طردت من إذاعة سوق أهراس ظلما وانتقمت بطريقة راقية
هو من بين الإعلاميين الذين ذاقوا طعم « الحڤرة »، وطُرد منمهنة يحبّها لتعويضه بأبناء المسؤولين والأثرياء، إستطاع تحديكل الظروف الصعبة بفضل إرادته الفولاذية، ليصبح من بينالإعلاميين الكبار في الجزائر، ويتقلد مسؤولية تحرير أول قناةإخبارية في الجزائر، هو إبن ولاية سوق أهراس، الصحافي أحمدحفصي.
– بداية.. من أيّ معهد تخرّج أحمد حفصي؟
أنا متحصل على شهادة « الليسانس » في علوم الإعلاموالإتصال، تخصص سمعي بصري من جامعة « باجي مختار » في عنابة، علما أني أنحدر من ولاية سوق أهراس،أين سافرت إلى الولاية المجاورة عنابة من أجل متابعة دراستي وتخصصي الذي اخترته عن قناعة، بسبب هوسيبالإعلام منذ نعومة أظافري، حيث كنت أطالع الجرائد والأخبار منذ أن كان عمري 6 سنوات.
– من سوق أهراس إلى عنابة فالجزائر العاصمة، كيف كانت قصة التحاقك بقناة « النهار »؟
مباشرة بعد إتمام دراستي، عملت كمقدم برامج ونشرات إخبارية في إذاعة سوق أهراس الجهوية لمدة سنة،ولكن بعد ذلك، تعرضت للظلم، أين تمّ توقيفي من دون وجه حق من أجل توظيف أبناء مسؤولين، وقد حطمذلك معنوياتي، إلى درجة أنني قرّرت السفر للبحث عن مستقبلي في بلد آخر.
– إذن شعرت بالظلم؟
نعم، شعرت بظلم كبير، خاصة أني كنت متعاقدا مع الإذاعة، وتم تفضيل أشخاص على حسابي باستعمال »المعريفة » والمحسوبية على حساب القدرات الإبداعية، وهو ما أثرّ في نفسيتي كثيرا.
– هذا السبب إذن الذي جعلك تلتحق بـ »النهار »؟
قصة التحاقي بـ »النهار » بدأت عندما كنت جالسا في إحدى مقاهي البلدية التي أقطن فيها، فشاهدت القناة فيالمقهى وقرأت الإعلان الخاص بـ »الكاستينغ »، وقررت في تلك اللحظة السفر إلى العاصمة من أجل تجريب حظيمرة أخرى.
– هل سافرت في نفس اليوم؟
نعم، سافرت في ذلك اليوم بدون أن أخبر أحدا، حتى والدتي لم تعلم بالأمر، وأتذكر أنه كان في جيبي 4 آلافدينار فقط، جزء من المبلغ سافرت به إلى العاصمة.
– وهل تمّ قبولك مباشرة في القناة؟
نعم، بعد 24 ساعة من تقدمي للقناة، ظهرت في التلفزيون مقدما لحصة « مراسلون »، وفي تلك اللحظة،شاهدتني أمي على التلفزيون، وما أريد أن أوضحه، أن المدير العام « أنيس رحماني » آمن بقدراتي ومنحني ثقةكبيرة، استطعت من خلالها أن أصل إلى المستوى المطلوب.
– قلت إنك انتقلت من سوق أهراس إلى العاصمة بـ 4 آلاف دينار، أين كنت تنام؟
المبلغ الذي تبقى لي توجهت به إلى « السكوار » من أجل الإيجار به في فندق تصل قيمة الليلة فيه 600 دينار،وبقيت هناك عدة أيام، لكني تفاجأت بعدها برؤية حقائبي أمام باب الفندق بأمر من مديره!.
– هل قام بطردك لأنك لم تدفع له مبلغ مبيتك في الفندق؟
سبب طردي هو الوقت الذي كنت أدخل فيه إلى الفندق، حيث كانت الساعة تتجاوز الثانية صباحا بسبب عمليالمتواصل، إلا أن صاحب الفندق لم يكن يعلم بأنني صحافي، لذلك أخذ عني نظرة سيّئة.
– إذن، نستطيع أن نقول إن أحمد حفصي تحوّل إلى متشرّد في العاصمة؟
نعم، وبالفعل بعد قيام صاحب الفندق بطردي، لم أجد مكانا للمبيت فيه إلا الشارع، وبعد ذلك استطعتتدبير أموري، والحمد الله كل الذي مررت به أصبح ذكرى.
– بعد نجاحك في قناة « النهار »، هل تظن بأنك انتقمت لنفسك من مسؤولي إذاعة سوق أهراس الجهوية؟
لقد كان طموحي أكبر من منشّط بسيط في إذاعة سوق أهراس، لذلك لم يعد يهمني ما حدث في تلك الفترة.
– الكثير من المتتبعين يقولون إن أحمد حفصي متحكم في المجال السياسي؟
هذا يعود إلى النشاط الذي يمارسه أفراد عائلتي، والذين لديهم ميولات سياسية، مما جعلني أملك رصيداسياسيا.
– هل سنرى أحمد حفصي يقتحم مجال السياسة يوما ما؟
ذكّرتني بأول تعبير كتابي قمت بكتابته، حيث تحدثت فيه عن ميولاتي السياسية، وعندما قرأه المعلم، قامبإرسال استدعاء لوالدتي، وقال لها إن ابنك يريد أن يصبح رئيس جمهورية.
-هل تملك مسكنا خاصا في العاصمة؟
لا أملك مسكنا خاصا في العاصمة ولا سيارة.
* هل أنت مرتبط؟
لست مرتبطا وليس لدي أيّ علاقة عاطفية.
-ألا تنوي فتح قناة خاصة بك؟
لا أنوي ذلك، لأن إدارة قناة خاصة مسؤولية كبيرة.
-هل تنوي العمل في قنوات أجنبية مثل « الجزيرة » و »العربية »؟
لا أفكر في هذا الأمر، لأني أعتقد أن النجاح في الجزائر.
-من هو قدوتك في الإعلام؟
بالرغم من أني أكره « الإخوان »، إلا أنني معجب كثيرا بأحمد منصور.