يعتبر السكن من بين اكثر الأسباب المؤدية لارتفاع نسبة العزوبة في الجزائر، حيث يرفض الكثير من الرجال الزواج رغم بلوغهم سن 40، خوفا من المصير المجهول وعدم توفر سقف الحياة الزوجية. يعتبر السكن من بين اكثر الأسباب المؤدية لارتفاع نسبة العزوبة في الجزائر، حيث يرفض الكثير من الرجال الزواج رغم بلوغهم سن 40، خوفا من المصير المجهول وعدم توفر سقف الحياة الزوجية. ومع انطلاق مشاريع « عدل » ومنح السكن الاجتماعي للفئات المحدودة الدخل، استنشق الشباب الجزائري، رائحة الأمل وهدأت نفوس المحتجين عن السكن رغم أن الخوف بدأ يعود تدريجيا مع انتهاج سياسة « التقشف » وترشيد النفقات في مقابل ذلك، فإن العزاب المسجلين في قائمة « عدل » مهددون، حسب خلية الإعلام والاتصال، في حالة الزواج وامتلاك الشريك لسكن بالإقصاء، قبل أن يدفعوا الشطر الثاني ويستلموا قرارات الاستفادة
حيث تشير المعطيات حسب الأرقام، إلى أن نسبة فئة الشباب العزاب الذين تتراوح أعمارهم بين 24 و33 سنة، بلغت رقما قياسيا في قائمة المكتتبين لمشاريع سكن البيع بالإيجار في البرنامج الجديد، حيث قدرت بـ68 .60 في المائة من الشباب المسجلين، والذين بلغت نسبتهم إجمالا 45.14 في المائة من إجمالي المسجلين مقارنة بعدد الشباب المتزوجين الذين بلغت نسبتهم 30.19 في المائة والمطلقين نسبة 19.62 في المائة، من مجموع إجمالي قدر بـ 197982 عازب.
ورفضت خلال هذه الصائفة الكثير من العازبات رغم تأخرهن في السن، الزواج، في حين أجلت بعضهن موعد عقد القران إلى وقت لاحق خوفا من عدم استفادتهن من سكن وإقصائهن من القائمة، حيث أكد المكلف بالإعلام والاتصال لوكالة عدل بالعاصمة، أن الوكالة ستطالب المكتتبين بتحيين الملفات بعد دفع الشطر الثاني، وأن التحقيقات متواصلة، وفي حالة زواج أحد أو إحدى العازبات وامتلاك زوجها لسكن ستشطب من القائمة.
تقول سليمة موظفة في شركة عمومية، إن المرأة أصبحت تتخوف من الزواج وهي مهددة في أي وقت بالطرد إلى الشارع، واليوم في رأيها، عليها أن تضمن السكن قبل أن تتزوج.
كثيرات هن من تأخرن في الزواج، واعتنقن العنوسة وقبلت ملفاتهم المدرجة في سكنات عدل، لكنهن بعد أن جاءت فرصة « الزواج » رفضنها في انتظار دفع الشطر الثاني وضمان قرار الاستفادة من السكن.
أستاذة تبلغ من العمر 40 سنة تدرس في متوسطة ببلوزداد، أكدت للشروق، أنها حلمت كثيرا باليوم الذي يأتي رجل لخطبتها، وقد سعدت كثيرا عندما تقدم إليها ابن الجيران، ولكن بقيت خائفة من أن تضيع السكن بعد أن دفعت الشطر الأول لوكالة « عدل ».
تقول « صراحة.. أصبح السكن مهما في حياة المرأة »، وتضيف « اليوم باتت الحياة الزوجية غير مضمونة وتبدلت العقليات ». وحسب ما رصدناه من آراء فإن ثقافة امتلاك السكن الخاص ترسخت في الآونة الأخيرة لدى الجزائريات وباتت « الشقة » افصل من « الزواج »، بل هي ضمان لعدم طردها إلى الشارع او الاستيلاء على ممتلكاتها من طرف الزوج بعد الخلاف بينهما او الطلاق.