لا إلغاء لامتحان « البيام » والقضية تتعلق بإعادة تقييم فقط
دعت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريت، إلى ضرورة تكاتف الجهود وتضافرها للقضاء النهائي على ظاهرة نشر مواضيع الامتحانات الرسمية في الجزائر عبر الأنترنت مباشرة بعد انطلاق الامتحانات، وشددت على أن مثل هذه التصرفات تهم الجميع فهي قضية مجتمع بأكمله، وأضافت الوزيرة قائلة أن امتحانات هذه السنة لم تشهد تسريبا للمواضيع، كما أن نشرها جاء على نطاق ضيق، حسب بن غبريت.
نفت نورية بن غبريت وجود أي مشروع من أجل إلغاء امتحان شهادة التعليم المتوسط، وأكدت أن ما نشر هو تأويل لتصريحات المدير الفرعي بوزارة التربية الوطنية « نائب مدير برامج التعليم بوزارة التربية الوطنية، مصطفى حمدي » بشأن تحضير مشروع لإلغاء امتحانات البيام. وقالت في تصريح صحفي على هامش إشرافها على إعطائها إشارة انطلاق امتحانات شهادة التعليم المتوسط، أمس، من ولاية الأغواط، أنه لا توجد نية أو تفكير في إلغاء أي من الامتحانات الرسمية وأنها تعمل رفقة إطارات وزارتها على إعادة تقييم جميع الامتحانات الرسمية بداية من شهادة التعليم الابتدائي، والمتوسط وصولا إلى البكالوريا، موضحة أن مسألة إلغاء امتحان شهادة التعليم المتوسط غير مطروحة بتاتا، خاصة وأن « امتحانات البيام » هي الفاصل في التعليم الإجباري ولا يمكن إلغاؤها.
• العمل جار لتحسين نظام الامتحانات وليس لإلغائها
كما أكدت أن الوزارة لم تتطرق أبدا إلى إلغاء الامتحان، وإنما النقاش الذي تطرق إليه إطار الوزارة كان حول نوعية النظام في الامتحانات الرسمية السانكيام والبيام والبكالوريا، موضحة « أن الأمر كان يتعلق بنقاش جرى باللجان التربوية حول ممارسة التقييم البيداغوجي بخصوص كل الامتحانات ولم يكن يتعلق بإلغاء الامتحانات الوطنية ».
وأضافت أن العمل يجري من أجل تقييم وإيجاد طريقة لتحسين نظام امتحان البكالوريا، وكانت هناك مشاورات ونقاش مع الشريك الاجتماعي بهذا الشأن، وهي متواصلة قبل اقتراحه على مجلس الحكومة، مؤكدة أن الوزارة لا تنوي إلغاء أي من الامتحانات الرسمية، خاصة وأن هذا الإجراء ليس من صلاحياتها.
وقالت بن غبريت حول تسريب الأسئلة في امتحان شهادة التعليم المتوسط، أن كل الإجراءات اتخذت في هذا الصدد لحماية المواضيع ومن هذه الممارسات، مشيرة أنه مقارنة بالسنوات الماضية عدد المواضيع المزيفة التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تقلص بدرجة كبيرة جدا بفضل الإجراءات المتخذة من قبل الدولة، وأن التلاميذ فهموا بعد ثلاث سنوات بأن مواضيع التي يتم نشرها ليس لها علاقة بالامتحانات الرسمية، كما أن التلاميذ فهموا الدرس أن من يركز على السهر ليلة كاملة على البحث عنها يتسبب في انخفاض نسبة النجاح، وتم التأكد بأنها مواضيع مزيفة ومغلوطة، ودعت التلاميذ إلى الحذر منها.
هذا وبخصوص التسريبات التي طالت أيضا مواضيع « البيام » على صفحات التواصل الاجتماعي، أكدت أن هناك لجنة أمنية تقوم بتابعة صفحات التواصل الاجتماعي، والعدالة في انتظار هؤلاء المتورطين. وتأسفت الوزيرة من قيام بعض المواطنين بإرسال تصحيح بعض المواضيع المنشورة على « الفايس بوك »، وأكدت الوزيرة أن كل هذه العملية تتبع بدقة من قبل مخابر أمنية موجودة على مستوى الوطن من أجل التوصل لكل هذه الجهات.
ودعت إلى تجنيد الجهود من أجل محاربة الظاهرة لتجسيد الأخلاق في قطاع التربية، قائلة « يجب كلنا مع بعضنا أن نندد بهذه الممارسات التي تخيب صورة الامتحان »، بعد أن قالت أن القضية تهم الجميع. وفي هذا السياق دعت الوزيرة إلى ضرورة تكاتف الجهود وتضافرها للقضاء النهائي على هذه الظاهرة.
وعبرت وزيرة التربية على صعيد آخر عن تفاجئها من قيام نقابات التكتل النقابي للأغواط بتقديم لها هدية على شكل لوحة قائلة « ليس من طبع الشريك الاجتماعي أن يقدم هدايا، والشيء الجميل أن الصورة التي رسمت بالرمل كانت تحمل فكرة حول الشفافية والطمأنينة، وكانت تحمل في مضمونها رسالة فيها عهد منه أن الدخول المدرسي سيتم في هدوء، ودعت أن يتم ذلك ميدانيا، وثمنت الوزيرة مبادرة التكتل النقابي، وأكدت أنه سيخدم التلميذ والشريك الاجتماعي وضمان النوعية الجيدة لتمدرس التلاميذ.
