لم تعد المرأة الجزائرية في منأى عن عالم الجراحات والعمليات التجميلية العالمية، فكل تطور في هذا المجال باتت العيادات والمراكز المحلية تقدمه بمستوى عالي، فمن تقنيات الخيوط الفرنسية بمختلف أنواعها لتصغير الوجه عشرين سنة، وتجميل الأنف، إلى حقن الكولاجين، البوتوكس، البلازما وكبسولات الكولاجين الطبيعي مع الفيتامين « سي ».
بعيدا عن هذا العالم المليء بالمشارط والحقن هناك فئة أخرى من الباحثات عن الجمال بدون جراحة وبتكاليف أقل فضلوا شراء سليكون النافخ والمكبر للشفاه، حزام « الليفتنغ »، « ماسك » للأنف للفوز بجمال خارق تباع على موقع « واد كنيس » وصفحات التواصل الاجتماعي « فايسبوك ».
بعد مشاهدتنا للصور توجهنا لبعض المحلات الشهيرة المختصة في بيع مواد التجميل ببئر مراد رايس، القبة، والمركز التجاري باب الزوار ورحنا نستفسر عنها، لكن غالبية الباعة أبدوا جهلهم وعدم معرفتهم بها وبعد استظهار صورها أكدوا مشاهدتهم لها عبر بعض فيديوهات الأنترنت، ويتلقون استفسارات وطلبات مستمرة عليها من طرف شابات خصوصا الجامعيات والمقبلات على الزواج الراغبات في تغيير شكلهن وتحسين مظهرهن.
وللتعرف أكثر عن النافخ السحري للشفاه اتصلنا ببائعته ، فراحت تحدثنا عن مزاياه فهو عبارة عن قطعة سليكون صغيرة يشبه شكلها القلب بألوان مختلفة توضع على الشفاه وشفط الهواء، ومع تكرار العملية سيزيد حجم الشفاه حتى تحصل على الشكل المطلوب، وتضيف المتحدثة بأن هناك إقبال كبير عليها، ففي المساء كانت بصدد توزيع 3 طلبات، فبعض الفتيات اللواتي يجدن استعمالها بإمكانهن الحصول على شفاه منتفخة لثلاث ساعات فما فوق، وهناك أخريات عاودن الاتصال بها لعدم إجادتهن ذلك، وعن مصدرها تضيف محدثتنا يتم جلبها من الصين في حقائب، وهي من السليكون أي مرنة وليست صلبة فلا تحدث ضررا بالشفاه ولا المنطقة المحيطة بها وسعرها 1300 دج .
ومن إلى حزام شد الوجه وقابض الأنف منتجات هي الأخرى تحظى بانتشار وسط الفتيات، تحكي لنا البائعة « هذه المنتجات تم جلبها من الصين وموجهة للتسويق في أوروبا، وهي تقوم بمفعول الجراحة التجميلية »، وعن قابض الأنف الذي يبلغ سعره 1200 دج، وهو يسهم على حد قولها في تصغير حجمه بوضعه في الجزء السفلي من الأنف المكون من شحوم، فبوضعه لمدة طويلة عند الدخول للمنزل وطوال الليل سيقلص حجمه، وتستطرد قد تشعر مستخدمته بألم في الفترة الأولى من استعماله وبعدها تتعود عليه، أما بالنسبة لحزام الوجه والبالغ سعره 2500 دج فتقول بأنه يقوم بخاصية « الليفتينغ » حيث تعمل على شد الوجه من خلال ارتداءه لليلة كاملة .
وفي هذا السياق، استغرب الطبيب رشيد حميدي من تداول هذه الأدوات في السوق المحلية، مؤكدا أنها لن تكون بديلا عن الجراحة التجميلية.
فالوجه مكون من خلايا عضوية يستحيل تصغير حجمه أو رفعه من خلال أدوات تستعمل خارجيا دون حقن أو تدخل جراحي، فـ 98 بالمائة من هذه الأغراض المعروضة للبيع لن تجدي نفعا ولن تغير شيئا، حتى الجراحات التجميلية يضيف المتحدث تحسن بعض المناطق لكن تأثيرها قد يكون سلبي على عضو آخر، وحتى بعض الحقن المستعملة كالكولاجين والبوتوكس لايظل مفعولها لمدة طويلة بل يزول بعد فترة محددة ليعود الجلد لوضعه السابق، ولم يستبعد الطبيب إمكانية التأثير السلبي لهذه المواد على البشرة.