عدل ومشاريع السكن ترهن أحلام وكلاء السيارات
الشكارة لا زالت حاضرة واستعمال الصكوك في خبر كان
مع افتتاح الطبعة الجديدة للصالون الدولي للسيارات؛ بدا ارتفاع أسعار السيارات الجنوني واضحا في ضل تعويل معظم الوكلاء على هذا المعرض لتعويض انخفاض المبيعات خلال هذه السنة والسنة الماضية، خاصة أن رقم الأعمال المحقق فيه عادة يضاهي رقم أعمال 10 أشهر عادية من السنة، في وقت كثفت الحكومة من إطلاق المشاريع السكنية بمختلف الصيغ؛ ما دفع الجزائريين للتفكير في الحصول على شقة بدل شراء سيارة.
معرض هذه السنة رفع كذلك شعار « لي عندو الشكارة يشري والي معندوش يشلل عينيه »، فابداعات الوكلاء لم تخلوا من سحر المعروض ولكن هيهات فليس هناك من يشتري، فالاسعار هذه المرة اشتعلت لتحرق جيوب الجزائريين الراغبين في الحصول على سيارة.
خلال اليوم الأول وبعد الافتتاح الرسمي للمعرض من قبل وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، بدا عزوف الجزائريين عن الشراء واضحا بسبب ارتفاع أسعار السيارات الجنوني.
وباقترابنا من العارضين فوجئنا فعلا بزيادات واضحة تراوحت بين 20 حتى 30 بالمائة من السعر المعتمد عن السنة الماضية، بداية من سيارات العلامات الألمانية التي كانت أكثر السيارات في المعرض جذبا للانتباه لفخامة الطريقة التي عرضت بها والجاذبية والشعبية التي تتمتع بها السيارات الألمانية بين الجزائريين.
ليون كوبرا، بورش كاين، اودي تي تي وجناح سوفاك.. الأكثر زيارة في المعرض
عرض مجمع « سوفاك » الممثل الحصري لأكبر علامات السيارات عبر العالم على غرار « فولكسفاغن » و »سيات »، « أودي » و »بورش » و »سكودا » جديده لصالون السيارات في طبعته الـ 18، حيث عرف جناح الصالون على غرار الطبعات السابقة توافدا جماهيريا كبيرا للإطلاع على جديد المجمع الذي كانت « فابيا » وأودي « تي تي أس » و »كادي كروس » و »ليون كوبرا » التي ميزت جناح أهقار، مزيلا الستار عن مجموعة من المركبات التي تعتبر من آخر ما صنعته المؤسسات الأم ما بين فاخرة ورياضية على غرار مركبة « AUDI.TTS » الرياضية الموجهة لفئة الشباب بمحرك رياضي « 2 لتر تي ألإ أس إي بقوة 231 حصان.
كما تم الكشف عن « الشبح » الجديد « لسيات » والمتمثل في معشوقة الجماهير الجزائرية « ليون » بصيغة « كوبرا » بمحرك بسعة « 2 لتر تي أس إي » ذو الـ280 حصان المزودة بعجلات برتقالية بحجم 19 بوصة والمجهزة بأحدث التقنيات.
كما عرضت « بورش » السيارة الفاخرة رباعية الدفع « كايان الجديدة » التي اكتفت بفتح طلبات الزبائن طيلة فعاليات الصالون من دون مشاهدتها عن قرب بسبب تواجدها بميجاء جن جن و عدم الفراج عنها لأسباب لم تعرف بعد، في حين اكتفت « فولكسفاغن » بعرض سيارة « جيتا » في حلة جديدة بمحرك 2 لتر « تي دي إي » بقوة 110 حصان، في حين شهدت علامة « سكودا » ميلاد عروس جديدة أنتظرها الشباب طويلا والمتمثلة في « السيتادين » الجديدة « سكودا فابيا » التي شهدت إقبالا منقطع النظير منذ إزالة الستار عنها في أول أيام المعرض، أما بخصوص السيارات النفعية فقدعرض مجمع « سوفاك » مركبة « كادي كروس ».
الزوالية يتزاحمون لالتقاط الصور التذكارية
الجزائريون وزوار المعرض وأمام صدمة أمام أسعار خيالية تجعلهم يفضلون مشاهدة هذه السيارات والتقاط الصور التذكارية معها والاستعلام عنها إن أمكن بدل شرائها، فالدودج الأمريكية وسيارة البورش والنيسان GTR الرياضية وغيرها من العلامات والماركات العالمية الدودج حاضرة هي الأخرى في الصالون وبأسعار وصلت إلى حوالي مليار سنتيم ولكن من يشتري؟ حتى العروض الاستثنائية التي يقول عنها الوكلاء إنها مغرية ولا تقاوم؛ لم تشجع الحاضرين على الاقتراب والشراء بل طالتها انتقادات كثيرة من الكثيرين اللذين انتظروا المعرض بشغف قصد اقتناء سيارات، حيث التقت البلاد الكثير من المواطنين جاؤوا من ولايات بعيدة.
العروض الاستثنائية لم تعد مغرية والجزائريون يفضلون شقق « عدل » بدل شراء سيارة
العروض التي قدمها مختلف الوكلاء لم تكن بالمستوى المطلوب، هو ما تلمسته البلاد خلال جولتها بمختلف أجنحة المعرض، مع حديثنا مع العديد من زوار المعرض، أبدى هؤلاء استيائهم من انخفاض العروض والتخفيضات هذه السنة، فالعلامات الفرنسية الأكثر شهرة على غرار ستروان أعلنت عن تخفيضات قدرت بين 30 ألف دينار للسيارات الأقل سعرا إلى غاية 100 ألف دينار للسيارات الأعلى سعرا والتي يتجاوز سعرها 200 مليون سنتيم، في وقت عرضت سوفاك تخفيضات لم تتجاوز 10 ملايين سنتيم على بعض سياراتها.
أما علامة السيارات « ماهيندرا » الموزعة من طرف SAIDA، أعلنت عن تخفيضات لهذا الصالون 2015 تتراوح بين 100.000 دج و150.000 دج لسياراتها التي تفوق قيمتها 200 مليون سنتيم أيضا.
كما كشفت « إليسكوم » الممثل الرسمي لعلامة « فورد » في الجزائر عن تخفيضات صالون السيارات بالجزائر الذي يقام حاليا في قصر المعارض. تخفيضات تتراوح ما بين 45.000 دج و300.000 دج على كل التشكيلة علما أن سيارات هذه الأخيرة تفوق قيمتها أحيانا 600 مليون سنتيم.
الشكارة لا زالت حاضرة واستعمال الصكوك في خبر كان
لازالت التعليمة التي أصدرتها وزارة التجارة والقاضية بمنع شراء السيارات بالدفع المباشر لم تطبق على أرض الواقع إطلاقا، وذلك بدليل استمرار تدافع المواطنين نحو وكالات البنوك لإيداع المبالغ المالية المخصصة للشراء في حسابات الوكلاء وعدم استعمالهم للصكوك البنكية مطلقا وان التغيير الوحيد الحاصل هو أن الدفع صار على مستوى وكالات البنوك وليس على مستوى أجنحة المعرض لتذهب بذلك تعليمة وزارة التجارة إدراج الرياح.
وهو ما لمسته « البلاد » فعلا خلال استطلاعها للصالون الدولي للسيارات في طبعته الثامنة عشر، حيث إن بعض العلامات المشاركة وضعت صناديق يتمكن فيها زبائنها من دفع 10 بالمائة من ثمن السيارة فيما يتم دفع الباقي عبر تحويلات بنكية خاصة في ضل وجود شبكات داخل المعرض حاليا تعمل على شراء مجموعات من السيارات تتجاوز العشرين سيارة وتدفع تمنها نقدا لتستفيد من العروض التي تقدمها بعض العلامات حول التخفيضات الخاصة بالمعرض لتقوم بعد ذلك ببيعها في أسواق السيارات الخارجية وتتمكن في نفس الوقت من التهرب الضريبي و تفلت بدلك من الرقابة خاصة أنها تعمل على تبيض الأموال.
