رفضون بيع أقل من كيلوغرام خضر أو فاكهة أو منتجات استهلاكية
تجار يستهزئون بمشتريات العائلات الفقيرة
تحوّل بعض التجار إلى « فراعين » حقيقيّين، فبعد ما رفعوا أسعار المنتجات الاستهلاكية عشوائيا منذ دخول السنة الجديدة، متجاهلين انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين، يرفضون البيع للزبائن، بحجة أن الكمية التي اشتروها قليلة ولن يتعب نفسه لبيعها…!!
هذه الممارسات يتعرض لها يوميا المواطن المتجول في أسواق الخضر والفاكهة، أو داخل محلات بيع المواد الغذائية، فبائعو الخضر والفواكه غالبيتهم ترفض بيع كمية أقل من كيلوغرام واحد، فلا تتعب نفسك أن تطلب منه مثلا حبتيْ قرعة أو حبة تفاح… فسيجيبك مباشرة بأنه لن يبيعك، أو يتحجّج بعدم وجود الصّرف. وبعض البائعين عندما تطلب منه مثلا كيلوغرام بطاطا، يجيبك مباشرة « انبيع بـ5 كيلو … »
وإن كنا تعوّدنا على مثل هذه الظواهر في أسواق الخضر والفواكه، الغريب أنه حتى أصحاب محلات بيع المواد الغذائية صاروا يستهزئون بالكميات القليلة… إحدى السيدات طلبت أمامنا بعض شرائح « الكاشير » لابنها الصغير بمبلغ 20 دج، فردّ عليها البائع بنرفزة « ما عنديش » رغم أن المبرد كان مليئا بالكاشير، لتواجهه السيدة قائلة « قل لن أبيعك أحسن من الكذب في الوجه… »
وغالبية الباعة يرفضون بيع كميات أقل من مبلغ 100 أو 200 دج بالنسبة للأجبان المستوردة، وحتى أنهم يرفضون بيعك أقلّ من كيلوغرام عدس أو لوبيا وحُمُّص، وعند شراء اللحم يشترط عليك بعض الجزارين مبلغا أكثر من 600 دج.
ويستنكر مواطنون مثل هذه الممارسات « غير الأخلاقية » من بعض التجار، خاصة وأن العائلات الفقيرة ومتوسطة الدخل تقتني مستلزماتها الاستهلاكية وفقا لمرتبها الشهري. وإذا قارنا بين عملية التسوّق في الدول الغربية ونظيرتها في الجزائر، ففي الغرب بإمكانك أن تشتري من كل نوع خضر أو فاكهة حبة واحدة فقط وأنت من يختارها، أما في الجزائر فقد « تتعرض للقتل » إذا مددت يدك لاختيار ما تُريد….!!