السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته: الحمد الله أن وضعتم لنا في الخدمة عبر هذا الفضاء الذي صار متنفسا لنا، وفسحة من خلالها نطرح القضايا والانشغالات، آملين في العثور على الحلول المناسبة والشافية، واغتنم الفرصة كي أشيد بعملكم هذا واسأل الله أن يجعله في ميزان الثواب.
أنا امرأة عشت مأساة حقيقة بكل ما تحملها الكلمة من معان، لأن القدر فرق بين والدي وأمي، فهاجر الأول وانقطعت أخباره ولا ندري حتى الآن إن كان حيا أو ميتا، أما والدتي فقد تزوجت رجلا ظالما اعتدى عليّ وبعدها خيّر والدتي، فاختارته وتخلت عني بحجة أنه لا حول ولا قوة لها، فخرجت إلى الشوارع وأنا في سن الصبى، ومن حسن الحظ أن امرأة أشفقت علي وآوتني في بيتها، لكن أولادها وزوجاتهم رفضوا وجودوي بينهم، فسلمتني لقريبة لها هذه الأخيرة أحسنت إليّ، ولما تعرفت على أحدهم وجاء يخطبني، وافقت وتم زواجي وبالتالي أنهت مهمتها معي، ولم أكن لأتزوج بتلك السرعة، لو لم أكن عرضة للتحرش من طرف زوجها هي الأخرى وأنا في سن أولاده.
اخواني القراء، لو قضيت زمنا طويلا في سرد تفاصيل مأساتي فلن أتمكن من ذلك، وإن فعلت لا محالة سأحيد عن الفكرة التي أريد تبليغها لكم، ومن ثمة سأفقد رأس الخيط وتختلط علي الأمور.
إن الذي كان زوجي لم يترك فرصة ليسيء إليّ، أجبرني على الحرام، باعني لأصدقائه لأنه كان مقامرا، أرغمني على الانحراف، كل هذا وأنا دون العشرين من العمر، والاكثر من ذلك كان يمارس علي ظلما منقطع النظير، فمرات يحرمني من الطعام وأحيانا أخرى يُخضعني للكي بسجارته وأشياء أخرى لا يتسع المقام لذكرها، والنتيجة أنني كرهت الجنس الآخر ولم أعد أثق بهم. لقد مات من كنت على ذمته بسبب تعاطيه لجرعة قوية من المخدرات، لأعود الى أول الحكاية، الشارع والمبيت في الأرصفة والطرقات، ومن حسن الحظ أن سكان عمارة بوسط العاصمة سمحوا لي بالمبيت عند المدخل.
إخواني القراء، أعرف أن الحل لمشكلتي رجل يسترني ويحميني من شناعة ذئاب بني البشر، ولكن ليس بوسعي تقبّل هذا الحل، فبمجرد التفكير في الجنس الآخر تنتابني موجة عارمة من الرعب.. فماذا أفعل؟
@ حياة/ العاصمة
@@ الرد:
قبل الرد على انشغالك اسأل الله في هذا اليوم المبارك «الإثنين»، أن يستر على بنات المسلمين وأن يرزقهم الأزواج الصالحين لتقر بهم الأعين ويرتاح البال، أمين يا رب العلمين.
عزيزتي كم رقّ قلبي وشعرت بالحزن وأنا اقرأ رسالتك، أسفت كثيرا لوضعك وحتى لا أقلب عليك المواجع، أشد انتباهك إلى أمر جد مهم أنت أعلم به، فقط نفسك تأبى هذا الحل ولكن لا حل غيره.
خلاصك من هذا الوضع هو زوج صالح يرتقي بك إلى دنيا الطهر والنقاء، رجل طيب يسترك لوجه الله، أو عائلة شريفة تتخذك ابنة، ولن تخلو هذه العائلة طبعا من الجنس الآخر، فقد يكون لهم أب أو أخ أو حتى زوج، وتأكدي أن الله خلق الذكر والأنثى لحكمة بليغة وهي تعمير الأرض، ولا يمكننا أن نخالف هذه السنة، أو نعمل من أجل إبادة الرجال كلهم وجعل هذا العنصر ينقرض من على وجه الأرض. ألم تقول بأن سكان العمارة هم من أذنوا لك بالبقاء في الأسفل من أجل حمايتك، أو ليس من بين هؤلاء رجال؟ فكّري جيدا في هذا الكلام، وإذا شئت أخبريني كي أوجه نداء لمن يؤويك ويسترك، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
@ ردت نور