أرجعت وزيرة التربية، نورية بن غبريط، تعرّض تلاميذ لإغماءات عقب تطعيمهم بلقاح الحصبة والحصبة الألمانية، إلى القلق والارتباك والخوف، وليس إلى تركيبة اللقاح، موضحة بخصوص الاستمارات والتعهدات المكتوبة المفروضة على الأولياء أنها « مبادرة فردية » لبعض مديري المدارس الابتدائية بغرض وقاية التلاميذ، واصفة إياها بغير القانونية.
وأضافت الوزيرة، في ندوة صحفية مقتضبة نظمتها، الثلاثاء، على هامش العرض الذي قدمته حول الاستراتيجية الوطنية للمكافحة والوقاية من العنف في الوسط المدرسي، بالمرادية، أن الحملة الوطنية للتلقيح التي انطلقت أول أمس، تعد عادية وتقوم بها وزارة الصحة سنويا ضمن برنامج وطني للمحافظة على صحة المتمدرسين.
وقالت بن غبريط: « لقد جمعتني عدة لقاءات مع عديد الأطباء التابعين لوحدات الكشف والمتابعة المدرسية، وقد أكدوا أن السبب الحقيقي وراء تعرض تلاميذ بمتوسطة بباب الزوار لإغماءات ومضاعفات عقب تلقيحهم ضد « البوحمرون » و »البوشوكة »، هو شعورهم بالخوف والقلق الذي يسبق العملية، ما أثر في نفسيتهم وليس بسبب تركيبة اللقاح لأنها سليمة وأعدت حسب مقاييس عالمية »، مؤكدة أن التلاميذ غادروا المستشفى وهم في حالة صحية جيدة ولا خوف عليهم.
وبخصوص الاستمارات التي وزعت على الأولياء، قبيل انطلاق العملية، التي أربكتهم وأحدثت فوضى في المدارس وخارجها، أوضحت الوزيرة أنها مبادرة « فردية » لبعض مديري المدارس الابتدائية، الغرض منها وقاية التلاميذ وليس المساس بصحتهم، محاولة الدفاع عنهم، غير أنها وصفتها بالمقابل بغير القانونية، مؤكدة أن حملة التلقيح سارية عبر مختلف المدارس ومصالحها في اتصال دائم مع المختصين والمديرين لإحصاء التلاميذ الذين تم تلقيحهم مع متابعة فورية لوضعيتهم الصحية.
وأضافت الوزيرة أن عمليات تحسيسية إعلامية انطلقت، لإقناع الأولياء الرافضين تلقيح أبنائهم، مع تأكيد أن الصحة ببلادنا تطورت وقطعت أشواطا كبيرة، وبالتالي فوزارة الصحة اتخذت احتياطاتها اللازمة بخصوص الحملة الوطنية للتلقيح، داعية الأولياء إلى ضرورة وضع الثقة كاملة فيها على اعتبار أن ما تقوم به حاليا يدخل في إطار المحافظة على سلامة وصحة 7 ملايين تلميذ.
من جهة أخرى، جددت بن غبريط تأكيدها على أن الفشل المدرسي هو المتسبب رقم واحد في العنف في الوسط المدرسي، داعية إلى ضرورة معالجته بصفة جذرية، قبل مكافحة العنف بكل أشكاله في حد ذاته، دون الاقتصار على معالجة الشكليات.