهاي الهولندية.
»الابهار » و »التألق » أجبرا الناخب الوطني, جمال بلماضي, على الاعتراف بأن »الخضر » أضحوا من الفرق العالمية التي لا يستهان بها مهما كان اسم المنافس.
وصرح بلماضي خلال الندوة الصحفية التقليدية عقب نهاية اللقاء: »أعتقد أننا اقتربنا من بلوغ المستوى العالي, أصبحنا من الفرق الكبيرة واللعب أمام الجزائر لن يكون بالأمر السهل ».
ورغم أن الفوز كان من حليف »الخضر » خلال اللقاء الودي الأول يوم الجمعة الفارط بالنمسا أمام نيجيريا (1-0), إلا أن رفقاء محرز أظهروا وجها تكتيكيا وفنيا مغايرا في مباراة أمس.
وحسب المتتبعين, فإن المنتخب الوطني -بطل افريقيا- قدم لقاء بمستوى فني »أكثر من رائع » وكان قريبا من الفوز رغم النقص العددي, إثر تلقي عدلان قديورة للبطاقة الصفراء الثانية التي تعني الطرد في الدقيقة ال56. قوة وعزيمة »الخضر » جعلتا المنتخب المكسيكي ينتظر الدقيقة ال87 من أجل تعديل الكفة بفضل اللاعب دييغو لاينيز.
نتيجة اللقاء جعلت مدرب المكسيك, جيراردو « تاتا » مارتينو, يعتبر أن اللقاء كان « قويا أمام منافس من المستوى العالي ».
وقال الأرجنتيني بعد المباراة : »اللقاء كان قويا مع تسجيل العديد من اللقطات الهجومية لكلا الفريقين. التشكيلتان سيطرتا على اللقاء الذي مكننا من تسجيل العديد من النقاط الايجابية. لقد واجهنا فرقا من المستوى العالي مثل هولندا والجزائر واليوم علينا التطرق للشجاعة التي لعبنا بها من أجل تحقيق التعادل إلى غاية النفس الأخير من عمر اللقاء ».
ومثلما كان متوقعا خلال الخرجة الودية الثانية بعد مباراة نيجيريا, قام المدرب الوطني بعدة تغييرات (6 في المجموع) بالنسبة للتشكيلة التي أقحمت في بداية اللقاء, محتفظا بالمناسبة بنفس القاعدة الدفاعية التي اختراها ضد فريق « النسور الممتازة » (حلايمية, ماندي, طهرات و بن سبعيني). وبالتالي عاد للتشكيلة الأساسية كل من مبولحي, قديورة, بن ناصر, بونجاح, فغولي و براهيمي.
و باعتماد خطة هجومية محضة, سيطر المنتخب الجزائري على منافسه المكسيكي الذي وجد صعوبات كبيرة في اجتياز خط الوسط بسبب الضغط المسلط من طرف « الخضر ».
و قد أظهر لاعبو المدرب جمال بلماضي قوة ذهنية كبيرة رغم الافتتاح المفاجئ للنتيجة من طرف المتوج بالنسخة الأخيرة للكأس الذهبية عام 2019, وذلك في الدقيقة ال43 بواسطة خيسوس كورونا, حيث سرعان ما عاد « الخضر » في النتيجة بعد عمل جماعي جميل اختتم بقذفة قوية من بعد 20 مترا لبن ناصر خادعت الحارس المكسيكي الذي لم يحرك لها ساكنا.
ووقع لاعب ايه سي ميلان بالمناسبة هدفه الأول بقميص المنتخب الوطني بعد خوضه ل22 لقاء دوليا.
و استعاد أبطال افريقيا السيطرة في الشوط الثاني بواسطة قائد الفريق رياض محرز (2-1, د67), لكن طرد عدلان قديورة أربك التشكيلة الجزائرية التي تلقت هدف التعادل قبل ثلاث دقائق عن نهاية الوقت القانوني.
في اللحظات الأخيرة, مر رفاق مبولحي قريبا من الهزيمة بعد ان ارتطمت الكرة بالقائم ثم بالعارضة, ليسجلوا لقاءهم العشرين بدون هزيمة (15 انتصارا و 5 تعادلات) وهي سلسلة جد ايجابية جديرة بالاحترام.
و يعود آخر سقوط « للخضر » قبل سنتين بعد انهزامهم في تصفيات كأس إفريقيا للأمم-2019 أمام البنين خارج الديار (1-0).
و شكلت المباراتان الوديتان أمام نيجيريا و المكسيك فرصة لزملاء رياض محرز للتحضير جيدا للقاء المزدوج المقبل أمام زيمبابوي يومي 12 و 16 نوفمبر بالجزائر العاصمة و هراري لحساب الجولتين الثالثة و الرابعة من تصفيات كأس أمم إفريقيا-2021 بالكاميرون و التي تأجلت لسنة 2022 بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.